متلازمة «باريدوليا» أوهام نفسية

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. العربي عطاء الله

من المظاهر التي لم نهتم بفهم مضامينها أو تداولها ولم نعطها أي اهتمام او نحلل تأثيراتها في حياتنا اليومية رغم أثرها المباشر النفسي والسلوكي الكبير تلك هي متلازمة الباريدوليا. والباريدوليا Pareidolia هي ظاهرة نفسية يسميها بعض علماء النفس والاجتماع (الاستسقاط البصري) او (الفن البصري) ومضمونها ان(العقل يستجيب لمحفز عشوائي، عادة ما يكون صورة أو صوتا، بإدراك نمط مألوف بالرغم من أنه لا يوجد أي شيء) مثل تخيل صور للحيوانات ضخمة في الغيوم، او رؤية وجه رجل في سطح القمر، ويحللها بعض علماء النفس تحت مسمى(الولع بالنمط patternicity،وهي الميل إلى إيجاد أنماط ذات معنى في الضوضاء الفارغة.)
هذه المشاهد متلازمة مع الحياة منذ القدم يراها البعض دون أن يجد لها تفسيرا، وربما ينتهي إلى اعتبارها (معجزة خارقة أو رسائل غامضة من السماء.)
وتنشأ ظاهرة (باريدوليا)نتيجة قيام عقل الانسان بتفسير بعض الأشكال غير المنتظمة على أنها أشكال معروفة، كما يفسرها البعض على انها(خطأ التصور وتفسير أنماط عشوائية على أنها شكل له معنى). وتشير الدراسات الى أن هذه الظاهرة قديمة التاريخ وساعدت الناس على تخيل العديد من الأمور الغيبية وبناء معتقدات دينية ونفسية عليها، ومن إيجابياتها إنها (ساعدت الفنانين والمبدعين على تجسيد هذه الصور الى لوحات فنية) رائعة ومبهرة ولذلك كان ليوناردو دافنشي يوصي (الفنانين الناشئين بطريقة وجدها جزيلة الفائدة في استثاره الذهن للابتكار،إذا نظرت إلى حائط ملوث، مبني من حجارة خليطة، فقد تجد فيه المناظر الطبيعية، أو لعلك ترى معارك ورجالا يقاتلون أو وجوها في تنويع لا ينتهي) وساعد ذلك في رسم لوحات فنية فائقة التعبير والدقة.
ان العنصر الرئيسي الذي يتحكم في ظاهرة باريدوليا والذي يتصور أنماطا شكلية محددة، هو العقل ويقوم هذا بتمثيل هذه الرؤية بقدر قليل من التحفيز.
وأغلبنا من خلال الباريدوليا يسعى لخلق وتصور أي معنى عندما يكون مفقودا، ومثل هذا الخلق والتصور لا يحمل في طياته أي خطر، فلا خطر يحيط بنا لو تم مشاهدة ورؤية (وجوه في الغيوم أو رجل في القمر) او حيوان في شجرة كبيرة ومثل هذه المشاهد المتوقعة هي عمليات غير خطرة في نتيجتها ولا مؤذية. ولكن الباريدوليا (قد تصبح خطيرة جدا ومؤذية خصوصا عندما تأخذ منحى سياسيا أو دينيا، كرؤية أحد الرموز الدينية على قطعة من الخبز المحمص، واعتبار ذلك معجزة إلهية. أو زعم جماعة سياسية أنها رأت وجه مرشحها الرئاسي في نسق الزهور في حديقة المنزل.
ويؤكد علماء النفس ان (باريدوليا) لا تعتبر مرضا نفسيا بل تدخل في نطاق الخيال و(الحنين الى الخرافة) وقد يكون لها أساس نفسي مثل (الخوف، والنزعة الدينية، والبحث عن تفسير للحياة، والرغبة في الهروب من الواقع، وهي حالة شائعة يمكن أن تصيب أي شخص).
ان الباريدوليا موجودة في العمل الإداري، ولان الإدارة في جزء منها(فن)نجد ان بعض المديرين يتصورون أمورا بمنهج (الباريدوليا) مثل اعتقادهم ان استراتيجية عملهم ضمنت النجاح رغم عدم وجودها، او يعتقد برضا المرؤوسين الذي لا أساس له.

❚ التفكير الإيجابي

الأفكار تتحول إلى كلمات ثم إلى أفعال وإلى عادات ثم سلوك فانتبه لأفكارك فهي تبني المستقبل أو تهدمه.
- نجاحك يعتمد على أحلامك، ليست أحلامك التي تراها في نومك وإنما التي تراها في اليقظة.
- تعرف الشخص الإيجابي من كلامه فإن كان مليئاً بالإيجابية فهو إيجابي.
- المواضيع السلبية تبعث على التشاؤم، تغلق الأبواب المفتوحة، وتضيّع الفرص.

❚ همسات

- اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها.
- علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال.
- لا تخلف وعدك أبدا وبخاصة مع أبنائك فإن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد.
- لا تمانع في أن يختار ابنك أصدقاءه بنفسه، ويمكنك أن تجعله يختار من تريد أنت دون أن تشعره بذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق