يواصل مجلس الشورى مشاركته في أعمال الجمعية العامة الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي، المنعقدة في طشقند حاليًا، وتختتم غدًا.
وضمن هذا الإطار شاركت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى اليوم في اجتماع اللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة بالاتحاد البرلماني الدولي، الذي عقد ضمن أعمال الجمعية العامة، حيث واصلت اللجنة مناقشة الموضوعات المطروحة على جدول أعمالها، ومنها موضوع "الدور المتنامي لمجموعة (البريكس) في العلاقات الدولية: ما هو تأثير ذلك على الأمم المتحدة؟".
وفي هذا الجانب تطرقت سعادة الدكتورة حمدة السليطي في مداخلتها خلال الاجتماع إلى الدور المتنامي للمجموعة في العلاقات الدولية، وما يشكله من تأثير متنامٍ على هيكلية النظام الدولي، لاسيما في ما يتعلق بجهود إصلاح مجلس الأمن الدولي. وأوضحت أن المجموعة تسعى إلى تعزيز تمثيل الدول النامية، مما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة في تحقيق الشمولية والعدالة وتعددية الأطراف في صنع القرار.
كما دعت سعادتها إلى تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة ومجموعة (البريكس)، مؤكدة أن هذا التعاون من شأنه أن يسهم في دعم الجهود الأممية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتقدم في ملفات الأمن الغذائي، وتغير المناخ، والسلام الدولي. وأشارت إلى أن مبادرات البريكس، بما في ذلك تأسيس بنك التنمية الجديد، تعكس رؤية اقتصادية بديلة تقلل من الاعتماد على المؤسسات المالية التقليدية، ما يمنح الدول النامية مساحة أوسع للمشاركة في رسم السياسات الدولية وتحقيق التوازن في النظام العالمي.
وفي حديثها عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى " الأونروا"، أكدت سعادة الدكتورة حمدة السليطي أن الوكالة أُنشئت لحماية اللاجئين الفلسطينيين، إلا أن الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ عقود يعكس عدم قدرة الوكالة على أداء دورها بسبب التحديات والمعوقات التي تواجهها.
وأشارت إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في القتل والتهجير جعل من القضية الفلسطينية مأساة إنسانية مرفوضة من جميع الشعوب الحرة. وأضافت أن نحو 50 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال وكبار السن، سقطوا ضحايا لعمليات إبادة ممنهجة، وسط دمار شامل للمرافق الحيوية. ودعت إلى موقف برلماني موحد يدعم القرارات الأممية، ويحث محكمة العدل الدولية على اتخاذ قرارات حاسمة لحماية الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي مشاركة لها في أعمال منتدى النساء البرلمانيات الذي عُقد على هامش أعمال الجمعية العامة ضمن مناقشة موضوع "تأثير منتدى النساء البرلمانيات على أعضائه وعلى أعمالهن من أجل مشاركة المرأة وقيادتها وحقوق النساء والفتيات وتمكينهن"، أكدت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى، أن المنتدى أدى دورًا محوريًا في تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية على مستوى العالم، وأسهم في رفع الوعي بأهمية تمكين النساء من قيادة التغيير في مجتمعاتهن، إضافة إلى دوره في دعم التشريعات التي تعزز حقوق المرأة ومشاركتها المتساوية. وأوضحت أن المنتدى مكّن البرلمانيات من تعزيز مكانتهن كصانعات سياسات مؤثرات، وساهم في بناء شراكات دولية فاعلة ونقل التجارب الناجحة، مشيدة بالدور الريادي لدولة قطر في هذا المحفل، وبدعم القيادة الحكيمة للمرأة القطرية.
وفي مداخلة ثانية لها، تناولت خلالها موضوع "إنجازات وتأثير الشبكات العالمية والإقليمية للنساء البرلمانيات على الصعيدين الإقليمي والدولي"، أشارت إلى أن هذه الشبكات كان لها دور ملموس في تعزيز الحضور السياسي للمرأة وتمكينها من الإسهام في عمليات صنع القرار وبناء السلام، من خلال توفير منصات لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات المشتركة، مثل شبكتي "وسيطات إفريقيا" و"وسيطات دول الشمال الأوروبي"، إضافة إلى القمم الدولية التي عمقت التعاون والتأثير البرلماني النسائي.
وأكدت سعادتها أن المشاركة القطرية النشطة في هذه الشبكات تعكس التزام دولة قطر الثابت بدعم المرأة وتمكينها، مشيرة إلى أن النجاحات التي تحققت في هذا المجال جاءت بفضل الرعاية المستمرة من القيادة الرشيدة، مما جعل من التجربة القطرية نموذجًا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي.
وضمن مشاركة مجلس الشورى اليوم، شارك سعادة الدكتور سلطان بن حسن الضابت الدوسري، عضو المجلس، في اجتماع اللجنة الدائمة للديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث تابع المجتمعون تنفيذ عدد من القرارات ومنها القرار المتعلق بموضوع أثر الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون.
وفي هذا الجانب أكد سعادة الدكتور سلطان الدوسري على أهمية تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بما يضمن احترام الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز سيادة القانون، مشيرًا إلى أن تسارع التطورات التقنية يحتم على الجميع التحرك لتأطير هذه التكنولوجيا ضمن أطر قانونية وأخلاقية واضحة.
وأشار إلى ما توليه دولة قطر تولي من اهتمام كبير بهذا الملف، لافتًا إلى إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي"، ضمن استراتيجية التحول الرقمي، بهدف تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والقيم الإنسانية.
وتابع موضحًا أن الاستراتيجية القطرية تركز على دعم التنمية المستدامة من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل التعليم، والصحة، والنقل، والبيئة، والأمن، إلى جانب تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات الوطنية.
واختتم الدكتور سلطان بالتأكيد على أن دولة قطر تؤمن بأهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات لضمان الاستخدام الآمن والعادل للذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى تعزيز العمل البرلماني المشترك من أجل سن تشريعات شاملة ومتوازنة تخدم الإنسان وتحفظ كرامته.
من جانبه شارك سعادة المهندس أحمد بن هتمي الهتمي، عضو المجلس، في اجتماع اللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة بالاتحاد البرلماني الدولي، حيث اعتمد المجتمعون قرارًا بشأن دور البرلمانات في المضي قدمًا في حل الدولتين.
بدوره شارك سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر، عضو المجلس في اجتماع اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة.
وخلال الاجتماع تم انتخاب سعادة السيد يوسف الخاطر عضوًا في مكتب اللجنة الدائمة للتنمية المستدامة، وذلك ضمن عملية ملئ الشواغر لأعضاء المكتب.
كما اعتمد المجتمعون قراراً يتعلق بالاستراتيجيات البرلمانية للتخفيف من الأثر طويل الأمد للنزاعات، بما في ذلك النزاعات المسلحة على التنمية المستدامة.
وعلى هامش فعاليات الجمعية العامة الـ150 للاتحاد البرلماني الدولي التقت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى مع سعادة السيد هاكوب أرشاكيان، نائب رئيس البرلمان الأرمني، حيث استعرض الجانبان علاقات التعاون البرلماني، وسبل تعزيزها.
0 تعليق