طهران: مواقف واشنطن المتناقضة وراء "الحوار غير المباشر"
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: في انتقال للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي والتي استضافت العاصمة العمانية مسقط جولتها الأولى السبت الماضي، إلى خارج الشرق الأوسط، أكد مصدر إيطالي أمس، أن الجولة القادمة من المفاوضات ستعقد في روما، وفي الوقت نفسه.
وبالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني في أوساكا باليابان، بشكل منفصل، أن الحكومة الإيطالية وافقت على استضافة المحادثات، أكد مصدر في الحكومة الإيطالية أن الجولة المقبلة ستعقد في روما يوم السبت المقبل، بينما قال تاجاني "تلقينا الطلب من الأطراف المعنية، من سلطنة عمان التي تقوم بدور الوسيط، وقدمنا ردا إيجابيا... إننا مستعدون للترحيب، كعادتنا، بالاجتماعات التي يمكن أن تثمر عن نتائج إيجابية، وفي هذه الحالة بشأن القضية النووية"، كما قال وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب خلال اجتماع عقد في لوكسمبورج، إن المحادثات المقبلة ستعقد في روما.
من جانبها، أعلنت ايران أن جولة المحادثات الثانية سيديرها الجانب العماني وستكون بنفس آلية التواصل غير المباشر، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن المحادثات ستبقى بشكل غير مباشر وبوساطة عمانية وستكون بنفس طريقة الجولة الأولى التي عقدت بالعاصمة العمانية مسقط، مضيفا أن إيران لا تضع أية عوائق أمام التعاون الاقتصادي واستثمارات الأطراف الأخرى والإستثمارات الأميركية داخل أراضيها.
وبينما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتوقع اتخاذ قرار بشأن إيران على نحو سريع للغاية، قائلا للصحفيين على متن طائرة الرئاسة إنه اجتمع مع مستشاريه بشأن إيران ويتوقع اتخاذ قرار سريعاً، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية اسماعيل بقائي أن المواقف الأميركية المتناقضة السبب الرئيسي الذي يدفع بلاده للحوار بشكل غير مباشر، قائلا بشأن مكان الجولة الثانية "ليس مهما مكان المفاوضات، بل المهم أنه سيبقى شكل وإطار المفاوضات مع الولايات المتحدة غير مباشر وبوساطة سلطنة عُمان، وبعد أن نتلقى معلومات رسمية من عُمان بشأن مكان المفاوضات سنعلن قرارنا رسميا"، مضيفا أن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ليست مباشرة لأنها ليست فعالة ومفيدة ومواقف أميركا المتناقضة هي السبب الرئيسي الذي يدفع للحوار بشكل غير مباشر.
وعما إذا كانت المحادثات وصلت إلى نقطة يمكن أن تجرى فيها في صورة مفاوضات مباشرة، قال "هذا ليس مفيدا ويأتي اختيار المفاوضات، التي ليست أسلوباً غير تقليدي، استناداً إلى تجارب سابقة أثبتت جدواها. إذا أردنا أن تكون المفاوضات فعالة ونحن جادون بشأن المشاركة الديبلوماسية، يتعين علينا اختيار أسلوب نثق في فعاليته. سنستمر بالشكل والطريقة التي اخترناها".
وفيما يتعلق بزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران، قال بقائي: "تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن الزيارة، ولكن ممثلنا في فيينا يتابع التفاصيل حاليًا بالتفاعل مع مكتب المدير العام، واعتقد أنه سيتم ذلك خلال هذا الأسبوع"، بينما أعلن غروسي أنه سوف يتوجه إلى طهران الأسبوع الجاري قبل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وبينما توقعت وسائل الإعلام الإيرانية أن يزور غروسي طهران غدا الأربعاء، كتب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منصة "أكس" إن التواصل والتعاون المستمر مع الوكالة أمر ضروري في وقت نحتاج فيه بشدة لحلول ديبلوماسية.
في غضون ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سبعة مسؤولين إيرانيين في السجون والقضاء، بسبب ما قال التكتل، الذي يضم 27 دولة، إنه حملة ذات دوافع سياسية تشنها إيران لاعتقال مواطني الاتحاد الأوروبي، وفرض وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تجميدا للأصول وحظر سفر على ثلاثة قضاة واثنين من المدعين العامين واثنين من مسؤولي السجون، بمن فيهم المسؤول عن سجن إيفين سيئ السمعة هداية الله فرزادي والذي سبق أن فرضت عليه عقوبات، كما جمد الاتحاد الأوروبي أصول سجن شيراز المركزي، ورحب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بالعقوبات، واصفا تصرفات إيران بأنها سياسة دولة لأخذ الرهائن، قائلا "حان الوقت لأن الظروف التي يتم فيها احتجاز بعض مواطنينا الفرنسيين والأوروبيين مخزية وتضاهي التعذيب".
0 تعليق