
المخرج يتوسط حسين المهدي وبثينة الرئيسي
تناول ظاهرة اختفاء النساء في السبعينات وأثار موجة من التساؤلات
مفرح حجاب
يواصل مسلسل "سدف" يوميا طرح أفكار جديدة في عالم الجريمة الغامضة والأحداث غير المتوقعة المليئة بدراما الرعب يجسدها مجموعة من الفنانين بينهم أحمد إيراج، حسين المهدي، عبد الله بهمن، بثينة الرئيسي، خالد العجيرب فهد باسم،غدير السبتي، صمود المؤمن وغيرهم، وهو من تأليف وإخراج محمد أنور، والذي اعتاد ان يقدم نصوصا تراثية لكنه يخوض لأول مرة تجربة الإخراج.
حاول المؤلف المخرج في المشاهد الأولى ان يعطي للمتلقي فكرة على طريقة الراوي من خلال صوت حسين المهدي وبثينة الرئيسي كشف من خلالها بعض غموض العمل حتى يعيش جمهور المشاهدين الأحداث التي بدأت تظهر ملامحها رويدا رويدا، العمل ينتمي إلى حقبة السبعينات من القرن الماضي، ويناقش قضية تكاد تكون غير مألوفة اجتماعيا وهي اختفاء غامض للنساء من خلال حبكة درامية اعتمدت على مشاهد رعب بوليسية، الجميل في هذا المسلسل ان المؤلف المخرج أراد ان يشغل الجمهور معه في عملية عدم المباشرة في الأحداث والمتسبب بها، بل إن بعض الشخصيات الموجودة في المسلسل تم تجسيدها بطريقة مختلفة تماما مثل شخصية المحقق شاهين التي يجسدها الفنان عبد الله بهمن والذي يتعامل مع زملائه في العمل بطريقة فيها شك ونوع من الاستفزاز لكنها ثرية بتفاصيل كثيرة وباعتقادي هذا العمل يعد نقلة كبيرة له وللفنان أحمد إيراج.
ربط الأحداث
عمليات ربط الأحداث لاسيما بين "فهد" أحمد ايراج وزوجته "تهاني " غدير السبتي اللذين يعيشان حياتهما بشكل ارستقراطي في فندق ملك لهما وحسين المهدي الذي يجسد شخصية "فايز" الممثل وزوجته بثينة الرئيسي الطبيبة "أماني" خلق حالة من الأحداث لكشف الكثير من الخبايا وساهم في وجود حالة من المتعة في سرد تفاصيل كان المشاهد بحاجة إليها لأنه لا يوجد دليل واضح على اختفاء النساء سوى صور فوتوغرافية التقطت لهن لحظة الاختفاء وهو ما جعل أصابع الاتهامات تذهب الى الكثير من الأشخاص، وبرغم ان العمل لايزال يعرض الا ان اختيار محمد أنور لهذه الفكرة الدرامية أعطاه مساحة من الخيال حتى يبدع اكثر في التفاصيل، كما أن ذهابه إلى حقبة السبعينات كان من أجل التفكير بحرية اكبر لاسيما ان هذه الحقبة لم يكن فيها حوادث واضحة رصدها الجمهور، لكن هذا لايعفيه من التحرك ببطء فهو يكشف عن الأحداث والتفاصيل بشكل قليل جدا في ظل منافسة شرسة بكم من الأعمال سواء على شاشات التلفزيون او من خلال المنصات وكان يستوجب عليه ان يرفع إيقاع العمل بشكل اسرع حتى لو اختصر بعض المشاهد.
لوحات جمالية
وفي خضم المشاهد والأحداث البوليسية ظهرت في هذا العمل لوحات جمالية كثيرة خصوصا التي تنتمي الى حقبة السبعينات سواء في الإطلالة التي ظهر بها الممثلون والحرص على ان يكون اللوكيشن يواكب هذه الحقبة وهذا خلق حالة من الجمال، بالإضافة الى السيارات التي استخدمت في المسلسل وطريقة الزواج التقليدي، كل هذا صنع مساحة كبيرة من الجمال، والأهم كان طريقة التصوير والحرص على تقديم صورة جديدة للمشاهد تواكب عالم الجريمة الغامضة التي سيطرت على احداث العمل الذي اتسمت فيها بعض المشاهد بالحركة والتنوع بين الليل والنهار وهذا يحتاج الى جهد فني، يبقى شيء مهم في هذا العمل وهو أنه ابرز دور الصحافة في القضايا والأحداث الغامضة وطريقة تعاملها معها والتي تعبر دائما عن نبض الشارع وتبحث هي الأخرى عن الحقيقة.

فهد باسم يحضر المشهد مع المخرج
0 تعليق