
جانب من المواجهات بين شرطة مكافحة الشغب والمحتجين خلال تظاهرات ليلية رافضة اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وحبسه (أب)
تمديد حظر التجمعات واحتجاز العشرات بتهمة إهانة الرئيس... وزعيم المعارضة يزور إمام أوغلو
أنقرة، عواصم - وكالات: فيما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحتجين على توقيف منافسه رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام اوغلو بـ"إرهابيي الشوارع، أعلنت سلطات محافظة أنقرة تمديد حظر التجمعات المعمول به في العاصمة التركية حتى الأول من أبريل، بينما كانت السلطات التركية التي تواجه تظاهرات غير مسبوقة منذ نحو عقد أصدرت قراراً بحظر مماثل في إسطنبول وإزمير ثالث مدن البلاد.
في غضون ذلك أعلنت النيابة العامة التركية أنها أصدرت أوامر بتوقيف 41 شخصاً بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب أردوغان خلال الاحتجاجات في مدينة إسطنبول، وفي سياق متصل، أعلنت السلطات التركية عن حملة اعتقالات جديدة أمس، طالت "محرضين" بعد ليلة سادسة من التظاهرات في مدن عدة احتجاجاً على سجن أوغلو، بينما تم الإفراج عن سبعة من الصحافيين الثمانية الذين اعتقلوا من منازلهم في إسطنبول فجر الاثنين الماضي، مع بقائهم تحت إشراف قضائي، على ما أعلن أحد محاميهم، وذكرت وسائل إعلام تركية أن السلطات التركية احتجزت 55 شخصا لاتهامهم بإهانة الرئيس أردوغان وأسرته، وأوضحت وكالة الاناضول للأنباء أن المحتجزين المشتبه بهم متهمون بالمشاركة في تظاهرات غير مصرح لها أمام مكتب عمدة إسطنبول المعزول أكرم إمام أوغلو ليل أول من أمس، وتم تداول صورة لمجموعة تهين والدة أردوغان الراحلة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحذر وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا على منصة "إكس" قائلاً صباح أمس "أوقفت قواتنا الأمنية 43 محرضاً والعمل مستمر لاعتقال مشتبه بهم آخرين"، وأدان التعليقات المسيئة لأردوغان ووالدته الراحلة، ووصفها بـ الهجوم الخسيس"، قائلا إنه تم اعتقال نحو ألف شخص لصلتهم بالاحتجاجات، مدينا إمام أوغلو، متعهدا بالكفاح بكل السبل الشرعية ضد ما وصفه بـ"الانقلاب"، بينما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحتجين بـ"إرهابيي الشوارع"، ووصف الاحتجاجات بأنها عنيفة، قائلا إن إرهابيي الشوارع يهاجمون الشرطة بالحجارة والعصي والأحماض والفؤوس، مضيفا أن هذا لم يزعج حزب الشعب الجمهوري المعارض، مؤكدا أن الحزب سيحاسب على ذلك في المحكمة، مشددا على مسؤولية الحزب عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة، قائلا عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، إن على حزب الشعب الجمهوري التوقف عن التحريض، مضيفا "تابعنا بدهشة كأمة الأحداث التي وقعت بعد دعوة زعيم حزب المعارضة الرئيسي للنزول إلى الشوارع عقب عملية فساد في إسطنبول، مع تحول الاحتجاجات إلى حركة عنف"، متابعا أن حزب المعارضة الرئيسي مسؤول عن الجرحى من أفراد الشرطة وتحطم نوافذ متاجر وتضرر ممتلكات عامة، قائلا "سيُحاسب على كل هذا، سياسياً في البرلمان، وقانونياً أمام القضاء".
ورغم حظر التجمعات في شوارع العديد من المدن، خرجت تظاهرات مناهضة للحكومة لليلة السادسة على التوالي، وكانت سلمية في الغالب رغم مشاركة مئات الألوف فيها، ودعا زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزال الأتراك في أنحاء البلاد إلى مواصلة احتجاجاتهم في الشوارع، وزار أكرم إمام أوغلو في محبسه في سجن سيليفري غرب إسطنبول في قافلة من المركبات، وقال إن الحزب سيعين عضوا في المجلس البلدي ليتولى منصب العمدة بدلا من إمام أوغلو، مما يمنع إمكانية تعيين عضو من قبل الدولة.
دوليا، أكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي لا يستبعد إلغاء محادثات مقررة مع تركيا، مشيرا لبيان صادر عن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، وصفت فيه اعتقال عمدة إسطنبول بأنه "مقلق للغاية"، كما انتقدت الحكومة الألمانية احتجاز عمدة إسطنبول وعزله من منصبه، معتبرة ذلك غير مقبول على الإطلاق، وطالب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت بأن يتم توضيح الأمر بسرعة وشفافية كاملة، معتبرا التطورات الأخيرة إشارة سيئة بالنسبة للديمقراطية في تركيا وللمسار اللاحق للعلاقات الألمانية-التركية، وتم إبلاغ السفير التركي بموقف الحكومة الألمانية خلال اجتماع عُقِدَ في وزارة الخارجية الألمانية.
0 تعليق