"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم 4).
يتميّز الانسان الفاضل بمناقب (خصال حميدة) يتفرّد بها عن الآخرين، وهو ما يجعله قدوة للعقلاء في أقواله وأفعاله.
ومن بعض مناقب الفاضل في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
- الأخلاق الحميدة: يتّصف الفاضل بحسن الخلق، والبرّ بالوالدين، والحلم، والصدق، والتواضع، وكفّ الأذى عن الناس، وعدم نسيان الفضل بين الأهل والأصدقاء والمعارف، وغضّ البصر، ونقاء الطَّوِيَّة، وبشاشة الوجه، واللّطف في التعامل مع كل الناس، والصدق في القول وفي الفعل، وسماحة الطبع، وسخاء النفس واليد، وتغليب حسن الظنّ، والأمانة، والترفّع عن الحقد والحسد.
وهو بالطبع يختار من تلقاء نفسه الاتّصاف بهذه السمات الأخلاقية.
- الإنسان الفاضل قدوة: يتشبّه العقلاء، ومن يسعون الى اعتناق الأخلاق الحميدة بشخصية الفاضل، فهو بالنسبة لهم نموذج، إنساني وأخلاقيّ، متميّز تؤدّي محاكاة سلوكيّاته الى اتّصاف من يقلّدة بحسن الخلق، والصفات الأخلاقية الرفيعة.
- الإنسان الفاضل والمجتمع الأخلاقيّ: تدلّ كثرة الفضلاء في أي مجتمع على ترسّخ وشيوع القيم والمبادئ الأخلاقية الحميدة في البيئة الاجتماعية، وتدلّ قلّة عددهم على العكس، وكلما زاد عدد الفاضلين في المجتمع دلّ هذا الأمر على ثبات الأخلاق الحميدة في التفكير الجمعي.
- الفُضَلَاء بركة على المجتمع: يزيد الخير في المجتمع الذي يكثر فيه عدد الفضلاء، وتنتشر فيه السكينة النفسيّة والروحيّة، وحدوث البركة في المجتمع يأتي طبعاً بأمر من الله، عزّ وجلّ، ولكن كلما زاد عدد المتّقين (الفضلاء) في البيئة المحيطة، توافّرت أسباب اليُمن والتوفيق وسعة العيش، والله عزّ شأنه أعلم.
- الفضيلة والنُّقصان: تنقص أخلاق الانسان البالغ عمرياً والسليم عقلياً باختياره، وينحدر سلوكياً من تلقاء نفسه، فلا يمكن في أي حال من الأحوال إرغام أحدهم على أن يكون مثالاً على المنقصة في الخلق والأخلاق، وفي الوقت نفسه، يختار إنسان آخر أن يتّسم بكل ما هو أخلاقيّ، وهو مخيّرٌ في هذا الأمر، فلا يمكن جبره على الالتزام بفضائل الأخلاق، وبتقوى الله ما لم تنبع هذه الميول الأخلاقية الحميدة من رغبة داخلية في أن يكون المرء من خيرة الناس.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق