الذكاء الاصطناعي.. طفرة نوعيَّة تفتقد المنطق والخيال

خالد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
رغم فوائد الذكاء الاصطناعيِّ المتعدِّدة، إلَّا أنَّه لازال هناك قصورٌ في بعض الجوانب المتعلِّقة بالموضوعات المعقَّدة، والرُّؤى المختلفة، لاسيَّما في مجال الأدب، والعلوم الإنسانيَّة.وبحسب الخبراء، فإنَّه مهما تطوَّر الذكاء الاصطناعيُّ سيبقى مجرَّد مساعد، وليس بديلًا للأيدي البشريَّة؛ لافتقاده للمنطق، والعاطفة، والخيال، كما تبقى هناك ضرورة لتأكيد وتحليل إجاباته، والعودة للمصادر العلميَّة الموثوقة.

توسيع دائرة الإنجاز

في البداية، قالت الدكتورة زينب بنت حسين البدر: نعيشُ -الآنَ- ثورةَ الذكاء الاصطناعيِّ، التي اجتاحت العالم الرقميَّ، في شتَّى مجالات الحياة.

وأصبح من الضروريِّ توظيف أدواته في إنجاز المهام، من أجل استغلال الوقت، وتوسيع دائرة الإنجاز.

وحاليًّا جامعة الملك خالد، أطلقت برنامج الابتكار، والذي يشمل سلسلة من الدورات التعريفيَّة المتعلِّقة بالذكاء الاصطناعيِّ، وأدواته التي يمكن توظيفها في المجال الأكاديميِّ.

تطوير إدارة المشروعات

وقال المهندس المعماري الاستشاري عبدالله بن عبدالمحسن الشايب: الذكاء الاصطناعيُّ لا يحلُّ محلَّ العقل البشريِّ، ولكن يمكن استخدامه في تحسين وإدارة المشروعات المعماريَّة والبنائيَّة، سواء في مرحلة التصميم، أو خيارات البُعد الثالث، وتكوين الطبقات في الرسم المعماريِّ؛ لتأكيد التوافقات في المستويات المختلفة، كما يُساهم في الاستخدام الفعَّال للطاقة من خلال دراسة الفراغات، وتأثير عوامل المناخ، واستغلال الموارد بشكل أمثل، وتحسين كفاءة الطاقة والمياه، وتدوير النفايات.

وأشار المهندس محمد بن أحمد بن علي الغزال، إلى أنَّه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيِّ‬ وإنترنت الأشياء، يمكن إنشاء التوائم الرقميَّة لأنظمة الطاقة والصناعة، وتحقيق مستوى عالٍ من كفاءة الطاقة، وتحسين عمليَّات الصناعة والثَّروة المعدنيَّة‬، من خلال توفير إمكانيَّات التَّجريب والابتكار والمحاكاة والتنبؤ.

ورأى أنَّ ذلك يُحسِّن من الإيرادات التشغيليَّة ومستوى رضا العملاء، والشركاء؛ ممَّا يعزِّز من جودة الحياة.

تحسين التواصل الجماهيري

وقالت منيرة بنت محمد البيشي: يساعد الذكاء الاصطناعيُّ في جمع وتحليل البيانات الضَّخمة المتعلِّقة بالرأي العام؛ بهدف تحسين إستراتيجيَّات التواصل، بناءً على توجُّهات الجمهور المستهدَف، كما يمكنه المساعدة في إنشاء وصياغة المحتوى الإعلامي، سواءً في إعداد البيانات الصَّحفيَّة، أو تقارير الأداء؛ ممَّا يوفِّر الوقت والجهد، وعبر أدوات الذكاء الاصطناعيِّ، يمكن قياس تفاعل الجمهور مع الحملات الإعلاميَّة، وفهم مشاعرهم تجاه المؤسَّسة، أو القضايا المطروحة، كما يقدِّم استجابات استباقيَّة للأزمات؛ ممَّا يقلِّل من التأثيرات السلبيَّة.

وقالت أ. د. لينا بنت عبدالفتاح كردي (أستاذ علم الوراثة بجامعة جدَّة): يسهم الذكاء الاصطناعيُّ في تحليل الجينوم؛ لتحديد الطفرات المرتبطة بالورم، واختيار علاجات جديدة، أو موجَّهة تناسب الطفرة الجينيَّة الخاصَّة بكلِّ مريض، والتنبؤ باستجابة المريض للعلاج الكيميائيِّ، أو المناعيِّ، وتقليل الآثار الجانبيَّة، وتحقيق فعاليَّة أعلى للعلاج.

كما يساهم في تحليل الطفرات الجينيَّة للكشف عن مخاطر الإصابة المستقبليَّة، وتحليل الجينات والبروتينات لتصميم أدوية جديدة.

آفاق جديدة بصناعة الإعلام

وقال عبدالرحمن بن محمد الغامدي (متخصص في مجال الاتصال وتقنية الإعلام): عايشتُ التطوُّر في المجال، وكيف أحدث الذكاء الاصطناعيُّ تحوُّلًا في مجال الإعلام، حتَّى أنَّه لم يَعُد المونتاج مجرَّد عمليَّة تقليديَّة، بل أصبح أسرع وأكثر دقَّة بفضل الأدوات التي تقترح اللقطات المناسبة.

