في ذكرى ميلاده.. الشيخ الشعراوي "إمام الدعاة" الذي أسكن القرآن في قلوب الملايين

جريدة الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 


يوافق اليوم، الثلاثاء 15 أبريل 2025، الذكرى الـ114 لميلاد الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز علماء الدين في مصر والعالم الإسلامي، والوجه الأشهر في تفسير القرآن الكريم بلغة العصر وروح الإيمان. 

من هو الشيخ محمد متولي الشعراوي؟

هو محمد متولي الشعراوي،ولد عام 1911 بقرية دقادوس التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وظل اسمه يتردد في البيوت والمساجد وشاشات التلفاز حتى بعد رحيله في عام 1998، لما تركه من إرث روحي وفكري هائل جعل منه "إمام الدعاة" بلا منازع.

طفولة مبكرة وموهبة نادرة

 

منذ سنواته الأولى، بدا واضحًا أن الشعراوي يملك نبوغًا خاصًا. حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو لم يتجاوز الحادية عشرة، ما جعله محط إعجاب معلميه في كتّاب القرية. التحق بالمعهد الابتدائي الأزهري بالزقازيق عام 1926، وتدرج في التعليم الأزهري حتى التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر عام 1937، حيث بدأ يتبلور دوره كخطيب بارع ومفكر وطني، مشارك في الحركة الوطنية ضد الاحتلال البريطاني.

دور وطني وتربوي مبكر

لم يكن الشعراوي عالمًا دينيًا فحسب، بل كان ناشطًا في الحركة الطلابية، حيث شغل منصب رئيس اتحاد الطلبة ورئيس جمعية الأدباء بمعهد الزقازيق، وشارك في التظاهرات والأنشطة الخطابية المناهضة للاستعمار، مما عرضه للاعتقال عدة مرات. تخرج من الكلية عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس في 1943.

مسيرة علمية ودعوية ممتدة

بدأ حياته المهنية معلمًا في المعاهد الدينية بطنطا، الزقازيق، ثم الإسكندرية، قبل أن يُعار عام 1950 إلى السعودية ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى. تميز هناك بعلمه العميق ولغته الفصيحة، ما فتح له الأبواب لاحقًا للعمل أستاذًا زائرًا بجامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة عام 1970.

كما تولى الشيخ الشعراوي عدة مناصب مؤثرة، منها مدير مكتب شيخ الأزهر حسن مأمون عام 1964، ورئيس بعثة الأزهر بالجزائر عام 1966، ثم وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر في حكومة ممدوح سالم بين عامي 1976 و1978.

 

 وفي عام 1980، تم تعيينه عضوًا بمجلس الشورى، واختير في 1987 عضوًا بمجمع اللغة العربية.

خواطر الشعراوي.. تفسير بروح العصر

عرفه الناس عبر برنامجه الشهير "خواطر الشعراوي"، الذي قدم فيه تفسيرًا مبسطًا وعميقًا للقرآن الكريم باللهجة المصرية التي لامست وجدان العامة والخاصة، وجعلت من الدين تجربة روحية يومية أقرب للفهم والتطبيق. لم يكن مجرد مفسر، بل كان مربيًا وموجهًا يمتاز بالذكاء البلاغي وروح الفكاهة والموعظة الحسنة.

الإرث الخالد

رغم مرور أكثر من 25 عامًا على رحيله، لا تزال كلماته تتردد في القلوب قبل الآذان. 

 

وتظل مقاطع تفسيره تُبث يوميًا على شاشات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي، شاهدة على تأثيره الممتد. 

 

كما أسس مدرسة فكرية فريدة تقوم على الوسطيّة، وتُحارب الغلو والتطرف، وتدعو إلى حب الله وفهم القرآن بتدبر.

 

رحيل أمام الدعاة 

رحل الشعراوي في 17 يونيو 1998، لكن ذكراه حية لا تخبو، ومكانته في قلوب المصريين والعرب والمسلمين لا يضاهيها أحد.

في ذكرى ميلاده، نتذكر رجلًا لم يكن مجرد شيخ، بل كان نورًا هاديًا في زمن التباس المفاهيم، ومثالًا للتدين الحقيقي المتوازن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق