استضافت لندن، أمس، مؤتمراً حول السودان، بهدف حشد المجتمع الدولي لإنهاء النزاع المدمر، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة، ووسط تقارير دولية تشير إلى أوضاع قاسية على أطفاله.
ولم تُدعَ الحكومة السودانية للمشاركة، وقد احتجت على ذلك لدى المملكة المتحدة، منتقدة «نهج الحكومة البريطانية الذي يساوي بين الدولة السودانية ذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة منذ 1956، وميليشيا إرهابية ترتكب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والفظائع غير المسبوقة ضد المدنيين».
«سلاح الاغتصاب»
من جانبها، حذرت هيئة تابعة للأمم المتحدة من أن «الاغتصاب يستخدم بشكل ممنهج كسلاح» في النزاع.
وقالت المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، آنا موتافاتي، للصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من بورتسودان، أمس، «شهدنا زيادة بنسبة 288 % في الطلب على الدعم المنقذ للحياة لضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي».
وأضافت أن البلاد «تشهد استخداماً ممنهجاً للاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح حرب»، وفق رويترز.
«تدفق الأسلحة والمقاتلين»
بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضرورة وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة إلى السودان، معتبراً أن الطريقة الوحيدة لضمان حماية المدنيين هي إنهاء هذا الصراع «العبثي».
وقال في بيان، أمس، إن «الطريقة الوحيدة لضمان حماية المدنيين هي إنهاء هذا الصراع العبثي، خصوصاً بعد فرار ما يقرب من 12 مليون شخص من منازلهم، في أكبر أزمة نزوح في العالم، فيما عبر أكثر من 3.8 مليون منهم إلى البلدان المجاورة».
«حطمت حياة ملايين الأطفال»
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنه خلال الحرب «ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة ألف في المئة»، مناشدة العالم «عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين».
وقالت المديرة التنفيذية للوكالة الأممية كاثرين راسل، في بيان إن «عامين من الحرب والنزوح حطما حياة ملايين الأطفال في سائر أنحاء البلاد».
«قتل وتشويه واختطاف»
وسلّطت اليونيسف الضوء على «الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرّضهم للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي»، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات «ازدادت بنسبة ألف في المئة خلال عامين» وانتشرت في جميع أنحاء البلاد.
كما أظهرت أرقام من «اليونيسف» أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح ارتفع من 150 حالة مؤكدة عام 2022 إلى نحو 2776 حالة في 2023 و2024.
بالمقابل، «تضاعف خلال عامين عدد الأطفال المحتاجين إلى مساعدات إنسانية، إذ ارتفع من 7.8 مليون في بداية 2023 إلى أكثر من 15 مليون طفل اليوم»، وفقاً لليونيسف.
الخرطوم
عسكرياً، أكد والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن 98 في المئة من العاصمة الخرطوم بات خالياً من قوات الدعم السريع.
أوضح لـ «العربية/الحدث»، أن هناك بعض الجيوب المتبقية في قبضة «الميليشيات».
ورأى أن «استهداف الدعم السريع للمنشآت الخدمية يهدف في الأساس للتضييق على المواطنين»، مؤكداً في الوقت نفسه العمل على حل الأزمات التي تسبب فيها استهداف مرافق الكهرباء والمياه خلال الفترة الماضية.
وأشار حمزة، إلى أن معدلات العودة إلى الخرطوم التي كان يسكنها قبل الحرب نحو 15 مليون نسمة تقريباً، في ارتفاع.
وأوضح أن عمليات العودة الكبيرة تظهر من خلال الكثافة المرورية في الشوارع وتنامي الحركة التجارية، داعياً بقية سكان العاصمة للعودة إلى منازلهم.
كذلك أشار إلى اتخاذهم جملة من التدابير الأمنية التي حسنت من الوضع الأمني، وعودة للمؤسسات والوزارات تدريجياً إلى مقارها بالخرطوم لممارسة مهامها.
«التحدي الأكبر»
وأكد حمزة، أن قطاع الكهرباء والمياه الأكثر تضرراً، موضحاً أن إعادة تأهيلها تمثل التحدي الأكبر للحكومة.
وأشار إلى «العمل على استعادة الخدمات الطبية عقب التخريب الممنهج من جانب الدعم السريع للمنشآت الطبية ونهب أجهزة ومعدات باهظة الثمن ونادرة».
تهجير أكثر من 13 مليوناً
يذكر أن الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، بين رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، أدت إلى كارثة إنسانية هائلة، وتسبب بسقوط عشرات آلاف القتلى وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد في المجاعة.
0 تعليق