ورغم هذه الإمكانيَّات الهائلة، تظل هذه الأدوات مكمِّلة للعمل الإبداعيِّ، فاللَّمسة الإنسانيَّة هي ما يمنح المحتوى عمقه، وتأثيره الحقيقي.

وقال عبدالله بن أحمد باعلوي (رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامَّة بالندوة العالميَّة للشباب الإسلاميِّ): يمكن للذكاء الاصطناعيِّ تحليل سلوك الجمهور واهتماماته، من خلال تتبُّع التفاعلات على وسائل التَّواصل الاجتماعيِّ؛ ممَّا يساعد في استهداف الجمهور المناسب، وتحسين إستراتيجيَّات التواصل.

وتساعد أدوات مثل ChatGPT في إنتاج المحتوى الصحفيِّ، التدقيق اللُّغويِّ، وتحسين العناوين، بينما تعمل روبوتات الدردشة على الردِّ الفوريِّ على استفسارات الجمهور.

وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعيِّ لتحليل الأخبار، والتحقق من صحَّتها؛ ممَّا يساعد في مكافحة الأخبار المزيَّفة.

كما يمكنه التنبؤ بالأزمات الإعلاميَّة المحتملة؛ ممَّا يتيح لمسؤولي العلاقات العامَّة اتِّخاذ إجراءات استباقيَّة.

ثورة العصر الحديث

وقال الدكتور عبداللطيف بن صابر (عضو هيئة تدريس الماليَّة والاقتصاد بجامعة جدَّة): الذكاء الاصطناعيُّ هو ثورة العصر الحديث، وسيغيِّر الكثير من المهامَّ الأكاديميَّة، ويطوِّرها من الأعمال الروتينيَّة، والمتكرِّرة، إلى التركيز على أهداف ومهام أكثر سموًّا؛ ممَّا سيساهم في تطوير العمليَّة التعليميَّة، والارتقاء بها لتحقيق أهدافها.

وقالت الدكتورة ربا بنت عبدالرحمن آشي (أستاذ مشارك في العلوم والهندسة البيئيَّة): في التجارب المعمليَّة يعطينا التحديثات الأوَّليَّة عن التغيُّرات البيئيَّة والموسميَّة، وتأثيرها على الميكروبات في بيئات مختلفة.

كما يُسهِّل علينا في نشر أبحاثنا في وقت زمني أقل من الوقت السَّابق، خاصَّةً في حصر الدِّراسات السَّابقة.

وقالت أصايل بنت أيمن التركستاني (طالبة جامعيَّة): أستخدمُ الذكاءَ الاصطناعيَّ أحيانًا في تخصُّصي «الأحياء الدقيقة»؛ لتحليل البيانات الجينيَّة، اكتشاف الأدوية، تشخيص الأمراض، كما يساعدني في تصميم أسطح مضادَّة للبكتيريا، ودراسة الأنماط البيئيَّة للكائنات الدقيقة.

ولمزيد من الدقَّة أراجعُ المعلومات؛ للتأكُّد من صحَّتها.

وأضافت ماجدة عبدالقادر (اختصاصي نفسي إكلينيكي): الذكاء الاصطناعيُّ يمكن أنْ يساعد في تحسين جودة التعليم، والعلاج النفسي، من خلال توفير أدوات أكثر ذكاءً وكفاءةً لدعم الطلاب والمعلِّمِين والمختصِّين النفسيِّين. كما يمكن استخدامه في المقابلات النفسيَّة؛ لاستخلاص استنتاجات دقيقة حول حالة المريض، واقتراح خطط علاج، بناءً على بيانات مشابهة لحالات سابقة.

وقال فهد بن سعود الصطامي الشمري (طالب بجامعة جدَّة): ساعدني في تحليل قوائم ماليَّة لشركة «أرامكو» من 2019 إلى 2023، واتِّخاذ قرار في شراء الأسهم بعد الاطِّلاع على نسبة الخطورة، والعوائد المتوقَّعة.

وقالت الدكتورة نويِّر بنت عبد الله العنزي: نلجأُ إلى الذكاء الاصطناعيِّ في مجالات التَّعليم المتعدِّدة؛ بهدف تحسين تجربة المتعلِّم، وتحقيق نتائج تعليميَّة أفضل، ومن ثمَّ توفير محتوى تعليميٍّ مخصَّصٍ لكلِّ طالبٍ، بناءً على مستواه، ومعرفة نقاط قوَّته وضعفه، ومهاراته، عن طريق استخدام المساعدات الذكيَّة.

سلاح ذو حدين

وقالت الدكتورة موج يوسف (أستاذة جامعيَّة): الذكاء الاصطناعيُّ سلاحٌ ذو حدَّين إنْ تمَّ الاعتماد عليه بشكلٍ كلِّيٍّ؛ لأنَّ ذلك يعني إلغاء العقل الإنسانيِّ، ولم أحاول اللجوء إليه؛ لأنَّ المعرفة والعلم يتطلَّبان عقلًا واعيًا لاسيَّما في مجال العلوم الإنسانيَّة المرتبطة بمشكلات الإنسان، وعوالمه النفسيَّة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق