د. عاقل إسماعيل المحاضر بجامعة حمد بن خليفة لـ «العرب»: «مشيرب قلب الدوحة» تدمج التصميم التقليدي بالحداثة

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور عاقل إسماعيل قاهرة، المُحاضر في كلية الفن والعمارة الإسلامية والعمران بجامعة حمد بن خليفة، التابعة لمؤسسة قطر، أهمية دمج ممارسات الاستدامة التقليدية في التخطيط الحضري المعاصر، في ظل النمو المتسارع والحداثة في دول الخليج العربية، وعلى وجه الخصوص قطر.وأشار د. عاقل قاهرة في تصريحات خاصة لـ «العرب» إلى مشروع «مشيرب قلب الدوحة» كمثال حيّ على كيفية دمج أساليب التصميم التقليدية في العمارة الحديثة، قائلًا: «صُمم المشروع لتقليل استهلاك الطاقة من خلال تركيب ألواح شمسية على أسطح المباني ودمجها باستخدام الكتلة الحرارية للتبريد، الأمر الذي يُشجع السكان على المشي والحركة حتى في أكثر الأشهر حرارةً».
وأوضح أن الاستدامة في الماضي كانت مسألة بقاء، حيث كانت المياه والطاقة مصدرين شحيحين، وقد عرفت المجتمعات كيفية استخدامها بحكمة وكفاءة. أما الآن، فيكمن التحدي في كيفية دمج المعرفة القديمة مع التكنولوجيا الحديثة لصياغة غدٍ مستدام.وأكّد ضرورة الحفاظ على الممارسات العربية التقليدية، باعتبارها إرثًا ثقافيًا وأداة لتعزيز الاستدامة، لافتا إلى أن الاستدامة الفعّالة تنبع من إدراك التوازن بين الجوانب الاقتصادية والبيئية والثقافية. كما أن الحفاظ على الممارسات التقليدية ودمجها يُمكّننا من بناء غدٍ مستدام ومتجذر بقوة في تراثنا الثقافي.وقال د. قاهرة: في خضمّ المعركة العالمية ضد التغيّرات المناخية والسعي لتحقيق الاستدامة، تلجأ العديد من دول العالم إلى تقليب صفحات الماضي بحثًا عن حلول تقليدية للاسترشاد بها نحو الحاضر والمستقبل. ولطالما ترسخت في عالمنا العربي أساليب العيش المستدام في حياتنا اليومية، والتي نبعت من جذور المنطقة وتاريخها، وتشكلت بفعل محدودية الموارد وشمس الصحراء.
وأشار الدكتور عاقل قاهرة إلى أمثلة من الممارسات المستدامة المستمدّة من التاريخ العربي، مُبيّنًا كيفية استخدام المجتمعات للموارد المحلية بحكمة، من بينها مدينة غدامس في ليبيا. وأضاف: «لم يعتمد سكان المدينة على موارد خارجية، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لإدراجها ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية للجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق