مجالس أهل قطر إرث متجدد في عيد الفطر

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

26

تقاليدها راسخة لم يغيرها الزمن..
31 مارس 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ محمد العقيدي

■ أهل قطر يحرصون على تبادل الزيارات والتهاني فيما بينهم

■ المجالس مدارس تجمع بين التربية والتراث

■ مجلس منصور الرويلي يستقبل المهنئين بالعيد عقب انتهاء الصلاة

تشهد المجالس القطرية مع أول أيام عيد الفطر المبارك، زيارات، وذلك لتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، حيث يحرص أهل قطر على إحياء الزيارات فيما بينهم خلال المناسبات وغيرها، إذ انها عادة متوارثة من القدم ولا يزالون يحافظون عليها حتى اليوم، حيث تعد المجالس القطرية من أبرز العادات الاجتماعية يحييها المواطنون فيما بينهم خاصة خلال الأعياد، وتستقبل المجالس القطرية المهنئين بعيد الفطر من المواطنين والمقيمين والزوار في أجواء من الألفة والتلاحم، إذ باتت تمثل هذه المجالس رمزا للضيافة والكرم، ويجتمع الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات وسط أجواء احتفالية تعكس أصالة المجتمع القطري، وهويته الوطنية من خلال ارتداء الزي القطري وحفاوة الاستقبال وإكرام الضيف.

وعرف عن أهل قطر من القدم حرصهم على تبادل الزيارات فيما بينهم صباح العيد، حيث يزور الأبناء مع آبائهم وأجدادهم المجالس، مما يسهم في ترسيخ القيم والعادات القطرية الأصيلة في نفوس الأجيال الناشئة، كما تقام ببعض المجالس الولائم والعزائم التي يجتمع فيها الجميع حول الموائد مما يسهم في تعزيز روح الألفة بين أبناء المجتمع، وتمتد هذه الزيارات إلى الأصدقاء والجيران، حيث يحرص الجميع على مشاركة فرحة العيد، في مشهد يعكس الترابط الاجتماعي القوي بين مختلف فئات المجتمع القطري.

«الشرق» زارت مجلس ومتحف منصور الرويلي، ورصدت أجواء العيد بداخله، حيث تواجد الأصدقاء منذ الصباح وحتى المساء، ولمست الألفة والمحبة بين كل من كان في المجلس وهم يحرصون على تبادل التهاني فيما بينهم بمناسبة عيد الفطر المبارك، كما أن صاحب الملس وأشقائه حرصوا على تواجد أبنائهم معهم في المجلس لاكتساب العادات والتقاليد القطرية.

20250331_1743370212-68183.jpg?1743370213

    - المجالس تزرع القيم في الأبناء

وقال منصور عواد الرويلي صاحب مجلس: في كل عام مع دخول المناسبات مثل الأعياد، احرص على دعوة الأقارب والأصدقاء إلى المجلس للالتقاء فيما بينهم وتبادل التهاني وأطراف الحديث فيما بينهم، بالإضافة إلى مشاهدة ما يحتويه المتحف من قطع تراثية نادرة بعضها تعود إلى القرون الماضية.

وأضاف الرويلي: لا يقتصر دور المجالس القطرية على كونها ملتقى اجتماعيا فقط، بل تعد أيضا مدارس يتعلم فيها الأبناء آداب السلام، واستقبال الضيوف، والإنصات للكبار، إضافة إلى تعلم الاحترام والتقدير، كما يحرص أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم إلى هذه المجالس لإكسابهم العادات منذ الصغر، حيث يشاهدون عن قرب كيفية تعامل الكبار مع الضيوف، ويتعلمون أهمية الإصغاء واحترام الرأي الآخر، كما يكتسبون مهارات الحديث والمناقشة بأسلوب لبق.

ولفت الرويلي إلى أن تبادل التهاني والزيارات بين أفراد المجتمع القطري عادة متأصلة في المجتمع، مشيرا إلى أن هذه العادة تلعب دورا كبيرا في تربية الأجيال القادمة.

وأوضح صاحب المجلس، في السابق كنا نرافق آباءنا إلى المجالس ونتعلم كيفية السلام الصحيح، والجلوس باحترام، والاستماع إلى كبار السن، حيث إن هذه المجالس ليست مجرد مكان للقاء، بل هي بيئة تعليمية واجتماعية، حيث يتعرف الأبناء على قصص الآباء والأجداد، ويتعلمون كيفية التعامل مع مختلف المواقف الاجتماعية.، كما أنهم يكتسبون مهارات الحديث والإصغاء، وهي أمور مهمة في الحياة اليومية، مؤكدا نحرص على توريث هذه العادات لأبنائنا ليحافظوا عليها خاصة في ظل الانفتاح الحاصل عالميا وتداخل العادات والتقاليد بين المجتمعات، لتبقى المجالس هي البيئة التعليمية التي من خلالها تحافظ الاجيال على عادتها وتقاليدها وهويتها.

20250331_1743370212-59511.jpg?1743370212

    -  ناصر الرويلي: المجالس تعزز الترابط الاجتماعي

من جانبه، قال ناصر الرويلي: نرى المجالس القطرية خلال الأعياد كيف تستقبل أعداد كبيرة من الزوار لتبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر، الامر الذي يعكس ترابط المجتمع القطري الذين يتواصلون مع بعضهم البعض ويتشاركون الفرحة في المناسبات، موضحا أن المجالس ليست فقط مكانا لتبادل التهاني، بل هي بيئة تعزز الروابط الاجتماعية، حيث إنه في المجالس، يلتقي الأصدقاء والأقارب، ويتبادلون الأحاديث حول مختلف المواضيع، ويناقشون قضايا المجتمع، وهذا يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي بين أفراد المجتمع القطري.

وأضاف: تعد المجالس وسيلة لتقوية العلاقات بين الأجيال المختلفة، حيث يلتقي فيها الصغار بالكبار، ويتعلمون منهم الكثير حول تاريخ العائلة وقيم المجتمع، كما أن هذه المجالس تسهم تقريب وجهات النظر بين أفراد الأسرة الواحدة، وهذا ما يجعلها جزءا لا يتجزأ من حياة المجتمع القطري.

وأكد، في ظل التطورات الحديثة، تبقى المجالس رمزا للهوية القطرية، ومكانا لتبادل المعرفة والخبرات بين الأجيال المختلفة، حيث يلتقي فيها الجميع على مائدة الحوار والتواصل الاجتماعي الفعال، ومع مرور الزمن، يتضح أن هذه المجالس ليست مجرد تجمعات اجتماعية، بل هي عنصر أساسي في بناء مجتمع مترابط يحافظ على إرثه الثقافي.

  - عبدالله الرويلي: فرصة لتعليم العادات الأصيلة

ويرى عبدالله الرويلي أن المجالس توفر فرصة مثالية لتعليم الأبناء العادات الأصيلة، حيث إننا نحرص على أن يصطحب الآباء أبناءهم إلى المجالس حتى يتعلموا كيفية الترحيب بالضيوف، وطريقة تقديم القهوة، واحترام الكبير، وهذه أمور تسهم في بناء شخصيتهم الاجتماعية، وتعزز هويتهم الوطنية، مشيرا إلى أن المجالس ليست مكانا للتجمع فقط، بل هي أماكن تعليمية فيها يتعلم الأبناء قيم المسؤولية والكرم وحسن الاستقبال للضيوف والزوار، كما أنها تمنحهم الثقة بالنفس من خلال التفاعل مع أفراد المجتمع، والتعرف على طريقة إدارة الحديث والمناقشات بأسلوب مناسب ولائق، علاوة على احترام وجهات النظر خلال التطرق للموضوعات الدائرة.

وأكد على أن المجالس القطرية أحد أهم الموروثات الاجتماعية التي تسهم في ترسيخ القيم والعادات القطرية الأصيلة، إذ تتجدد اللقاءات في الأعياد، ويتعلم الأبناء من الكبار معاني الاحترام والتقدير والكرم، كما تشكل المجالس اليوم جزءا مهما من النسيج الاجتماعي القطري، وتسهم في تعزيز روح الانتماء والتلاحم بين أفراد المجتمع.

  - عبد الرحمن الرويلي: المجالس رمز للكرم والضيافة

أما عبد العزيز الرويلي فقال: إن المجالس تمثل وجها من أوجه الكرم القطري، حيث يتم استقبال الضيوف بترحاب، وتقديم مختلف أنواع الضيافة القطرية.

 وأضاف: في المجالس القطرية لا يقتصر الأمر على تقديم القهوة والتمر، بل تقام الولائم والعزائم التي تجمع الأقارب والأصدقاء خلال المناسبات، مما يعزز المحبة والتواصل بين الناس، حيث إن المجالس تعبر عن شخصية المجتمع القطري المعروف بجوده وكرمه، وهي فرصة لإظهار حسن الضيافة، وتقديم أشهى المأكولات القطرية التي تعد جزءا مهما من الثقافة المحلية، كما أنها تشجع على التواصل بين الناس، وتعزز روح التكاتف والتعاون بين الجميع.

20250331_1743370212-63550.jpg?1743370212

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق