حرب الرسوم الجمركية تشتعل.. بكين وواشنطن في مواجهة لا هوادة فيها

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في معركة لا تُستخدم فيها البنادق، بل تُسحب فيها أدوات الاقتصاد، تتصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة والصين إلى مستويات غير مسبوقة. ففي الوقت الذي يرفع فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سقف المواجهة، تتمسك بكين بموقفها دون تراجع، معلنة استعدادها لخوض “معركة طويلة حتى النهاية”.

تصعيد جمركي حاد

أطلق ترامب شرارة التصعيد الجديد عبر التهديد بمضاعفة الرسوم الجمركية على معظم السلع الصينية، لتصل الزيادة في بعض الحالات إلى 104%.

وتضم القائمة المستهدفة مئات المنتجات، من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر إلى الألعاب وبطاريات الليثيوم، مما يشكّل ضغطًا مباشرًا على الاقتصاد الصيني.

وبينما تقترب المهلة النهائية لبدء تطبيق تلك الإجراءات، لا تزال بكين عند موقفها.

أخبار تهمك

تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على غزة: 26 شهيدًا وتدمير واسع - 1 - سيناء الإخبارية

تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على غزة: 26 شهيدًا وتدمير واسع

55 عامًا على مذبحة بحر البقر: ذكرى مأساة الأطفال المصريين في وجه العدوان الإسرائيلي - 3 - سيناء الإخبارية

55 عامًا على مذبحة بحر البقر: ذكرى مأساة الأطفال المصريين في وجه العدوان الإسرائيلي

وصرّح ألفريدو مونتوفار هيلو من مركز الصين البحثي التابع لـ”ذا كونفرنس بورد”، أن تراجع الصين سيكون بمثابة إعلان ضعف، وهو ما ترفضه القيادة الصينية.

أسواق تتقلب ومخاوف تتصاعد

منذ بداية التصعيد، شهدت الأسواق العالمية تراجعات حادة، خاصة في آسيا التي سجّلت أسوأ أداء لها منذ سنوات، وتطال الرسوم الجديدة نسبة 54% من صادرات الصين، و46% من فيتنام، و49% من كمبوديا، ما يهدد بانكماش اقتصادي واسع في المنطقة.

ورغم انتعاش طفيف شهدته الأسواق مؤخرًا، فإن الترقب ما زال يسود، خاصة بعد أن أعلنت بكين عن رسوم انتقامية بنسبة 34%، فيما هدّد ترامب بالرد بزيادة جديدة قد تصل إلى 50%.

الصين ترد بالاقتصاد لا بالسلاح

ردّ الصين لم يتأخر، إذ فرضت رسومًا مماثلة على بعض السلع الأمريكية، وأعادت تنظيم صادرات المعادن النادرة، كما فتحت تحقيقات ضد شركات أمريكية كبرى مثل “جوجل”، وسَمحت بخفض قيمة “اليوان” لتعزيز صادراتها.

كذلك تدخلت الشركات الحكومية لدعم السوق عبر شراء الأسهم، ما يُظهر استعداد بكين لتحمل الألم الاقتصادي دون تقديم تنازلات.

ضغوط داخلية على الاقتصاد الصيني

تعاني الصين من أزمات داخلية تشمل تباطؤ سوق العقارات، وارتفاع البطالة، وتراجع الإنفاق المحلي، فضلًا عن مديونيات حكومية محلية متزايدة.

ويرى أندرو كولير من جامعة هارفارد أن هذه الرسوم قد تُسرّع من تدهور الأوضاع، مؤكدًا أن الرئيس شي جين بينج أمام اختبار صعب وسط اقتصاد يواجه تحديات عميقة.

أزمة تجارية بتأثير عالمي

الصراع لا يقتصر على طرفي النزاع فقط، إذ تستورد أمريكا من الصين بما يعادل 438 مليار دولار، مقابل صادرات بقيمة 143 مليار فقط، ما يترك عجزًا تجاريًا ضخمًا يُصعب تعويضه على المدى القصير.

في المقابل، ترتبك سلاسل التوريد، وتتقلّب الأسواق بشدة، وسط ترابط اقتصادي دقيق بين الطرفين.

وتُحذر ديبورا إلمز من مؤسسة “هينريش” بأن العالم على أعتاب مرحلة تجارية ضبابية، في وقت تُجاهد فيه الدول لإعادة تموضعها ضمن شبكات تبادل جديدة وشركاء بدلاء.

وبين تكهنات بالتفاوض وأخرى بالتصعيد المستمر، يبقى الصراع مفتوحًا على كل الاحتمالات، في ظل امتلاك بكين أدوات اقتصادية قوية قد تستخدمها في أي لحظة لتقويض الهيمنة الأمريكية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق