لكن المفارقة تكمن في أن بعض هذه الرسائل تأتي مزخرفة وملونة، وكأنها من نوابغ العلم! ويقوم بعض الأشخاص بتقديم هذه الأفكار الملوثة بطريقة لبقة، تجعلنا نقع في فخ التأثير دون وعي. وبمجرد أن ننساق وراء هذه الأفكار، نبدأ في تقليدهم وتصديقهم والتأثر بهم، دون أن ندرك أننا نغرق في بحر من الأفكار المضللة!
في عالم منصات التواصل الاجتماعي، حيث تكثر الأفكار والمعلومات المتنوعة، من الضروري ألا نكون «فريسة» سهلة لأي فكرة مزاجية، طارئة، أو حتى ملوثة. لذا، يجب أن نتعلم كيف نتحكم في بوصلة التأثير التي تؤثر فينا. فالتأثير ليس قوة خارجية تتحكم فينا، بل هو شيء يجب أن نتحكم فيه بأنفسنا. نحن من يجب أن يقاوم الأمواج العاتية التي تأتي بها هذه الأفكار، نحن من يقود سفينتنا ويحدد مسارها. كما نشأنا على قيم وأخلاق متزنة، فمن المهم أن نحافظ عليها ونوجه بوصلة تفكيرنا في الاتجاه الذي يتوافق مع مبادئنا السليمة.
وبهذه الطريقة، سيصبح الآخرون في منصات التواصل الاجتماعي «هشّين» أمام قدرتنا على التحكم في تأثيرنا. سنصبح قادرين على توجيه الأفكار والعواطف بدلًا من أن نكون مجرد مستهلكين سلبيين لها. فقط من خلال الوعي، والتفكير النقدي، والانتباه لما يُطرح علينا، سنتمكن من مقاومة التأثيرات السلبية والمضللة. وحتمًا مقاومتنا للتأثير تأتي من تنمية وتطوير مهارات التفكير النقدي لدينا، كي نتمكن من تحليل المعلومات التي نتلقاها على منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من تقبلها بشكل عشوائي.
ختامًا.. تحكم بتأثرك قبل أن تصبح مؤثرًا؛ ففي عصر المعلومات الرقمية والاتصال المستمر، أصبح الوعي الذاتي عنصرًا أساسيًا لمواجهة التحديات التي تطرأ على حياتنا بسبب التأثيرات الخارجية. من خلال زيادة الوعي بأنفسنا ومشاعرنا وأفكارنا، يمكننا تحسين قدرتنا على مقاومة التأثيرات السلبية، وتوجيه تجربتنا الرقمية نحو تحسين الذات والتطور المستمر.
أخبار ذات صلة
0 تعليق