مختصر مفيد
دخلت قسم المكتبة في جمعية كيفان، فهالني كثرة مصابيح السقف المضاءة، فسألت الموظف: ماهذا، لماذا تضيئون 200 مصباح، ألا يكفي 10 مثلا؟
والله حرام، كثير من المباني في الشوارع، والمنازل، تضاء بمئات المصابيح، ألا يكتفي المبنى ببضعة منها؟
لما عملت في إحدى الوزارات، كان الموظفون يتركون الأجهزة، كالآلات الطباعة والفاكس، وإنارة الغرف في حال التشغيل عند انتهاء العمل كل يوم، وخلال يومي العطلة الاسبوعية.
يعني ان كثيراً من إدارات ووزارات وهيئات الحكومة، تسرف في استهلاك الكهرباء، فيما تقطع الحكومة التيار الكهربائي عن الناس في مناطق البلاد عند الضغط على الاحمال الكهربائية، أو لأعمال الصيانة، فلا بد إذن من ترشيد الاستهلاك لدى المواطن والمقيم.
لماذا لا تطلع الحكومة على تجارب الدول الأوروبية، في الكهرباء والطرق؟
في النرويج بعض الطرق تبدو غير مضاءة ليلاً، لكن عندما تعبر الطريق سيارة، أو دراجة، أو رجل يسير على قدميه، يضيء الطريق، ثم تنطفيء مصابيح الإنارة بعد العبور، وتضيء المصابيح التالية وهكذا، كلما عبر الشخص جهاز استشعار (سنسر) مرتبط بالرادار، وبهذا تخفض النرويج استهلاك الطاقة، وانبعاث غاز الكربون.
لم تكتف النرويج بهذا، إنما بنت أول نفق عائم تحت الماء ليربط العبور البحري من منطقة لأخرى، وهو انجاز هندسي متقن، إذ يطفو النفق ولا يلمس قاع البحر، وإنما تشده نحو أعلى سطح الماء طوافات على مسافات بعيدة عن بعضها بعضا، وفي داخله حارتا سير للسيارات.
المثال الثالث هو رصف الطرق بالبلاستيك في هولندا، فقد أوضحت شركة "فولكر فيسل" أن طبقة الرصف الجديدة ستعتمد على البلاستيك المـُعاد تدويره من الزجاجات البلاستيكية، وأن في هذه الطريقة مزايا عديدة فهي تحتاج الى صيانة أقل من طرق الإسفلت التقليدية، مع قدرة أعلى على تحمّل درجات الحرارة العالية التي تتراوح بين 40 و80 درجة مئوية، وعمر افتراضي أطول، ووقت أقل للتجهيز، مع سهولة وضع الأنابيب تحت الأرض.
أما السويد فقد نقلت مدينة كيرونا بشكل كامل، حجراً... حجراً الى موقعٍ جديد، فعلى حافة هذه المدينة هناك منجم للحديد تحتها يهدد بابتلاعها ان استمر التنقيب في المنجم، بعدما انفتحت هوة عملاقة قرب بعض منازل السكان، فقررت السلطات المحلية بناء مدينة كيرونا الجديدة في منطقة أكثر أمناً، أي بعيدة عن هذا المنجم.
لاشك ان الدول الأوروبية بلدان متقدمة بأفكار متطورة، وعلينا ألا ننسى أن من بنى مدينة الأحمدي الكويتية على شكلها الرائع هم الانكليز.
وزارة الأشغال ما تزال تعتمد على المقاول المحلي، ليتها اعتمدت على المقاول الأوروبي لخبرته الواسعة في بناء الطرق، لا على مقاولٍ محلي، أو شركة تركية، أو محاباة لأسرة معروفة، فماذا كانت النتيجة؟
لقد تلفت طرق الكويت، وحاليا تريد الحكومة إعادة إصلاحها بإنفاق أموال ضخمة، إي تكرار التبذير، بينما لو كانت اتفقت مع الأوروبيين، لكانت دفعت سعراً واحداً فقط.
لقد اتفقت دول الخليج رأسا مع الأوروبيين لإنشاء مطاراتها، ونحن نعتمد على مقاول جاهل، أو شركة إنشاءات آسيوية، لرخص السعر.
نتمنى على الحكومة الإطلاع على تجارب الدول الأوروبية في كيفية مواجهة مشكلات الكهرباء والطرق، فالمسألة ليست في رخص المناقصة، أو تشجيع المقاول المحلي، إنما بجودة تصميم الطرق بتكلفة واحدة فقط، وإن كانت غالية بدلاً من إعادة رصف الطرق، وإنفاق المال بين فترة وأخرى على تصليحها، وكذلك انفاق المال على اعمال صيانة الشبكات الكهربائية.
0 تعليق