هذا الفيلم وغيره من الدراسات والمقالات تتنبأ منذ عقود بأن الرأسمالية تمر بمراحل حتمية في مسارها، تؤدي إلى استحواذ أقلية على غالبية الثروة، مما يؤدي في النهاية إلى انهيارها عندما لا يلبي النظام التوقعات الأساسية لغالبية الناس؛ مثل القدرة على امتلاك منزل والحصول على أشياء جيدة عند بذل الجهد اللازم.
ولقد وصلنا اليوم إلى مرحلة يتسابق فيها جيف بيزوس مالك أمازون وإيلون ماسك لصنع صواريخ فضائية، بينما لا يستطيع العاملون بدوام كامل في أمازون أو إحدى شركات ومؤسسات إيلون ماسك شراء منازل في بعض الولايات الباهظة.
الأمر لدى أنصار نظرية انهيار الرأسمالية لا يتعلق حتى بالعدالة أو بالظلم، بل بحلقات تغذية راجعة تُسبب فشل النظام الرأسمالي بمرور الوقت. الرأسمالية، كأي نظام آخر، تخضع للعشوائية.
والأمثلة لديهم كثيرة ومنها:
من الأسهل كسب المزيد من المال عندما يكون لديك المال بالفعل (الوصول إلى الفرص).
يمكن لأولئك الذين يملكون الثروة أن يؤثروا على السياسة بدرجة أكبر من أولئك الذين لا يملكونها (ممارسة الضغط، والتأثير على الرأي العام، مثل الدور الذي يقوم به إيلون ماسك الآن).
إن أصحاب الثروات يستطيعون شراء العدالة (الفساد) أو فرضها (توفير محامين أفضل، إفلاس أطراف أخرى، إجبار الآخرين على التوصل إلى تسويات ودفع التعويضات والديات).
من الصعب أن تفشل عندما يكون لديك ثروة بالفعل، وحتى عندما تفشل لن تحدث لك نفس العواقب التي تحدث لمن هم أفقر منك.
إن حقيقة امتلاكك للثروة يمكن أن تكون مصدراً إضافياً للثروة (الاستثمار، الفائدة، الإقراض).
في كثير من الأحيان تنتقل الثروة عبر الأجيال.
تُوصف الرأسمالية في مراحلها المتأخرة بأنها مجتمعٌ استشرى فيه كل ما سبق لفترة طويلة، مما أدى إلى انهيار العقد الاجتماعي وفشل الضوابط.
أتفق مع كثير ممن يكرهون الرأسمالية، لكني أعلم أن لا بديل منطقياً يلوح في أفق الاقتصاد العالمي اليوم غير الفوضى والعبث.
أخبار ذات صلة
0 تعليق