سياسة الانفتاح الاقتصادي الخليجي المتوازن بين واشنطن وبكين على المحك

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل التحول الجذري للسياسة التجارية الأميركية

تواجه سياسة الانفتاح الاقتصادي التي ينتهجها مجلس التعاون الخليجي مفترق طرق مع تزايد التشرذم الجغرافي وتصاعد حدة التنافس الأميركي الصيني.

ولطالما اعتمدت دول مجلس التعاون الخليجي الست سياسةً راسخةً تتمثل في بناء علاقات تجارية مع دول العالم، بغض النظر عن توجهاتها السياسية. لكن في ظلّ رياح جيواقتصادية معاكسة، أصبحت هذه السياسة الآن على المحك.

وقال ستيفن رايت، الخبير الاقتصادي السياسي في جامعة حمد بن خليفة بالدوحة في مقالة نشرتها مجلة غلوبل فاينانس، إن المحاولات الغربية للانفصال عن الصين، والتحول الجذري في السياسة التجارية الأميركية، تُعدّان من المخاوف "الاستراتيجية الرئيسية" للمسؤولين التنفيذيين في البحرين والكويت وعُمان وقطر، وخاصةً السعودية والإمارات . واضاف رايت أن هذه التطورات "تُغذّي بشكل متزايد مناقشات السياسة الاقتصادية"، مُشيرةً إلى "تحول حتمي" من "عملية التوازن المباشرة" التي حافظ عليها مجلس التعاون الخليجي، حيث يأتي الأمن من الولايات المتحدة وتعتمد التجارة على الصين، إلى "حسابات أكثر تعقيدًا". ولا تزال دول الخليج العربي تسعى إلى الحفاظ على علاقاتها التجارية الثنائية وتوسيعها، على الأقل لفترة كافية لبناء قدراتها المحلية. لكن الوقت يمر بسرعة.

ويرى مسؤولون في دول الخليج أن التنافس الأمريكي الصيني "مشكلة جوهرية" في سعيهم لتنويع اقتصاداتهم بعيدًا عن النفط والغاز، ويستجيبون لذلك بـ"لعبة توازن دقيقة"، كما يقول إم. آر. راغو، الرئيس التنفيذي لشركة مارمور مينا إنتليجنس، التابعة لبنك إدارة الأصول والاستثمار الكويتي "المركز".

واضاف قد تدفع سياسات الرئيس ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية والتجارة دول الخليج إلى مزيد من الاستغلال للصين أو إلى البحث عن شركاء آخرين، فإن اعتمادها على الولايات المتحدة لضمان أمنها يجعل من غير المرجح حدوث أي "تحولات جوهرية" على المدى القصير، و"من المرجح أن دول مجلس التعاون الخليجي تستعد لسيناريوهات متعددة، مع التركيز على التنويع والمرونة".

وقال جنيد أنصاري، مدير ستراتيجيات وأبحاث الاستثمار في شركة كامكو إنفست على نفس المنوال، من السذاجة أن تتوقع الولايات المتحدة من دول الخليج أن تنأى بنفسها تمامًا عن الصين والدول الآسيوية الأخرى، في ظل التعاون الواسع والعميق، لا سيما في سوق البناء الإقليمي الضخم، مشيرا إلى أنه "من المتوقع أن يستمر هذا على المدى القريب إلى المتوسط، نظرًا لانخراط هذه الدول بشكل كبير في الرؤى الاستراتيجية لحكومات دول مجلس التعاون الخليجي".

في الواقع، يعتقد بعض الخبراء أن الاستقرار السياسي طويل الأمد للصين، وتخطيطها الستراتيجي، وتركيزها على التنمية، قد يجعلها في نهاية المطاف الشريك المفضل. واضاف أنصاري إنه لم يرَ بعدُ أي مؤشرات على انحياز حكومات أو شركات دول مجلس التعاون الخليجي إلى أي طرف. "بما أن الوضع الحالي متقلب للغاية، فمن الأفضل الحفاظ على علاقات متوازنة.

وقال إن إلقاء نظرة فاحصة على ثلاث صناعات - الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والمعادن الأساسية - يُبرز مكانة المنطقة كساحة رئيسية في منافسة صاعدة بين القوى العظمى، حيث تتنافس الولايات المتحدة والصين على ترسيخ منتجاتهما في المنطقة لإبعاد بعضهما البعض، مما يُقدم رؤية ثاقبة حول مدى صعوبة تحقيق التوازن في دول مجلس التعاون الخليجي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق