محليات
0

❖ الدوحة - الشرق
وجهت الدكتورة عائشة حامد اليافعي، استشاري نفسي وصحي في مكتب الإرشاد والدعم المعنوي، مركز طلاب المدينة التعليمية في مؤسسة قطر، رسالة إلى جميع الطلاب في قطر، والمنطقة، والعالم أيضًا مضمونها:
«لا تترددوا في طلب الدعم، فالصحة النفسية هي أساس لحياتكم الأكاديمية والشخصية. قد نمر جميعًا بلحظات من القلق، التوتر، أو الشعور بالضياع، ولكن تذكروا أنكم لستم وحدكم في هذه الرحلة. هناك دائمًا من هو مستعد للاستماع، للتوجيه، وللمساعدة في تجاوز الصعوبات. طلب المساعدة هو فعل شجاع يعكس وعيكم بذاتكم ورغبتكم في التحسن.
لا يعني ذلك ضعفًا، بل يدل على قوتكم في الاعتراف بما تحتاجونه والعمل على تحقيق التوازن في حياتكم. اهتموا بأنفسكم كما تهتمون بنجاحكم الأكاديمي، خصصوا وقتًا للرعاية الذاتية، تواصلوا مع الآخرين، ولا تخجلوا من التحدث عن مشاعركم. أنتم تستحقون أن تكونوا بصحة جيدة على جميع المستويات، وطلب الدعم خطوة مهمة نحو ذلك».
وجاءت الرسالة خصوصًا في ظلّ التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، والضغوطات التي باتت الحياة تفرضها على الشباب، لتحقيق النجاحات في مختلف مجالات الحياة، وسط الصورة الوهمية التي تنشرها وسائل التواصل الاجتماعي لمعايير النجاح في الحياة.
وأوضحت الدكتورة عائشة الخدمات التي يقدّمها مكتب الإرشاد والدعم المعنوي للطلاب في مؤسسة قطر، قائلةً:» يقدم المكتب جلسات فردية لدعم الصحة النفسية والصحية، حيث يتم توفير بيئة آمنة وسرية للطلبة لمناقشة التحديات الشخصية ووضع استراتيجيات لتحسين الصحة الذهنية، وزيادة الوعي الذاتي، وتعزيز رفاههم النفسي»، مشيرةً إلى أن المكتب يقدّم ورش عمل وبرامج تدريبية حول إدارة التوتر، والوعي الذاتي، وتنمية المهارات الحياتية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل على نشر التوعية والتعاون مع أقسام أخرى داخل مؤسسة قطر وخارجها لا سيّما مع المستشارين النفسيين في جامعات المدينة التعليمية، بالإضافة إلى وحدات متخصصة داخل المدينة التعليمية، ويتم أخذ توصيات مكتب الإرشاد والدعم المعنوي بعين الاعتبار في تطوير السياسات التعليمية داخل مؤسسة قطر، حيث نستخدم ممارسات قائمة على الأدلة لضمان دعم صحة الطلبة النفسية بشكل فعّال، كذلك يتعاون المكتب مع جهات خارج مؤسسة قطر مثل وزارة الصحة العامة من خلال البرنامج الوطني للصحة النفسية.
فيما تحرص مؤسسة قطر على تقديم الدعم الشامل الذي يراعي الاختلافات الثقافية والاحتياجات المختلفة، إلا أنّ التحديات الشائعة مثل الوصمة الاجتماعية، وضيق الوقت الأكاديمي، والتردد في طلب المساعدة، ما زال يحول دون استفادة العديد من الطلاب من هذه الخدمات. لكن الدكتورة عائشة تؤكد التزام المؤسسة بسياسات السرية التامة، بحيث لا يتم مشاركة أي معلومات دون موافقة الطالب، إلا في حالات الطوارئ، مشيرة إلى أنه منذ انضمامها للمكتب في أغسطس 2024، تعامل المكتب مع 10 طلاب غالبيتهنّ من الإناث وتم تقديم 22 جلسة متابعة حتى الآن.
تقول إحدى الطالبات اللواتي استفدن من خدمات المكتب (سيتم الإشارة إلى الطالبة باسم زينة-التزامًا بسياسة الخصوصية):»تلتزم مؤسسة قطر بشكل قوي في تعزيز الرفاه النفسي للطلاب. ولكن ما يميز خدمات الإرشاد والدعم المعنوي هو النهج الاستباقي في المؤسسة، بحيث يتم التواصل من قبلهم مع أي طالب يُدركون أنه يحتاج إلى المساندة، وهنا نشهر بأن طلب المساعدة والدعم هو أمر في متناول الجميع وأمر مشجع».
وأضافت زينة:»لاحظتُ تغيرات إيجابية كبيرة في حياتي منذ أن بدأتُ في الحصول على خدمات الإرشاد والدعم المعنوي، وكان أحد أهم هذه التغيرات هو البدء في العمل بدوام جزئي في إحدى الوظائف، وهو خطوة متقدّمة جدًا بالنسبة إليّ، وأفتخر بها كثيرًا. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت اجتماعية بشكل أكبر، وغالبًا ما أخرج مع الأصدقاء، وأتفاعل كثيرًا في لأنشطة المدرسية والفعاليات التي تنظم في الحرم الجامعي. كذلك تعززت ثقتي في كيفية إدارة عواطفي وإعادة توجيه أي فكرة سلبية بطريقة صحيحة».
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق