الهدوء يسود النهار بسبب الصيام وارتفاع درجات الحرارة
استقبال رمضان بالزينة وإقامة الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن
الاحتفال ببداية الشهر مع العائلة والجيران وشراء المواد الغذائية
التركيز على الصلاة والقرآن وإقامة حلقات الذكر في المساجد
«التوو» طبق مفضّل عند الإفطار و»الدخن» حاضر على المائدة
يتميز شهر رمضان في النيجر بالتركيز على العبادة والتواصل الاجتماعي أكثر من الاهتمام بإعداد الولائم الفاخرة. فإذا أردت قضاء يوم رمضاني في هذا البلد الإفريقي المميز، الملقب بـ «بلد التنوع» لتعدد أعراقه، وكنت في مدينة مثل نيامي أو أغاديس، ستلاحظ هدوءًا نسبيًا خلال النهار بسبب الصيام وارتفاع درجات الحرارة. ويمكنك استغلال الوقت في قراءة كتاب، أو التجول بحذر لاستكشاف الأسواق المحلية مثل سوق نيامي الكبير، مع الحرص على تجنب الإرهاق والبقاء في مكان مظلل وبارد وارتداء ملابس خفيفة ومحتشمة. وعند الإفطار، قد تتناول «الكبطة» أو الحساء مع الخبز والتمر، وستجد الناس يتشاركون الطعام في أجواء عائلية دافئة.
ويستقبل النيجريون شهر رمضان بفرحة واستعداد كبير، إذ يعتبر هذا الشهر مناسبة دينية واجتماعية بالغة الأهمية. تبدأ التجهيزات قبل حلوله بأيام بتنظيف البيوت وتزيينها استعدادًا لاستقبال الضيوف والأقارب، مع إقامة الصلاة والدعاء وتلاوة القرآن لتهيئة النفوس لاستقبال الشهر الفضيل.
وتحرص العائلات على توفير ما يلزم لضمان راحتها خلال الشهر، وتشهد الأسواق حركة نشطة لشراء المواد الغذائية مثل التمور والحبوب (كالدخن والذرة الشائعة في النيجر) والخضراوات واللحوم لتحضير وجبات الإفطار والسحور.
وفي الليلة الأخيرة من شعبان، يترقب الناس تحري رؤية الهلال، ويُعلن عن بداية رمضان عادة عبر الإذاعة والمساجد.
وبعد الإعلان، يتبادل الناس التهاني بعبارات مثل «رمضان مبارك» أو «رمضان كريم»، ويحتفلون ببداية الشهر مع العائلة والجيران.
عادات غنية
يشكل المسلمون نحو 99% من سكان النيجر، وتضم البلاد مجموعات عرقية متنوعة مثل الهوسا والزارما والطوارق والفولاني والكانوري، مما يجعل العادات والتقاليد غنية ومتأثرة بتاريخ البلاد وبيئتها الصحراوية والزراعية.
وتُعد الأسرة في هذا المجتمع المسلم النواة الأساسية، مع تركيز كبير على التضامن بين أفراده.
ويُعتبر احترام كبار السن من القيم الراسخة، وغالبًا ما تكون القرارات العائلية جماعية. ويحظى رمضان بشعبية كبيرة كأحد أهم المناسبات الدينية، حيث يركز الناس على الصلاة وقراءة القرآن، وتنتشر حلقات الذكر في المساجد. ويُعد السحور من الأساسيات، ويلتزم المجتمع بإيقاظ الناس لتناوله.
الإفطار والسحور
النيجر بلد زراعي يعتمد على محاصيل مثل الدخن والذرة الرفيعة والفول السوداني والأرز، وهذا ينعكس على وجباته الرمضانية، وتتميز هذه الوجبات بالبساطة لكنها مغذية لتلبية احتياجات الصائمين بعد يوم طويل، وتتأثر الأطباق بالتنوع العرقي. فمثلاً، يفضل الطوارق منتجات الألبان مثل الجبن واللبن، بينما يركز الهوسا على الحبوب كالدخن والذرة.
ويبدأ النيجريون الإفطار بتناول التمر والماء اقتداءً بالسنة النبوية ولقيمتهما الغذائية العالية، يليه طبق «عصيدة الدخن»، وهي وجبة شعبية تُحضر من حبوب الدخن المطحونة الممزوجة بالماء أو الحليب، وأحيانًا تُحلى بالسكر أو تُقدم مع اللبن الرائب، وتُعتبر خفيفة ومغذية، مما يجعلها مناسبة لبداية الإفطار. وبفضل توفر الفول السوداني بكثرة، تُحضر شوربة الفول، وهي حساء غني بالخضروات مثل البصل والطماطم، وقد يُضاف إليها اللحم المجفف أو السمك إذا توفر، مما يجعلها دسمة وتمد الجسم بالطاقة.
ومن الأطباق التقليدية الرئيسية على مائدة الإفطار طبق «التوو»، ويُحضر من الدخن أو الذرة الرفيعة ويُطهى حتى يصبح كتلة لينة تشبه العجين، ويُؤكل عادة مع صلصة حارة تحتوي على الخضروات أو اللحم. أما طبق اللحم المشوي أو المجفف فهو شائع في المناطق التي تتوفر فيها الثروة الحيوانية، ويُحضر اللحم (خاصة لحم الماعز أو الضأن) مشويًا أو مجففًا كجزء من وجبة الإفطار، ويُقدم مع توابل محلية حارة.
بلد التنوع
تتميز النيجر بتنوعها الثقافي والعرقي الكبير، وقد أكسبها هذا التنوع العديد من الألقاب مثل «أرض التنوع» أو «بلد التنوع». فهي تضم مجموعات عرقية متعددة، لكل منها تقاليدها ولغاتها الخاصة.
أما اسم «النيجر» نفسه مُشتق من نهر النيجر الذي يمر عبر البلاد، ويُطلق عليها أحيانًا «أرض النهر» في سياقات غير رسمية، ما يعكس أهمية هذا النهر في حياة السكان.
وقد يختلف اللقب حسب السياق، لكن «أرض التنوع» يبقى الأكثر شيوعًا في الإشارة إلى هويتها الغنية.
0 تعليق