بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.. فنانون وكتاب: المسرح القطري واكب التطور وحافظ على جذوره التاريخية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

22

26 مارس 2025 , 11:04ص
alsharq

الدوحة - قنا

أكد فنانون وكتاب أن المسرح القطري حريص على مواكبة التطور، انطلاقا من جذوره التاريخية، التي ظل محافظا عليها، منذ بواكير نشأته، وعبر مختلف مراحل تطوره.

وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، الذي يوافق 27 مارس كل عام: إن المسرح القطري ظل طوال تاريخه يحاكي واقع المجتمع، مستمدا موضوعاته وقضاياه من بيئته المحلية، ولم يغفل في الوقت نفسه، مواكبة ما يشهده المسرح العالمي من تطور.

وفي هذا السياق، أوضح الإعلامي والناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد أن دولة قطر تحرص كل عام على الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، لما يمثله من أهمية كبيرة، ودور فاعل في الحياة العامة، وذلك بالتوقف عند تاريخ المسرح ومراحل تطوره.

وقال رشيد في تصريح لـقنا: إنه من خلال المسرح ظهر العديد من الفنون الإبداعية المختلفة، ولذلك يطلق عليه "أبو الفنون"، ما يجعله مدرسة للحياة، ليس في الإطار الكوميدي فقط، ولكن فيما يقدمه من أطروحات، تتضمن دروسا مستفادة، تهم الجميع، ولذلك تهتم دول العالم ، ومنها دولة قطر، بإبراز تاريخه، وتخصيص يوم عالمي، للاحتفاء به، عن طريق إبراز أهميته ودوره في مختلف مناحي الحياة.

وتابع: أن موضوعات المسرح القطري حرصت منذ بدايات النشأة على الغوص في البيئة المحلية، فاستمد موضوعاته منها، وواكب في كل مراحله، ما يشهده المسرح العالمي من تطورات وتقنيات، بالحفاظ على خصائصه الفنية والمجتمعية، والتي عكست هويته، وذلك من خلال رواد المسرح القطري، حتى ظهور أجيال أخرى لاحقة، نهجت نفس النهج، بما يعكس تطور المسرح القطري، في الحفاظ على جذوره التاريخية، ومواكبة ما يشهده المسرح العالمي من تطور.

وأكد الدكتور حسن رشيد أنه لكي يظل المسرح القطري محافظا على هذا التطور، فلابد له من موسم مسرحي، يتم خلاله عرض الأعمال المسرحية طوال العام، مع عودة الابتعاث التعليمي للمسرح ، كما كان في العقود الأخيرة من القرن الماضي، للاطلاع على التجارب المختلفة، بجانب الاهتمام بالمسرح المدرسي والآخر الجامعي، ليكونا رافدين للحركة المسرحية، علاوة على إحياء الأندية الرياضية التي ساهمت بدور فاعل في النهوض بالمسرح، لاسيما نادي الجسرة، الذي قدم للساحة العديد من الشخصيات الفنية البارزة.

من جانبه، تطرق الفنان عبدالله غيفان، في تصريح لـقنا، إلى الدور التاريخي للمسرح القطري، منذ بواكير النشأة، مرورا بمختلف مراحل تطوره، ما أدى إلى إنتاج المسرح القطري للعديد من الأعمال المسرحية، على مدار تاريخه، الأمر الذي يعكس حراكا مسرحيا لافتا، بظهور جيل من المسرحيين، وتقديم عروض متميزة.

وقال : إن المسرح القطري ظل طوال تاريخه، عاكسا لواقع المجتمع، فعندما كانت بداية انطلاقته، غاص في البيئة المحلية، ونهل من الإرث القطري لتعلق المواطن بصيد اللؤلؤ، وارتباطه بالبحر، فكان المسرح القطري لصيقا بهذا الواقع، كما أصبح مرتبطا بما يشهده المجتمع من تطور.

وتابع: أن المأمول أن يظل المسرح القطري على هذه الحالة، ويستعيد عراقته وتاريخه، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تقديم عروض مسرحية، على مدار العام، دون أن تقتصر على مهرجان مسرحي، أو عروض خاصة في مناسبات محددة.

وشدد غيفان على أهمية أن يتم خلال الموسم المسرحي، تقديم عروض نوعية طوال العام، تستقطب على إثرها الجمهور إلى خشبة المسرح ، وتكون بمثابة استقطاب أيضا للجيل الصاعد من الفنانين الشباب، خاصة وأن هذا الجيل لديه شغف كبير في الصعود إلى خشبة المسرح، ويحتاج فقط إلى من يوظف موهبته المسرحية.

بدوره، أكد الفنان والمنتج أحمد الفضالة، أن المسرح يعد من أقدم الفنون، إذ يظل أداة قوية للتعبير الثقافي والتأثير والتغيير الاجتماعي، غير أنه يعاني من عدة تحديات، تتفاوت في طبيعتها ونوعيتها، حسب المنطقة، ومنها غياب النقد الفني والتحليل العلمي، ورغم ذلك يحرص المسرحيون على مواصلة إبداعهم في فضاء التجديد.

وفيما يتعلق بمدى تمكن المسرح القطري من مواجهة تحدياته، أكد الفضالة في تصريح لـقنا أن المسرح القطري استطاع تعزيز حضوره على المستويين الإقليمي والعربي، من خلال مشاركاته في المهرجانات الخليجية والعربية، وهى المشاركات التي تبرز التزام المسرح القطري بتقديم أعمال متميزة، بما يعزز مكانته خليجيا وعربيا.

وشدد على أهمية قيام المسرح القطري بالتغلب على إشكالية نقص الكتابة المسرحية، والتي لم تؤثر بعد على تنوع وجودة العمل المسرحي ذاته، فضلا عن ضرورة مواجهة نقص المسارح المجهزة، بتوفير خشبة مسرح حديثة، وبتقنيات متكاملة، "وكلها جوانب تستدعي بذل جهود مشتركه من المجتمع والمؤسسات الخاصة والحكومية، وكل المعنيين بالمسرح، ليظل للمسرح القطري حضوره على مختلف الأصعدة".

أكد السيد ناصر الحمادي، رئيس مجلس إدارة فرقة الوطن المسرحية، أن المسرح القطري استطاع أن يسجل حضورا إقليميا وعربيا، وذلك ضمن مشاركاته التي لا تنقطع في المهرجانات الخليجية والعربية، ومنها على سبيل المثال، المهرجانات المسرحية في الرياض ومسقط والشارقة وتونس، حيث قدم خلالها المسرح القطري بتقديم عروض مميزة.

وأوضح في تصريح لـقنا أن هذا الحضور الخارجي للمسرح القطري يعكس مواكبته للتطور، الذي ظهر ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث أسهم في تعزيز الثقافة والفنون، بتقديم أعمال مسرحية متنوعة تجمع بين التراث والحداثة، كما تمكن من جذب الجمهور المحلي والدولي، علاوة على أن الفعاليات والمهرجانات المسرحية التي تقام في قطر من وقت لآخر، ساهم فيها المسرح بدور بارز في نشر الوعي الفني وتعزيز الإبداع.

وحول أبرز التحديات التي تواجه المسرح القطري في الوقت الراهن، حددها الحمادي في حاجة المسرح إلى مزيد من الدعم الرسمي والخاص، وتطوير البنية التحتية، واستقطاب مواهب جديدة، ليواصل المسرح القطري مسيرته وتقدمه، وتحقيق إنجازاته المهمة، والتي تحتاج استمراريتها إلى بذل المزيد من الجهود لتحقيق أهداف وطموحات المسرح القطري.

وعن جديد فرقة الوطن المسرحية، تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح، قال: إن الفرقة ستشهد خلال الفترة المقبلة، تقديم عرض مسرحي، لنص بعنوان "غرق"، للكاتب المسرحي طالب الدوس، وإخراج فهد الباكر، وذلك في إطار حرص الفرقة على الدفع بعروض مسرحية للساحة، تستقطب خلالها الجمهور إلى خشبة المسرح.

وتابع: أن الفرقة تمتلك خططا لمشاريع مسرحية جديدة، وتستعد قريبا لتدشين خشبة مسرحها الخاص، والذي سيتم تجهيزه بأحدث التقنيات اللازمة للعروض المسرحية، بما في ذلك الصوت والإضاءة، بالإضافة إلى تصميمه التقليدي الذي يعكس خصوصية الفرقة.

ولفت الحمادي إلى أن خشبة المسرح الجديدة ستحتضن عروض المهرجان المسرحي الذي تعتزم الفرقة إقامته، مستهدفة خلاله دعم المسرحيين الشباب وتمكينهم من تقديم أعمالهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن من بين مشاريع الفرقة، تنظيم ورش فنية، لتعزيز الحركة المسرحية في قطر، بدعم مواهب الشباب، في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل.

أما الكاتب المسرحي طالب الدوس، فأشار إلى أن للمسرح حضور قوي، إذ يعتبر من أهم الوسائل الحياتية والثقافية، من ترفيه وثقافة وتعليم، وأن المسرح القطري تاريخيا استطاع أن يحقق ما هو مأمول منه، وبشكل كبير، غير أنه في ظل توقف بعض المهرجانات، وتقلبات أخرى ظرفية، تأثر المسرح بكل هذه التغيرات، في ظل التأثير الكبير للمسرح على المشهد الثقافي، غير أنه مع عودة مهرجان الدوحة المسرحي مجددا خلال السنوات الماضية، فإن ذلك يمكن أن يساهم في تحقيق خطوات جيدة للمسرح القطري، وصولا إلى الطموح المنشود.

وشدد في تصريح مماثل على أن مهرجانا واحدا لا يكفي لإنعاش هذا الكيان ولا يعالجه، ما يستدعي ضخ دماء جديدة، وهذا يمكن أن تستوعبه المهرجانات المدرسية والشبابية والجامعية ، مع استمرار الورش المسرحية وإعادة البعثات الدراسية في هذا المجال، بما يعكس أهمية المسرح ككيان له أهميته ومهمته وتأثيره.

وأكد أن المسرح القطري حرصا منه على المشاركة في المهرجانات الخليجية والعربية، فقد استطاع أن يسجل حضورا ملحوظا إقليميا وعربيا عبر هذه المهرجانات، والتي أصبحت منصات مهمة للتبادل الثقافي والفني، حيث تساهم في إبراز الهوية المسرحية القطرية، وتعكس تطور الحركة المسرحية في قطر.

ونوه بمسرحية "بين قلبين" التي قدمتها شركة مشيرب للإنتاج الفني في مهرجان الدوحة المسرحي، خلال دورته الماضية، وحصدت عدة جوائز منه، وتصدرت على إثرها المشهد الثقافي القطري، بعدما مثلت الدولة، في مهرجاني قرطاج الدولي في تونس، والمسرح العربي في سلطنة عمان، وقبلهما، شاركت مسرحية "الخيمة" في المهرجان الخليجي لدول الخليج العربية، وكذلك مشاركة مسرحية "غجر البحر" في مهرجان الشارقة الخليجي للفرق الخليجية.

وقال: إن كل هذه المشاركات، تعكس الحضور الثقافي القطري اللافت، كونها أظهرت تطور الحركة المسرحية القطرية، لما تمثله مثل هذه المشاركات من حضور ثقافي قطري، بما يدعم الترويج الثقافي والفكري والسياحي للدولة، فضلا عما تحققه من تبادل للخبرات بين الفرق المسرحية المختلفة.

وشدد الدوس على ضرورة توفر البنية التحتية للفن المسرحي، لتتضمن عدة جوانب، أهمها العناصر المدربة والأكاديمية، بجانب دور العرض "المسارح" المناسبة للعروض المسرحية، فضلا عن التمويل والدعم المادي والإعلامي، والوعي الثقافي بأهمية المسرح من خلال زيادة الإنتاج المسرحي، وتنشيطه في المدارس والمراكز الشبابية ، بما يعزز من ثقافة المسرح لدى الجمهور، فضلا عن تعدد المهرجانات المحلية، وتوفير الكوادر الفنية المدربة، وانخراط القطاع الخاص في تعزيز الاستثمار في مجال المسرح.

يشار إلى أن الهيئة العالمية للمسرح تحتفل يوم السابع والعشرين من مارس كل عام باليوم العالمي للمسرح، واختارت هذا العام المخرج المسرحي والكاتب اليوناني ثيودوروس ترزوبولوس، (78 عاما)، لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، وفقا لتقليد سنوي، وترجم الرسالة إلى اللغة العربية الكاتب والمسرحي التونسي لطفي العربي السنوسي.

وقد تم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح أول مرة في 27 مارس 1962، وهو تاريخ إطلاق موسم "مسرح الأمم" في باريس.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق