ينما يشهد معظم المليارديرات انكماش ثرواتهم في عام 2025، يتحدى وارن بافيت هذا التوجه. فقد أضاف المستثمر الأسطوري 12.7 مليار دولار إلى ثروته هذا العام، ليصل إجمالي صافي ثروته إلى 155 مليار دولار، حتى في ظل تعثر الأسواق العالمية وسط توترات الحرب التجارية الناجمة عن سياسات الرئيس دونالد ترامب الجمركية الجديدة، وفقا لـ «The Economic Times».
فمنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على 180 دولة، ضربت الخسائر العديد من الأسواق العالمية وأصحاب الثروات، وخسر أغنى 500 شخص في العالم نحو 208 مليارات دولار، وفقدت أسواق الأسهم الأميركية استثمارات بقيمة 5 تريليونات دولار خلال يومين فقط.
كان من أبرز الخاسرين الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي تقلصت ثروته 130 مليار دولار منذ بداية هذا العام إلى 302 مليار؛ أما مواطنه وزميله في عالم الأثرياء جيف بيزوس، فقد خسر 45.2 مليار، لتتقلص ثروته إلى 193 مليارا.
لكن شخصا واحدا خرج رابحا من نزيف خسائر أفقد أغنى أغنياء العالم مليارات الدولارات.. إنه وارن بافيت.
لطالما كان بافيت يشكو من أن تقييمات الأسواق مبالغ فيها؛ وكانت رؤيته تقوم على أن هذه الأسواق ستتجه إلى الهبوط يوما ما لا محالة.
لذلك، فقد كدس على مدى السنوات الماضية أكبر كم على الإطلاق من السيولة الاحتياطية، حيث ظلت شركته «يركشير هاثاواي» بائعا خالصا للأسهم منذ عام 2022.
في عام 2024، باعت شركته أسهما بقيمة 134 مليار دولار، ليبلغ حجم السيولة المتوافرة لديها مستوى قياسيا عند 334 مليار دولار. كان الرجل في ذلك الوقت يبدو كشخص يسبح عكس التيار ببيعه قسطا كبيرا من الأسهم، خاصة في شركة «أبل» دون أن يعيد شراءها، ليكتفي بتكديس السيولة في شركته.
وبينما قلصت «يركشير هاثاواي» حصتها في «أبل» بنحو الثلثين العام الماضي، فقد استثمرت معظم السيولة التي توافرت لديها في سندات قصيرة الأجل، وهو ما ساعد الشركة على التحوط من تقلبات السوق، وأسهم أيضا في تحقيق أرباح للمستثمرين فيها.
في فبراير الماضي، أوضح بافيت المغزى من تحركه، حيث قال في خطاب «إن التوقعات بتحقيق دخل كبير من الاستثمار في السندات الأميركية مع تحسن عوائدها تدعم الموقف المالي للشركة، التي حققت بالفعل أرباحا من الأسهم التي باعتها في زمن الرخاء السابق على الهبوط».
كذلك، باعت شركة بافيت أسهمًا في «بنك أوف أميركا» و«سيتي غروب»، اللذين انخفضت أسهمها بنحو 22 في المئة حتى الآن.
في المقابل، ارتفعت أسهم بيركشاير بنسبة 9 في المئة، رغم أنها تضررت بشكل طفيف قبل أيام.
وبهذا ارتفعت ثروة بافيت الشخصية على عكس غيره من المليارديرات، إذ ازداد صافي ثروته بمقدار 12.7 مليار دولار ليصل إجمالي ثروته إلى 155 مليار دولار، حسب مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات. وهكذا أضحى بافيت في المركز السادس على قائمة أغنياء العالم.
0 تعليق