مختصر مفيد
نتساءل من كتب مقالة "أثرياء العالم يستعدون لانهيار اقتصادي عالمي"، المنشورة في جريدة "السياسة"، والقول إن الناس ستبيع أسهمها في بورصات العالم وتشتري الذهب؟
هذه المقالة غير دقيقة، وكاتبها غير متخصص في علم الاقتصاد.
نعود إلى موضوعنا، من المعروف أن دول الخليج، والدول العربية، لم تُسئ إحداها الى جارتها، فلم نسمع مثلاً أن سورية تدخلت في شؤون تركيا، أو أن مصراً أضرت بالوضع الداخلي في ليبيا، ولم تتدخل دول الخليج في شؤون إيران الداخلية، فالشعوب العربية مسالمة، لكن إيران أبت إلا أن تتدخل في الشؤون العربية.
ولما كتبنا في سنة 2016 مقالة عمن هو أنفع للمجتمع الدولي، إيران أم السعودية، رفعت إيران قضية ضدنا عند النيابة العامة الكويتية، حسنا، ما رأي إيران بعد ضبط السلطات الكويتية عملية تهريب مخدرات إيرانية (شبو) جوا الى الكويت في شاحنتين، يوميّ 3 و5 نوفمبر عام 2020، كانت مخبأة داخل شحنة سمك هامور آتية من إيران، أُخفيت في بطون الهامور بشكل شديد الإتقان، لتبدو من الظاهر أنها أسماكاً طازجة.
وفي يوم 5 نوفمبر2020 ضبطت الجمارك 270 كيلوغراماً من مخدر الـ"شبو" هربها تاجر إيراني في أكياس الملح لخداع المفتشين الجمركيين نظراً لتقارب الشكل الكبير بين الملح الاصطناعي، والـ"شبو"، لكن محاولاته لم تفلح مع شريكه البنغالي لإغراق السوقين، الكويتية والخليجية، فقد اعترف المتهم الإيراني أنه كان يهدف الى توزيعها في الكويت وأسواق دول الخليج.
وخلال شهر يونيو 2021 أدخل تجار المخدرات الإيرانيين "شبو" في شحنة شوكولاته ثم في شحنة أخرى داخل أكياس أرز، وهذه المحاولات مستمرة في طريقها للكويت، ومخفية بطريقة ما، فكيف خرجت المخدرات من أراضي إيران بعيداً عن رقابة مسؤولي الموانئ والجمارك الإيرانية؟
فهل إيران لا تريد الخير لجيرانها، وإلا أحكمت الرقابة على الموانئ وخروج السلع، فإدخال المخدرات جريمة، وتدمير لعقول شباب الكويت والمقيمين.
لو كان العكس هو الذي حدث، أي أن الكويت هي التي أدخلت المخدرات للسوق الإيرانية، لضجت الساحة الإيرانية صراخاً وتهديداً، وانفجرت الصيحات المنددة للفعل، واعتبرتها جريمة لا بد من معاقبة فاعلها.
وبالأمس، أحبط خفر السواحل الكويتية محاولة تهريب المخدرات بالقبض على ثلاثة إيرانيين بحوزتهم مخدرات تقدر قيمتها بنصف مليون دينار، وشاهدناها بالفيديو، فمن غير المعقول ألا تعلم عنهم سلطات بلادهم، فالزوارق الإيرانية تجوب المياه الإقليمية، طولاً وعرضاً، وتستعرض قوتها أمام البحرية الأميركية، فكيف خرج هؤلاء من المياه الإقليمية وبحوزتهم مخدرات، ثم في حال العودة، ألم تسألهم القوات البحرية الإيرانية: ماذا كانوا يفعلون في الكويت؟
الأفضل لإيران ان تحب الخير لجيرانها، وتشجع الاستثمارات الخليجية، والاميركية، والأوروبية فيرتفع مستوى معيشة شعبها، إنه كلام العاقل وليس الضعيف، وهذا رأيي لدراستي علم الاقتصاد، فالإيرانيون يعانون ضائقة معيشية حادة مع القمع وكبت الحرية والاعتقال، فيما رضا بهلوي ابن الشاه يتنبأ بحدوث أمر ما داخل إيران.
0 تعليق