سفيرنا لدى موسكو لـ الشرق: شراكات جديدة مع روسيا في الاقتصاد والطاقة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

4

18 أبريل 2025 , 07:30ص
alsharq

عواطف بن علي

مباحثات لتعزيز التجارة والاستثمارات المتبادلة

قطر وروسيا تدعمان الحلول السلمية للأزمات الإقليمية

الدوحة وموسكو تبحثان التعاون في الزراعة والتكنولوجيا

اللجنة المشتركة تطلق شراكات جديدة في الاقتصاد والطاقة

توافق قطري روسي حول غزة

استثمارات قطرية تتجاوز 13 مليار دولار في روسيا

أكد سعادة الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني سفير دولة قطر لدى روسيا، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى موسكو تمثل دفعة قوية لمسار التعاون الثنائي بين البلدين، سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا، في ظل تطابق وجهات النظر حيال عدد من الملفات الإقليمية والدولية، على رأسها العدوان على غزة، ودعم الاستقرار في سوريا ولبنان والسودان.

وشدد سعادته في حوار لـ»الشرق» أن المحادثات بين سمو الأمير وفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محطة مفصلية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وموسكو على مختلف الأصعدة، مبرزا أن المحادثات ستركز على تنسيق الجهود السياسية، ودعم المبادرات الإنسانية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاستثماري والتجاري. وأشار إلى الطموح المشترك لرفع حجم التبادل التجاري، وتعزيز الاستثمارات القطرية في روسيا التي تجاوزت 13 مليار دولار، فضلاً عن بحث فرص واعدة في مجالات الطاقة، الزراعة، التكنولوجيا، والخدمات.

داعيًا إلى البناء على الزخم الحالي بما يخدم مصالح البلدين ويدعم الاستقرار الإقليمي.

 

◄ سعادة السفير، ما أهمية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المرتقبة إلى روسيا، خاصة في ظل الظروف الدولية الراهنة؟

► زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - أمير البلاد المفدى (حفظه الله) إلى روسيا الاتحادية لها أهمية كبيرة في جميع المجالات ولها دلالات كثيرة. وهذه الزيارة مهمة على مسار تطوير العلاقات مع روسيا الاتحادية الصديقة في شتى المجالات، لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري، وكذلك لدينا تعاون مهم في المجال الإنساني والثقافي وغيرها من المجالات. كما أن الملفات الدولية والإقليمية ستكون حاضرة على طاولة المفاوضات، لا سيما تلك التي تحتاج إلى حلول سريعة.

 

◄ ما أبرز الملفات التي من المتوقع أن تكون على طاولة المحادثات بين الجانبين خلال هذه الزيارة؟

► تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظراً إلى الظروف الدولية الحالية، حيث ستكون المحادثات التي سيجريها حضرة صاحب السمو مع فخامة الرئيس الروسي فرصة ثمينة لمناقشة الكثير من الملفات، على رأسها الوضع في قطاع غزة، وكما تعلمون هناك توافق بين الموقفين القطري والروسي بشأن ضرورة وقف إطلاق النار الفوري وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وكذلك ملفات سوريا ولبنان ودعم الاستقرار في هذين البلدين موضوع مهم للتفاوض بين الدوحة وموسكو.

حرب أوكرانيا

◄ في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، هل سيتم التطرق إلى إمكانية قيام قطر بدور وساطة أو تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية؟

► بشأن الوضع في أوكرانيا، دولة قطر تؤدي دوراً إنسانياً، وذلك بالوساطة في ملف لم شمل الأطفال الروس والأوكرانيين التي فرقتهم الحرب مع عائلاتهم، كما تدعو دولة قطر دوماً لاعتماد الوسائل الدبلوماسية والسياسية لتسوية النزاعات وحل الخلافات.

◄ هل من المتوقع أن تشمل المحادثات تنسيقًا سياسيًا بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، في ضوء الدور القطري في التهدئة والدعم الإنساني؟

► لنكون صريحين في هذا الأمر.. روسيا الاتحادية تؤدي دوراً مهماً في دعم القضايا العربية في المؤسسات الدولية، خصوصاً أن روسيا الاتحادية عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وموقفها مهم لدعم وقف النزاعات في منطقة الشرق الأوسط. وكما تعلمون.. روسيا قدمت عدة مرات مشاريع قرارات في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهذه المشاريع كانت تتطابق مع وجهات نظر ومواقف الدول العربية. وغير ذلك، فإن روسيا الاتحادية من أولى الدول التي أرسلت مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر جمهورية مصر. كل هذا يدل على أن موقف دولة قطر وروسيا الاتحادية بشأن الأوضاع في قطاع غزة متطابق بشكل تام. لقد عبر المسؤولون في دولة قطر وروسيا الاتحادية في العديد من اللقاءات الثنائية في موسكو والدوحة عن الموقف الموحد تجاه الأوضاع في فلسطين. ومن هذا المنطلق، يجري الجانبان تنسيقاً سياسياً على مختلف المستويات لوضع حد للحرب في قطاع غزة.

تنسيق المواقف

◄ ما الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر وروسيا في تنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية في المرحلة المقبلة؟

► يمكن للبلدين التنسيق في مختلف القضايا، وعلى سبيل المثال كما قلنا دعم الجهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودعم الاستقرار في سوريا في ظل الظروف الجديدة، ودعم الاستقرار في لبنان بعد انتخاب الرئيس الجديد وتشكيل الحكومة، ودعم الجهود لوقف الاقتتال في السودان، دعم المحادثات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي. ويمكن لقطر وروسيا أن يؤديا دور الوساطة بين الجهات المختلفة، علماً أن لدى البلدين علاقات قوية مع مختلف الدول. كما أن الجانبين القطري والروسي يستطيعان مناقشة ما هو أبعد من الشرق الأوسط وأفغانستان، وقد تطول المحادثات شمال أفريقيا وسبل تعزيز الاستقرار.

تطوير الاستثمار

◄ من المنتظر أن تركز الزيارة أيضًا على العلاقات الاقتصادية، فما هي أبرز المجالات التي ستتم مناقشة التعاون فيها؟ وهل هناك اتفاقيات سيتم توقيعها؟

► ستركز الزيارة على العلاقات الاقتصادية والتجارية وسبل دعمها بحيث تكون منفعة متبادلة لكلا الجانبين.

لدى البلدين الآن الكثير من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي يمكن توقيعها في مختلف المجالات الحيوية التي قد تدعم البيئة الاستثمارية في كلا البلدين، وأود أن أذكر أيضاً أن هناك محادثات بشأن تطوير العلاقات في مجالات آخرى كالرياضة والتبادل الثقافي.

◄ ما حجم التبادل التجاري بين البلدين حاليًا، وكيف يمكن أن تسهم هذه الزيارة في تعزيزه مستقبلًا؟

► لقد تراجع التبادل التجاري بين البلدين خلال جائحة كورونا ولاحقاً بسبب الأزمة الأوكرانية، لكن بداً من عام 2024م بالتعافي ويحرز تقدماً ملحوظاً. ويعمل البلدان على تنويع التجارة بينهما لدفع التبادل التجاري إلى مستوى جديد، ونتطلع إلى إحراز تقدم في هذا المجال. وكانت هناك تصريحات لسمو الأمير وفخامة الرئيس الروسي حول هذا الموضوع، حيث عبرا عن تصميمهما على الارتقاء بالتبادل التجاري إلى المستوى المطلوب وزيادة الاستثمارات.

شراكة إستراتيجية

◄ كيف ستنعكس هذه الزيارة على تطور الشراكة الاستراتيجية بين قطر وروسيا في المرحلة المقبلة؟

► في جميع المناسبات السياسية أكد البلدان على ضرورة تطوير الشراكة الاستراتيجية، عبر تعزيز التعاون في شتى المجالات الحيوية بالنسبة لكلا البلدين. ويعكس استقبال حضرة صاحب السمو مختلف المسؤولين من روسيا الاتحادية في الآونة الأخيرة، حيث جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، الاهتمام الذي توليه دولة قطر على أعلى المستويات للشراكة مع روسيا الاتحادية.

