تتسارع وتيرة التوترات في اليمن مع إعلان جماعة الحوثي، مساء الإثنين، إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية من طراز “MQ-9” في أجواء محافظة مأرب شرقي البلاد.

ووفقًا لما أعلنه يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، فإن الطائرة أُسقطت بواسطة صاروخ باليستي محلي الصنع، ليصل بذلك عدد الطائرات التي أسقطتها الجماعة إلى 16 طائرة منذ بدء عملياتهم العسكرية الأخيرة، والتي يربطونها بدعمهم العسكري لفلسطين، ضمن ما يسمونه بـ “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

يأتي هذا التطور في ظل تصعيد ملحوظ بين الحوثيين والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد إعلان الجماعة عن استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي، في خطوة تهدف إلى الضغط على إسرائيل ودعم الفلسطينيين في قطاع غزة.

الحوثيون، الذين استهدفوا منذ أشهر سفنًا تجارية وعسكرية مرتبطة بإسرائيل، يؤكدون عزمهم على مواصلة عملياتهم ضد السفن الحربية “المعادية”. ووفقًا لما صرح به سريع، فإن الأيام المقبلة ستشهد مزيدًا من العمليات العسكرية، ما يعزز المخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة بشكل أكبر.

في المقابل، تواصل الولايات المتحدة تنفيذ غارات جوية ضد أهداف حوثية، ما أسفر عن سقوط 57 قتيلًا و132 جريحًا منذ منتصف مارس، وفقًا لما أعلنه أنيس الأصبحي، المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأكد الأصبحي أن بين الضحايا نساءً وأطفالًا، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن الذي يعاني أصلًا من إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

تشكّل التطورات الأخيرة مرحلة جديدة وخطيرة في الصراع اليمني، حيث لم تعد المعارك تقتصر على الداخل اليمني، بل امتدت إلى الممرات البحرية الاستراتيجية. فمع استمرار الهجمات الحوثية على السفن والغارات الأمريكية المضادة، يبدو أن البحر الأحمر قد يتحول إلى نقطة اشتعال دولية في أي لحظة، ما يثير المخاوف من نزاع إقليمي أوسع قد يمتد ليشمل أطرافًا أخرى في المنطقة.

ومع تصاعد المواجهات، يترقب المجتمع الدولي بحذر ما ستؤول إليه الأوضاع، خاصة مع تزايد العمليات العسكرية المتبادلة، وتعثر أي جهود تهدف إلى احتواء الصراع المتفاقم في اليمن والمنطقة بأسرها.