غزة - أ. ف. ب
وصل المسعف نوح الشغنوبي في أعقاب غارة للاحتلال الإسرائيلي مميتة على شمال غزة الأسبوع الماضي، وقرر المخاطرة بحياته لمساعدة جريح رغم التحذيرات من هجوم آخر وشيك.
وفي مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الشنغوبي المنتمي إلى الدفاع المدني وهو يحاول يائسا انتشال رجل مصاب من تحت كومة من الأنقاض بعد غارة على مدرسة الخميس.
وبينما كان يحاول إنقاذ الرجل، أصدر جيش الاحتلال أمرا جديدا بالإخلاء، محذرا من غارة أخرى على المكان نفسه، مدرسة تؤوي نازحين من جميع أنحاء القطاع. وروى لوكالة فرانس برس «كان الأمر مرعبا جدا».
وجاء أمر الإخلاء عقب غارة على مدرسة دار الأرقم التي كانت تؤوي نازحين في حي التفاح شمال شرق غزة. وأضاف «كنت أنتشل المصاب، وفجأة كل المدرسة تم إخلاؤها بشكل كامل. صدمت للمشهد».
وأوضح أنه في تلك اللحظة «توترت وأصبح المصاب متوترا بشكل أكبر وحاولت تهدئته وقلت له إني سأبقى معه لآخر نفس وقد نموت معا».
وكان المسعف يحفر بيديه العاريتين بين الأنقاض ليصل إلى ساق الرجل المصاب التي كانت عالقة تحت الخرسانة.
وروى كيف طلب الرجل منه المغادرة وتركه يستشهد وحده عندما أصبحت المدرسة فارغة تماما وسمعا صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
وأضاف أنه سأله «لماذا رجعت يا رجل؟ اتركني لأموت وحدي واخرج، فقلت له: إما نموت معا وإما نعيش معا». وتابع «حاولت أن أستمر في سحبه ولم أستطع فقلت سوف نموت في هذه اللحظة». وفجأة، قدم أحد المسعفين العاملين مع الشغنوبي وحذر من أن أمامهم عشر دقائق فقط لإنقاذ أي شخص لا يزال على قيد الحياة قبل غارة أخرى. ومعا، قاما بمحاولة الشد بكل قوة حتى تحررت ساق الرجل العالقة. وقال «امتلأت عيناي بالدموع وارتجفت لأنني خسرت كل طاقتي». وعلى الرغم من شعورهم بالخوف، قدم زملاء المسعف الشنغوبي للمساعدة وحملوا المصاب إلى مكان آمن.
0 تعليق