
جانب من أداء صلاة القيام في المسجد الكبير (تصوير - سامر شقير)
في أجواء إيمانية ملأها الخشوع والاجتهاد في العبادة التماساً لليلة القدر
شهد المسجد الكبير توافد آلاف المتهجدين لاحياء ليلة الـ29 من شهر رمضان المبارك التماسا لليلة القدر.
أمَّ المصلين في الركعات الأربع الأولى من صلاة القيام القارئ ماجد العنزي، وفي الركعات الأربع الثانية القارئ بدر العلي.
وأعلنت إدارة المسجد الكبير، أن عدد المصلين الذين أحيوا صلاة القيام في ليلة التاسع والعشرين من شهر رمضان بلغ 9330 ألف مصل، منهم 6100 من الرجال و3230 من النساء.
وفي خاطرة إيمانية ألقاها الشيخ د. نواف السريحي بين الركعات، أكد أهمية شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه، حتى على أداء العبادات، فالمسلم عندما يتمكن من الصلاة والصيام وسائر الطاعات، فإنما هو في نعمة تستحق الحمد والشكر.
وأوضح أن الشكر لا يكون فقط باللسان، بل بالقلب والجوارح، من خلال استشعار النعمة والعمل بما يرضي الله.
وأشار السريحي إلى أن الله تعالى أثنى على نبيه نوح عليه السلام بقوله: "إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا"، مما يدل على أن الشكر من أعظم صفات المؤمنين، فهو سبب لزيادة النعم وحفظها من الزوال، فالعبد الشاكر ينظر إلى كل ما أنعم الله عليه به، مهما كان صغيرا، بعين الامتنان، ويوقن أن كل نعمة تستوجب مزيدا من الطاعة والتقرب إلى الله.
وأوضح أن من أعظم النعم التي ينبغي شكرها، نعمة الأمن والأمان، فهي أساس الاستقرار والطمأنينة في حياة الإنسان.
واستشهد بحديث النبي الكريم :"من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا"، مبينا أن من توفر له الأمن والصحة والرزق فقد نال خيرا عظيما يستوجب الحمد. وشدد الشيخ السريحي على أن شكر النعم لا يكون بالكلام فقط، بل بحسن استخدامها في طاعة الله، فمن شكر نعمة المال أن يُنفق في وجوه الخير، ومن شكر نعمة الصحة أن تُستثمر في العمل الصالح، ومن شكر نعمة الأمن أن يحافظ الإنسان على وطنه ومجتمعه، ولا يفسد فيهما بأي شكل من الأشكال.
وختم حديثه بالدعوة إلى التأمل في النعم التي تحيط بنا يوميا، وعدم الغفلة عن فضل الله، فكم من أشخاص حُرموا مما نتمتع به، وكم من أناس فقدوا نعمة كانوا غافلين عنها.
ودعا إلى ترديد قول الله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ"، والتعامل مع الحياة بروح الامتنان التي تجلب المزيد من الخير والبركات.
في المقابل، جهزت وزارة الشؤون الإسلامية كافة الإمكانيات للمساجد لراحة المصلين، وسط استعدادات أمنية تضمن للمصلين حركة المرور، بالإضافة إلى تواجد عدد من المتطوعين الذين سخروا جهودهم لتلبية احتياجات المصلين.
كما شهد محيط المسجد الكبير استعدادات أمنية مكثفة لتنظيم حركة المرور وتسهيل دخول المصلين وخروجهم، حيث انتشر رجال الأمن والمرور لتأمين الطرقات وتوجيه السيارات.
وقد لعب المتطوعون دوراً بارزاً في تقديم المساعدة للمصلين، سواء في توزيع المياه أو توجيههم إلى أماكن الصلاة، مما يعكس روح التعاون والتكافل في المجتمع.
كما احتضن مسجد الغانم والخرافي آلاف المصلين، الذين جاؤوا من مناطق مختلفة من الكويت قاصدين المسجد لأجل ما يمتاز به من أجواء إيمانية وأصوات ندية، حيث أضفت قراءات الائمة حالات من التفاعل والخشوع لدى المصلين وسط أجواء روحانية كبيرة.
0 تعليق