نفّذت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية، بالتعاون مع حي أول طنطا، قرار جهات التحقيق بإيقاف تشغيل السيرك بمنطقة البوريفاج عند مدخل مدينة طنطا، وذلك لحين انتهاء اللجنة المشكلة من الجهات المختصة من أعمالها.

جاء القرار بعد تشكيل لجنة تحقيق مكونة من ممثلين عن الطب البيطري، والصحة، وحي أول طنطا، والبيئة، ومديرية الثقافة، وذلك لمعاينة السيرك ومراجعة تراخيصه، بالإضافة إلى فحص الحيوانات الموجودة بداخله، ومن بينها الأسود والنمور، والتأكد من استيفائها للإجراءات الصحية والبيطرية المطلوبة.

وفي إطار تنفيذ القرار، تم إطفاء أنوار السيرك بالكامل، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات وقرارات النيابة العامة ومحافظة الغربية، سواء باستمرار إيقاف تشغيله أو إلغائه نهائيًا.

قررت جهات التحقيق التصريح بدفن الجزء المبتور من ذراع الشاب محمد إبراهيم عبد الفتاح، الذي أصيب في الحادث، وذلك بعد خضوعه لجراحة عاجلة بترت فيها ذراعه الأيسر لإنقاذ حياته، على أن يتم تسليمه لأسرته لدفنه.

كما قررت النيابة إخلاء سبيل مدربة الأسود “محاسن كوته” بضمان محل الإقامة، بعد الاستماع لأقوالها، مع تكليف أجهزة البحث الجنائي بإعداد تحريات حول ظروف وملابسات الحادث.

شهد مستشفى الطوارئ الجامعي بطنطا جهودًا مكثفة من الفريق الطبي لإنقاذ حياة مساعد مدربة الأسود أنوسة كوته، الذي تعرض لهجوم مفاجئ من نمر مفترس أثناء أحد عروض السيرك.

وحاول الأطباء جاهدين إيقاف النزيف الحاد وربط الأوعية الدموية المقطوعة في ذراعه، إلا أن الإصابات البالغة التي لحقت بالذراع، والتي شملت تهتكًا كاملًا في الأوتار والأوردة والعضلات، جعلت إعادة ترميمها أمرًا مستحيلًا، مما استدعى اتخاذ قرار بتر الذراع من أعلى الكوع حفاظًا على حياته.

وأشرف على الجراحة الطارئة الدكتور أحمد غنيم، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بمحافظة الغربية، حيث تم الاستعانة بعدد من الأطباء المتخصصين في جراحة الأوعية الدموية لمحاولة منع البتر، لكن خطورة الإصابات حالت دون ذلك.

بينما تواصل الجهات المختصة تحقيقاتها، يظل مستقبل سيرك طنطا معلقًا بين قرارينإغلاقه نهائيًا في حال ثبوت مخالفات جسيمة تتعلق بسلامة الجمهور والعاملين، أو عدم تطبيق إجراءات الأمان اللازمة.
ويترقب الجميع ما ستسفر عنه تقارير اللجنة المكلفة بفحص الحيوانات، ومدى التزام إدارة السيرك بالمعايير الصحية والبيئية المطلوبة.