اللجنة المشتركة

◄ ما أبرز مخرجات الدورة الخامسة للجنة القطرية الروسية المشتركة التي انعقدت مؤخرًا في الدوحة؟ وكيف تعكس نتائج هذه الدورة متانة العلاقات الثنائية في ظل الظروف الدولية الراهنة؟

► للإجابة على هذا السؤال لا بد أن نذكر بأن اللجنة القطرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني انعقدت في مارس الماضي في الدوحة، وهذه اللجنة هي ركيزة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا وقطر. إن الجهود التي تقوم بها اللجنة القطرية الروسية المشتركة تعزز العلاقات وتطورها إلى آفاق واسعة في شتى المجالات، ويتم استكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون المشترك. وتم التوافق بين الجانبين الروسي والقطري في الدوحة خلال الدورة الخامسة على الكثير من نقاط تطوير التعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والنقل والرياضة والثقافة وغيرها. وتتمثل الخطوات المهمة لتطوير العلاقات الاقتصادية بناءً على مخرجات اللجنة المشتركة بين روسيا وقطر في إنشاء نظام تجاري تفضيلي وبحث المشروعات الكبرى في دولة قطر والتي يمكن للشركات الروسية المشاركة فيها وبحث التعاون بين القطاع الخاص القطري والروسي حيث يمكن أن تكون قطر مركزاً للاستثمارات الروسية في منطقة الخليج وبحث تعزيز التعاون بين الجانبين في قطاعات متنوعة، منها التجزئة والضيافة والطاقة وبحث التعاون في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة ومجال الزراعة وبحث اتفاقية التجارة الحرة.

◄ تم الحديث عن تعزيز الاستثمارات المشتركة، ما هي أبرز المجالات التي تم الاتفاق على التعاون فيها اقتصادياً؟

► ليس خافياً على أحد أن دولة قطر تستثمر في روسيا الاتحادية في مختلف المجالات بأكثر من 13 مليار دولار وتسعى إلى زيادة الاستثمارات. يمكن بحث المجالات التي يمكن لدولة قطر الاستثمار فيها لا سيما وأن روسيا تعد سوقاً كبيراً وواعداً ويزخر بالفرص الاستثمارية في كافة القطاعات، ويتم بحث المجالات التي يمكن لروسيا الاتحادية الاستثمار فيها في دولة قطر. ولا شك أننا نشجع المستثمرين القطريين على الدخول في شراكات وإنشاء تحالفات تجارية ومشاريع استثمارية مع نظرائهم الروس بما يعود بالفائدة على اقتصاد البلدين. وستشمل الاستثمارات القطاع المالي، والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، ووسائل النقل، والصناعة، والطاقة المتجددة، والصناعات الدوائية وغيرها من المجالات الحيوية.

◄ كيف تنظرون إلى مستقبل الاستثمارات القطرية في روسيا في ضوء تنامي العلاقات الثنائية؟ وهل هناك مشاريع جديدة قيد التنفيذ؟

► دولة قطر تولي اهتماماً كبيراً في التعاون مع روسيا الاتحادية في مجال الطاقة، فكلا البلدين عضوان في منظمة الدول المصدرة للغاز، فلا شك أن أهم الاستثمارات القطرية ستكون في مجال الطاقة. وكما قلت فإننا نسعى أيضاً إلى تعزيز الاستثمارات، لكن لتنفيذ ذلك لا بد من دعم تنويع التجارة المتبادلة وزيادة حجم التبادل التجاري بين قطر وروسيا وتوسيع التجارة بين البلدين على أساس الأسواق المالية في آسيا ومناطق أخرى من العالم.

من المهم تعزيز الترابط بين البلدين في مجالات التعاون من خلال تحديد نقاط القوة المشتركة من خلال الحوار في المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية التي تعقد في كلا البلدين وعلى المستوى الدولي... وكذلك مناقشة الحلول الدولية للأزمات حول العالم التي أثرت بشكل سلبي على التنمية المستدامة وحتى على الأمن الغذائي العالمي، وكما تعلمون فإن كل هذا يؤثر على دعم قطاع الاستثمارات.

 

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق