محليات
28

الدوحة - قنا
تبذل القيادة الرشيدة لدولة قطر كل الجهود والمساعي للانفتاح والتواصل والتنسيق مع كافة الأطراف والقوى الدولية، وتسعى لتعميق صداقتها مع مختلف الدول، وفق رؤية حكيمة تتناغم مع المصالح الوطنية للبلاد، وتنسجم مع قواعد القانون الدولي.
وتأكيدا على حرص القيادة الرشيدة على بناء أقوى الروابط مع القوى الكبرى ومراكز صنع القرار في العالم وتماشيا مع الدور المتميز الذي تلعبه دولة قطر على الصعيدين الإقليمي والدولي يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، زيارة إلى روسيا الاتحادية.
وسيجري سمو الأمير المفدى خلال الزيارة مباحثات مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، تركز على سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتكتسب زيارة سمو الأمير للعاصمة الروسية أهمية خاصة سواء من حيث التوقيت أو من جهة القضايا والموضوعات المطروحة أمامها، كونها تتزامن مع سلسلة متغيرات ومستجدات إقليمية ودولية بارزة حيال عدد من القضايا العربية والدولية، وكذلك الأوضاع الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم.
ومن المنتظر أن تعطي الزيارة زخما جيدا للعلاقات القطرية الروسية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والتجارية وقطاع الطاقة، وأن تدفع بعلاقات البلدين نحو آفاق أكثر رحابة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكات بينهما، بما يعود بالنفع على شعبيهما الصديقين وتحقيق المزيد من التعاون المشترك بينهما وكل ما من شأنه تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وتأتي زيارة سمو الأمير المفدى لروسيا الاتحادية في إطار مسيرة العلاقات التاريخية الوطيدة بين الطرفين والتي انطلقت بعد قيام العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي السابق عام 1988، ومن ثم اعتراف قطر رسميا بالاتحاد الروسي في ديسمبر 1991، وقد شهدت هذه العلاقات تطوّراً ملموساً في العقدين الأخيرين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وخصوصاً في مجالي التجارة والاستثمار، حيث أصبحت دولة قطر تحتل مركزاً متقدّماً في قائمة المستثمرين الأجانب في روسيا.
وقد أسهمت زيارات حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى، إلى موسكو في زيادة وتيرة التعاون بين الجانبين، وفتحت مجالات جديدة ونقاشات هامة بين الدوحة وموسكو حول العلاقات الثنائية من جهة، وقضايا المنطقة وسبل حلها من جهة أخرى.
فقد قام سمو الأمير المفدى بزيارة موسكو في يناير لعام 2016، وفي مارس 2018 أيضا قام صاحب السمو أمير البلاد المفدى بزيارة عمل إلى روسيا الاتحادية، بحث سموه خلالها مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، سبل توطيد علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في عدة مجالات من بينها الدفاع والطاقة والاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري والبحث العلمي، كما تناولت المباحثات مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. بينما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إلى قطر في عام 2007، فيما قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارتين رسميتين إلى روسيا عامي 2001 و2010.
وفي يوليو من العام الماضي التقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فخامة الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك على هامش انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة أستانا بجمهورية كازاخستان. وفي أكتوبر لعام 2022، التقى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، فخامة رئيس روسيا الاتحادية، وذلك على هامش انعقاد القمة السادسة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا "سيكا" في أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان.
وفي السادس والعشرين من فبراير الماضي، استقبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، بمكتبه في الديوان الأميري سعادة السيد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، وجرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها لاسيما في مجالات الطاقة والاستثمار، بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية.
وكانت دولة قطر البلد الضيف في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2021، والذي شهد مشاركة قطرية كبيرة، وقد ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كلمة في الجلسة الرئيسية للمنتدى، عبر تقنية الاتصال المرئي، وقد أتاح المنتدى في نسخة ذلك العام منصة مهمة لتعزيز علاقات التعاون المشترك، حيث تم توقيع أكثر من 60 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم بين الشركات والمؤسسات القطرية والروسية في مجالات الأعمال والاستثمار والتجارة والرياضة والسياحة والتعليم وغيرها.
وفي مارس الماضي عقدت في الدوحة، الدورة الخامسة للجنة القطرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني، وترأس الجانب القطري، معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فيما ترأس الجانب الروسي سعادة السيد دينيس مانتوروف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وجرى خلال الدورة استعراض علاقات التعاون بين دولة قطر وروسيا الاتحادية في المجالات الاقتصادية والتجارية والفنية، وآفاق دعمها وتطويرها بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وتنظم العلاقات بين البلدين جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أسهمت في فتح آفاق أرحب للتعاون الثنائي على كافة الأصعدة، لا سيما في المجال الصناعي والتجاري والاستثماري والاقتصادي والطاقة والبنية التحتية وغيرها من المجالات الحيوية الأخرى.
وتلعب المشاورات السياسية والزيارات المتبادلة بين الدولتين على مستوى الوزراء والوفود التجارية والاقتصادية وكذلك مجلس الأعمال القطري الروسي المشترك واللجنة القطرية الروسية المشتركة أدوارا متميزة لتعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها إلى آفاق أوسع واستكشاف الفرص المتاحة للتعاون والشراكة بين الجانبين خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية ودراسة أبرز القطاعات الواعدة للاستثمار المشترك، بالإضافة إلى مناقشة آليات تعزيز الشراكات بين أصحاب الأعمال القطريين والروس.
كما ترتبط قطر وروسيا بعلاقات مشتركة في مجال الطاقة والغاز، حيث إن البلدين عضوان في منتدى الدول المصدرة للغاز، وهنالك علاقات في المجال الاستثماري بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق الاستثمار الروسي.
وتعتبر قطر واحدة من أكبر الدول الخليجية التي لها استثمارات في روسيا، وتقدر هذه الاستثمارات بأكثر من 13 مليار دولار، في مختلف القطاعات بما في ذلك البنية التحتية والطاقة والمصارف.
وعلى الرغم من أن التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموا متصاعدا ومتواصلا في الكثير من المجالات إلا أن طموحات القطاعات والجهات الاقتصادية القطرية والروسية تتطلع لما هو أكبر مما تحقق بكثير، وتعمل على تعزيز علاقات التعاون الثنائي إلى مستويات أعلى، واستغلال الإمكانات الهائلة المتاحة في كلا البلدين.
وعلى الصعيد الإنساني تواصل دولة قطر وساطتها من أجل لم شمل الأطفال مع عائلاتهم في أوكرانيا وروسيا امتدادا لنهجها في الوساطة وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ القانون الدولي، وقد أعلنت في منتصف فبراير الماضي ، عن نجاح وساطتها في لم شمل دفعة جديدة من هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم، في إطار جهودها المستمرة بغرض لم شمل الأسر المشتتة بسبب النزاع بين روسيا وأوكرانيا.
وفي مارس الماضي أيضا أكدت ندوة دولية عقدت في العاصمة الروسية موسكو أهمية دور دولة قطر في الأحداث العالمية، بما في ذلك تسوية الصراع الروسي الأوكراني، وناقشت الندوة، التي نظمتها وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء دور الشرق الأوسط في التسوية الروسية الأوكرانية والتبعات الاقتصادية للصراع على المنطقة، وكذلك تأثير الوضع الدولي الحالي على قضايا الأمن والتجارة والتعاون بين الدول العربية وروسيا.
وعلى الصعيد الثقافي، ترتبط دولة قطر وروسيا الاتحادية بعلاقات ثقافية تمد جسور التواصل بين الشعبين الصديقين، وقد نتج عنها انطلاق فعاليات العام الثقافي (قطر روسيا 2018)، في فبراير من ذلك العام، وشملت الفعاليات باقة متنوعة من الأنشطة الرامية إلى التعريف بالفن والتراث القطري في روسيا، وفي المقابل، تعريف أفراد المجتمع القطري بالتراث الثقافي المتنوع لروسيا.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق