أكد سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، أن دولة قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، أولت أهمية كبرى للتنمية والعدالة الاجتماعيين، وجعلتهما في صميم رؤيتها الوطنية 2030، باعتبارهما حجر الأساس لبناء مجتمع متماسك ومتقدم، يقوم على مبادئ العدل والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية، ويعزز من قيم التسامح والانفتاح على الثقافات المختلفة.
جاء ذلك في كلمة سعادته في الجلسة العامة للجمعية العامة الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي، المنعقدة في العاصمة الأوزبكية طشقند، تحت عنوان "العمل البرلماني من أجل التنمية والعدالة الاجتماعيين" بمشاركة وفود برلمانية من مختلف دول العالم.
وتطرق سعادته خلال الكلمة إلى التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في مجالات التنمية المستدامة، وضرورة إعادة النظر في الجهود المبذولة لتحقيق أهداف خطة 2030، في ظل ما يشهده العالم من فقر متفاقم، ونزاعات متصاعدة، وأزمات بيئية وإنسانية متتالية.
وأكد سعادته أن دولة قطر، إلى جانب التزامها الوطني، تواصل دورها الدولي الفاعل في دعم جهود التنمية والعدالة الاجتماعية عبر شراكاتها العالمية وجهودها الدولية، انطلاقًا من دورها الريادي في هذا المجال، مشيرًا في هذا الجانب إلى أن دولة قطر ستستضيف في نوفمبر المقبل القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، والتي تهدف لمراجعة التقدم المحرز منذ القمة الأولى.
وفي سياق متصل، شدد رئيس مجلس الشورى على ضرورة عدم إغفال المأساة الإنسانية في فلسطين، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض منذ السابع من أكتوبر 2023 لعدوان همجي متواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لم يتوقف رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، مستنكرًا في هذا السياق ما خلفه العدوان من آلاف الشهداء والمصابين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى تهجير أكثر من مليوني فلسطيني من منازلهم، ناهيك عن الدمار الشامل للبنية التحتية في قطاع غزة.
وأشار سعادته إلى أن ما يجري في غزة هو جريمة إبادة جماعية وتطهير عرقي "تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع"، مشيراً إلى أن تقاعس المجتمع الدولي عن وقف هذه الانتهاكات يضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية وتاريخية. وفي هذا الصدد، دعا سعادته إلى المطالبة بوقف فوري للعدوان، ورفض تهجير الأبرياء من أرضهم، مطالباً جميع البرلمانيين بالوقوف إلى جانب الحق والعدالة الإنسانية.
وأشار إلى أن الاتحاد البرلماني الدولي، الذي نشأ قبل أكثر من مئة عام من أجل ترسيخ قيم السلام ونبذ الحروب، مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى القيام بدوره الكامل، من خلال تحفيز البرلمانات الأعضاء على اتخاذ مواقف حازمة، والضغط على حكوماتها للتحرك الفوري نحو وقف العدوان، في ظل الفشل المتكرر للمؤسسات الأممية في حماية المدنيين وفرض قواعد القانون الدولي الإنساني.
وفي ختام كلمته، خاطب سعادة رئيس مجلس الشورى الحضور قائلًا: "نعقد اجتماعنا اليوم، ممثّلين عن 193 دولة، في وقت تُنتزع فيه أشلاء أطفال غزة من تحت الركام، وتُدفن أحلامهم تحت أنقاض منازلهم. وإنّ أقل ما يُنتظر من هذا الجمع الإنساني أن يصرخ في وجه القاتل، وأن ينهض بمسؤولياته، وأن يصدر موقفًا واضحًا، لا يقبل التأويل: أوقفوا قتل الأطفال… أوقفوا المجازر التي تُرتكب في غزة."
وتناقش الجمعية العامة في دورتها الحالية موضوع العمل البرلماني من أجل التنمية والعدالة الاجتماعيين.
من جانب آخر شارك سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى في الدورة الـ215 للمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، التي عقدت ضمن أعمال الجمعية العامة الـ150 للاتحاد.
كما شارك في اجتماع المجلس الحاكم سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وسعادة السيد محمد بن يوسف المانع، وسعادة السيد عبدالله بن ناصر بن تركي السبيعي، أعضاء مجلس الشورى، وسعادة السيد نايف بن محمد آل محمود الأمين العام للمجلس، وسعادة السيد حسن بن حمزة هاشم، سفير دولة قطر لدى جمهورية أوزبكستان.
وخلال جلسة المجلس الحاكم استعرضت سعادة الدكتورة توليا أكسون، رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي تقرير الرئاسة، الذي تضمّن أبرز الأنشطة التي قامت بها خلال الدورة الـ214 للمجلس، إلى جانب أنشطة المكتب التنفيذي. وأشارت في تقريرها إلى زيارتها الرسمية إلى دولة قطر بدعوة من مجلس الشورى، مشيدة بجهود الدولة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، ودورها البارز في حل النزاعات عبر الوساطة والحوار.
وعلى هامش أعمال الجمعية العامة اجتمع سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس المجلس، مع سعادة المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب بجمهورية مصر العربية، وسعادة السيد إديزودا فايزالي فوزيلشو، رئيس مجلس النواب في البرلمان الوطني لجمهورية طاجيكستان، وذلك كل على حدة.
جرى خلال الاجتماعين استعراض جملة من الموضوعات المتعلقة بتعزيز علاقات التعاون البرلماني، إضافة إلى مناقشة أبرز الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي.
ويضم وفد مجلس الشورى المشارك في أعمال الجمعية العامة الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، وسعادة السيد محمد بن يوسف المانع، وسعادة السيد أحمد بن هتمي الهتمي، وسعادة السيد يوسف بن علي الخاطر، وسعادة السيد عبدالله بن ناصر بن تركي السبيعي، أعضاء مجلس الشورى، وسعادة السيد نايف بن محمد آل محمود، الأمين العام للمجلس.
0 تعليق