"باريس - الإسكندرية".. قصة 127 عملًا فنيًا أنجزها آدم حنين في 20 عاما بعاصمة النور

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بمناسبة مرور 10 سنوات على افتتاح متحف آدم حنين بالحرانية، تحتفل كل من مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي، ومكتبة الإسكندرية بافتتاح معرض تحت عنوان "آدم حنين، سنوات باريس"؛ يضم لأول مرة الأعمال التي نفذت أثناء تواجد آدم حنين بباريس؛ أو تلك التي تطورت فكرتها هناك حيث يضم حوالي 44 عملا نحتيا و83 عملا تصويريا ثنائي الأبعاد متنوعة ما بين الفرسك والتمبرا والمونوتيب واالبردي والاردواز والطباعة سواء الخشبية او أخرى والرسم بالحبر والحبر الشيني؛ بإجمالي 127 عملًا فنيًا له.

699.jpg

 يفتتح المعرض كل من د. محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، وجمال حسني مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بالمكتبة، والدكتور عصام درويش رئيس مجلس أمناء مؤسسة آدم حنين للفن التشكيلي في الثالثة مساء الثلاثاء القادم الموافق 17 ديسمبر بالقاعة الغربية بقاعة المؤتمرات بالمكتبة معرض 

وبحسب جمال حسني، يقول إن المعرض يقدم عمالا تعرض لأول مرة للجمهور، وهو احتفال أيضا بالأعمال الفنية للفنان آدم حنين التي استطاعت المؤسسة استعادتها بعد تواجدها في باريس لأكثر من 20 سنة وان المعرض هو ثمرة مجهود وتعاون فكري بين المؤسسة والمكتبة على مدى سنة كاملة للتنسيق واختيار الاعمال. 

يستمر المعرض حتي 11 يناير 2025 ويفتح أبوابه للجمهور يوميا من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء (ماعدا الجمعة).

ولد آدم حنين في القاهرة من أسرة من أسيوط تعمل في صياغة الحلي، ونشأ في حي باب الشعرية. كان في الثامنة من عمره عندما اكتشف المتحف المصري للآثار خلال زيارة مع المدرسة ويتذكر هذه الزيارة لاحقًا كنقطة تحوّل في حياته. حين بلغ العشرين، قرر أن يصبح نحاتًا والتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة.

آدم حنين: الرحيل نحو الأبدية - باب مصر
آدم حنين

بعد تخرجه في العام 1953، سافر إلى صعيد مصر وقضى أشهرًا عديدةً في "مرسم الأقصر" الذي أسسه عام 1941 الرسام الإسكندراني والدبلوماسي محمد ناجي (1888 ـ 1956) لتشجيع دراسة الفن المصري القديم، كجزء من مناهج مدارس الفن المصرية. نال حنين سنة 1957 منحة دراسية لمدة سنتين من أجل متابعة تحصيله في أكاديمية الفنون الجميلة في ميونخ. إلتقى خلال أحد معارضه سنة 1960 بعالمة الانثروبولوجيا عفاف الديب التي أصبحت زوجته ومناصرته، وأيضًا مديرة وناقدة أعماله في بداية مسيرته الفنية. انتقل حنين سنة 1971 مع زوجته إلى باريس حيث أقاما خمسة وعشرين عاما. كرس نفسه خلال تلك الفترة لفنّه في محترفه الواقع في الدائرة الخامسة عشرة في باريس قرب بورت دو سيفر.

 عاد بعد ذلك إلى مصر سنة 1996، وكان حنين أصبح فنانًا معروفًا على المستوى الدولي، وأقام مسكنه ومحترفه في منزل من الطوب الطيني بناه المهندس المعماري رمسيس ويصا واصف منهدس شهير (1911 ـ 1974) صمم منزل حنين في قرية الحرانية. عمل من سنة 1989 إلى 1998 مع وزارة الثقافة في ترميم تمثال أبي الهول في الجيزة. وفي 1996، أسس سمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وهو ورشة سنوية ومعرض يقومان على دعوة نحاتين من كافة أنحاء العالم لتجريب ونحت منحوتات من الغرانيت المحلي.

آدم حنين هو أحد أبرز النحاتين المعاصرين في العالم العربي. أنجز خلال مسيرته الفنية عددًا هائلًا من القطع الكبيرة والصغيرة الحجم، باستخدام مواد متنوعة مثل الغرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.

 جسّدت أعماله الأولى رشاقة ومتانة التماثيل المصرية القديمة مع الدلالة على حس تبسيطي في معالجة الكتل والأحجام. تذكّر أعماله بالتماثيل القديمة مثل تمثال الكاتب، المعروف بعنوان "شيخ البلد" والمعروض حاليًا في المتحف المصري للآثار إلى جانب أعمال محمود مختار (1891 ـ 1934). خلال الستينيات، نحت حنين سلسلة من الأعمال التي تمثل حيوانات مثل الطيور والقطط والكلاب والبوم والماعز والخيل والحمير، بأسلوب اختزالي يبرز الحد الأدنى من خصائصها وخطوطها الأساسية. سجّلت بداية السبعينيات تطوّرًا هامًا في فنّه كنتيجة لتفاعله مع أعمال النحاتين الحداثيين في باريس، مثل برانكوزي. 

ومع أن حنين لم ينتم قط لأية حركة من حركات الفن غير أنه استلهم من حرية التعبير النحتي السائدة في تلك الأوساط. خلال الثمانينيات، اتسمت منحوتاته بالأشكال المجردة والأحجام الصافية وبديناميكية الحركة، وكانت تدور حول مواضيع مثل قرصي الشمس والقمر ومفهوم الصعود. 

جولة في متحف آدم حنين.. منحوتات صامتة تتكلم
من داخل متحف آم حنين

عمل في التسعينيات على المنحوتات كبيرة الحجم التي تعرض في الهواء الطلق، ومنها "السفينة"، المصممة كبديل مجازي للفضاء المتحفي. تجسّد أعماله بشكل عام الحس الصرحي المختزل ومفهوم الأزل. آدم حنين هو أيضًا رسام ماهر غير أنه لم يستخدم بتاتًا في لوحاته الألوان الزيتية على القماش بل أعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية.

أنجز سنة 1960 رسومًا لتزيين كتاب صديقه الشاعر صلاح جاهين (1930 ـ 1986) "رباعيات صلاح جاهين"، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق. 

تتميّز لوحاته، سواء التشخيصية منها أو التي تمثل أشكالًا هندسية تجريدية، بصفاء الأشكال وحرارة الألوان التي يعززها عمق نحتي.

أقام حنين العديد من المعارض الفردية، في القاهرة والإسكندرية وأمستردام ولندن وباريس وروما، كما شارك في الكثير من المعارض الجماعية في عدة أنحاء من العالم. من الممكن مشاهدة أعماله في متحفه الواقع في الحرانية والذي أفتتح  في يناير 2014، وفي متحف الفن المصري الحديث في القاهرة وكذلك في متحف: المتحف العربي للفن الحديث، في الدوحة، الذي يضم منحوتته الهائلة "السفينة" والمعروضة في باحة المدخل.

توفي آدم حنين يوم الجمعة ٢٢ مايو ٢٠٢٠ في المستشفى الايطالي بالقاهرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق