كشف مقطع فيديو نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» زيف ادعاءات ومزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن جريمة قتل واستهداف عدد من المسعفين في سياراتهم بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث نفى الاحتلال مهاجمة سيارة إسعاف بشكل عشوائي، مدعيًا أن عدة مركبات تقدمت بطريقة مثيرة للريبة نحو الجنود دون إشارات طوارئ.
لكن كشف المقطع، الذي عُثر عليه في هاتف المسعف رفعت رضوان «أحد الذين استشهدوا بنيران إسرائيلية يوم 23 مارس الماضي» أن ما ارتكبه الاحتلال كان جريمة إعدام ميداني بشعة بحق رجال الإسعاف.
وأظهر الفيديو أن سيارات الإسعاف والإطفاء التي كان المسعفون يستقلونها تحمل علامات واضحة تشير إلى طبيعتها الإنسانية، كما كانت أضواء الطوارئ مضاءة لحظة إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم. وفي مشاهد وزّعها الهلال الأحمر أمس، بدت سيارات الإسعاف تسير بمصابيح مضاءة، وشوهدت شاحنة إطفاء حمراء وسيارات إسعاف تتحرك في الظلام مع إشارات طوارئ مفعّلة. ثم سُمع إطلاق نار كثيف، وتحولت الشاشة إلى اللون الأسود، قبل أن تظهر سيارة متوقفة على جانب الطريق، ويخرج رجلان من سيارة إسعاف أخرى توقفت بالقرب منها، أحدهما يرتدي زي مسعف والآخر يضع سترة إسعاف.
وسُمع صوت يقول: «يا رب، ليتهم بخير»، بينما علّق آخر: «يبدو أنها حادثة». وبعد لحظات، ارتفع صوت إطلاق النار مجددًا بكثافة، وأظلمت الشاشة.
ونطق المسعف الذي صوّر الفيديو بالشهادة بصوت مرتجف، مكررًا بلا توقف: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، ثم قال: «سامحونا يا شباب، يا أمي سامحيني لأنني اخترت هذا الطريق لمساعدة الناس»، وأضاف: «يا رب تقبلنا، نتوب إليك ونستغفرك، تقبلني شهيدًا، الله أكبر».