هذه المفاوضات المباشرة تؤكد أن البلدين لديهما رغبة في إيجاد حل سياسي، ولعل الكتلة الغربية تملك من الأدوات ما لا يملكه غيرها، بعد خسائر كبيرة تكبدتها إيران ووكلاؤها في المنطقة، إلى حد أصبحت فيه إيران وقيادتها مهددة من الداخل، بعد سلسلة من الضربات العسكرية، وعمليات الاغتيال المعقدة التي قضت على عدد من أهم علماء المشروع النووي الإيراني.
هناك حشد من المتشائمين يرون أن الوصول إلى اتفاق أمر يكاد يكون مستحيلاً، إذ إن هنالك تياراً متشدداً يرى أنه لابد من الحرب إلى آخر رجل، وتياراً استوعب حقيقة أن إيران بدأ يتقلص نفوذها في المنطقة، ولابد من حلول تحميها من الفوضى.
من يشاهد الأحداث الأخيرة يرى إلى أي حد أن إدارة ترامب مستعدة إلى المضي قدماً في التصعيد، لحظة أنْ تدرك أنّ إيران لا يمكن أن تستوعب التغيير الإستراتيجي الذي حدث في المنطقة. الصقور في إدارته أكثر من الحمائم، والساحة الإيرانية الآن أشد سهولة من أي وقت مضى.
الشعب الإيراني نفسه لديه رغبة في السلام، والتفرغ للتنمية، أكثر من أي وقت مضى، بعد أن شاهد كيف أن أحلامه ذهبت أدراج الرياح.
مستقبل المنطقة يتجه إلى الرغبة في تثبيت ما يمكن تثبيته، ولعل التحركات الأمريكية الأخيرة في منطقة الخليج العربي، دليل على أن العصا موجودة، رغم أن الجزرة تتدلى بكل إغراء وجمال.
هنالك فرصة لإيران في السلام والتنمية.
أخبار ذات صلة
0 تعليق