رغم أن فرانكفورت تُعرف باعتبارها العاصمة المالية لألمانيا وموطن ناطحات السحاب الوحيدة في البلاد، إلا أن هناك جانبًا اجتماعيًا وإنسانيًا آخر يميز هذه المدينة، يتمثل في ما يُعرف بـ”بيوت المياه” أو فاسرهويسشن، وهي أكشاك صغيرة منتشرة في أحيائها منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ظهرت هذه الأكشاك في وقت كان فيه شرب مياه الصنبور غير آمن، فوفرت المياه المعدنية بأسعار زهيدة لتشجيع العمال على اختيارها بديلاً صحياً واقتصادياً عن المشروبات الكحولية، بدعم من سلطات المدينة.
ونجحت “بيوت المياه” في ترسيخ مكانتها بفضل استثنائها من قوانين الإغلاق الرسمية، لتستمر كمراكز إمداد حيوية بعد الحرب العالمية الثانية، وتتحول تدريجياً إلى نقاط تلاقي اجتماعية، تقدم اليوم خدمات متنوعة تشمل المشروبات، والحلوى، والصحف، والسجائر، وأحياناً جلسات على الأرصفة.
وتصف لورا بولاث، طالبة تعمل في أحد هذه الأكشاك، التجربة بأنها “غرفة معيشة في قلب المدينة”، مشيرة إلى التنوع الكبير في رواد المكان من مختلف الأعمار والخلفيات.
أخبار تهمك
ويقول هوبرت جلوس، الذي ينظم جولات تعريفية بهذه الأكشاك، إنها “أماكن ديمقراطية مفتوحة للجميع، تُجسّد الطابع الإنساني للمدينة”، مضيفًا أن عددها تراجع من 800 إلى نحو 300 كشك فقط، بسبب التوسع العمراني وتغيرات السوق.
أما المصور شتيفان هونينج، فيصف “بيوت المياه” بأنها مساحة يشعر فيها الجميع بالانتماء، قائلاً: “هنا، يجتمع الناس من مختلف الطبقات دون أحكام مسبقة… إنها تشبه ساحة عامة حديثة، فيها روح المدينة الحقيقية”.
0 تعليق