البطاطس المحلية... «ملكة الخضراوات» تنافس المستورد في موسم الحصاد

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحتل البطاطس المركز الثالث كأكبر حجم إنتاج زراعي في الكويت، بعد الطماطم، والخيار، وبأكثر من 11 في المئة من إجمالي إنتاج الخضراوات، بواقع 23 ألف طن سنوياً.

وفيما يظل الإنتاج من البطاطس محلياً غير قادر على تغطية السوق الاستهلاكي في الكويت طوال العام، إلا أنه يحاول بجدية منافسة المستورد من السعودية ومصر والأردن ولبنان وسورية وباكستان، بزيادة مواسم حصادها بالكويت من مرتين إلى 3 مرات في العام.

«ملكة الخضراوات» أو«الخضار الأصفر»، كما يُطلق عليها، تُعد من أكثر المحاصيل الزراعية انتشاراً في العالم، كما أنها واحدة من أشهر الأطعمة، ولها قيمة غذائية صحية عالية ومحبَّبة لدى الكثير من الناس.

وتُعد البطاطس ضيفاً شبه دائم على مائدة الطعام في الكويت، نظراً لكونها طبقاً رئيساً في إحدى الوجبات اليومية، سواء في الفطور أو الغداء أو العشاء، كما يحرص الكثير من المزارعين على زراعة كميات كبيرة منها، لما لها من قيمة اقتصادية عالية، وطلب مضاعف خلال وفرة الإنتاج المحلي، الذي غالباً ما يكون فترتين.

يبدأ موسم زراعة البطاطس بالكويت في سبتمبر من كل عام، وأيضاً خلال يناير، ويستمر حصاده حتى مايو، لكن هناك مَنْ يُضاعف جهوده للظفر به 3 مرات في العام.

«إمبراطورية البطاط»

«الجريدة» شاركت حصاد البطاطس في واحدة من أبرز المزارع إنتاجاً لها في الكويت، وتحديداً بمنطقة العبدلي الزراعية، التي يصفها المزارعون بأنها «إمبراطورية البطاط»، وهي مزرعة ورثة بدر الضبيب، والتقت المزارع صالح بدر الضبيب، الذي وصف البطاطس بأنها «ملكة الخضراوات»، مؤكداً أنها غذاء متكامل وصحي.

وذكر الضبيب أن زراعة البطاطس تحتاج إلى 90 يوماً حتى يمكن حصادها، موضحاً أنه خلال السنة تتم زارعتها في الكويت مرتين، فيما يتم تكثيف الجهود لزراعتها وحصادها 3 مرات، نظراً لكثرة الطلب عليها، وقدرة مزرعته على إعطاء المزيد من إنتاج البطاطس الأرضية.

ولفت إلى أن مزرعة بدر الضبيب تقدِّم ما يقارب من 30 إلى 40 في المئة من إجمالي الإنتاج السنوي للبطاطس في الكويت، مؤكداً على الجودة العالية لها، نظراً للعناية التامة من جميع المزارعين في العبدلي والوفرة، ووفرة الإنتاج بأحجام مختلفة التي تُزرع من دون مواد قد تؤثر على عوامل الإنتاج الصحي.

الموطن الأصلي

ووفق الدراسات التاريخية، فإن الموطن الأصلي للبطاطس هو جبال الانديز بأميركا الجنوبية، ومنذ أكثر من أربعة قرون اشتهرت البطاطس بأنها من أكثر المحاصيل وفرة للغذاء، وهي محصول تنمو ثماره تحت الأرض، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من العديد من الأطباق في العالم، فهو محصول غذائي يُزرع في كل أنحاء العالم، وهي مصنفة في المركز الرابع من حيث الأهمية، بعد القمح، والأرز، والذرة. وتحتاج البطاطس إلى رعاية خاصة عند تخزينها، إذ تخزن في مستودعات باردة، لتجنب فسادها.

عالمياً، نشرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، التابعة للأمم المتحدة، قائمة بأكبر دول العالم إنتاجاً لمحصول البطاطس، وقد جاءت كالتالي:

الصين: 95.57 مليون طن، ثم الهند 56.17 مليون طن، فأوكرانيا 20.9 مليون طن. كما تُعد الصين أيضاً الأكثر استهلاكاً لها، بواقع 25 مليون طن سنوياً.

وبالنسبة لأكبر الدول العربية المنتجة للبطاطس بالعام، تأتي مصر بالمرتبة الأولى بما يقارب 6.15 ملايين طن، والجزائر ثانية بـ 4.3 ملايين طن، والمغرب ثالثاً بـ 1.76 مليون طن.

وتحتوي البطاطس على العديد من العناصر الغذائية، ولتناولها بعض الفوائد الصحية، أهمها حماية العظام، لأنها تحتوي على الكثير من المغذيات الضرورية والمفيدة، مثل: الحديد، والفسفور، والكالسيوم، وهذا يعني أن تناولها يساعد على حماية العظام وتعزيز صحتها.

في المقابل، يلعب الحديد والزنك دوراً كبيراً في تصنيع الكولاجين المهم للحفاظ على صلابة العظام.

وتعزز البطاطس صحة القلب، حيث تحتوي على الألياف الغذائية والبوتاسيوم، وفيتامين ج وفيتامين ب6، وجميعها تعمل على تعزيز صحة القلب، وحمايته من الإصابة بالأمراض المختلفة، فهذه المكونات والمغذيات تعمل على ضبط مستويات الكوليسترول في الدم، وبالتالي خفض خطر الإصابة بأمراض القلب.

ومن أهم فوائد البطاطس، أنها تعمل على خفض خطر الإصابة بالسرطان، من خلال احتوائها على حمض الفوليك، الذي يلعب دوراً مهماً في إصلاح الشيفرة الوراثية المتضررة في الجسم، ومنع الخلايا السرطانية من الانتشار.

كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في البطاطس تعمل على خفض مستويات الجذور الحرة في الجسم، والتي تُسهم في رفع خطر الإصابة بالسرطانات المختلفة.

وتُعد البطاطس مناسبة لفقدان الوزن، وذلك يتوقف على طريقة طهيها، حيث تحتوي المقلية منها على سعرات حرارية عالية ودهون غير صحية، وهذا من شأنه أن يسبِّب زيادة الوزن، فيما تحتوي البطاطس المسلوقة أو المخبوزة على سعرات حرارية ودهون أقل بكثير.

كما يساعد البوتاسيوم على توسيع الأوعية الدموية والحفاظ على استرخائها، ما من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على مستويات ضغط الدم.

وأيضاً يدعم هذا النوع من الخضار، خفض خطر الإصابة بالالتهابات، وتعزيز عملية الهضم في الجسم، وهو مفيد لتفتيح وترطيب البشرة، مع إعطائها مظهراً شاباً، علاوة على خفض فترة الإصابة بنزلة البرد.

مطالب بزيادة الدعم وحل مشاكل الكهرباء والماء

دعا المزارع صالح الضبيب إلى تحسين دعم المزارعين لزراعة البطاطس، لما لها من قيمة غذائية عالية وطلب كبير في السوق المحلي، لافتاً إلى أن هيئة الزراعة تضع 50 فلساً دعماً للكيلو، ومن الممكن رفعه إلى 70 فلساً، لزيادة الإنتاج المحلي.

وبيَّن أن أكبر مشكلة يعانيها المزارعون، هي انقطاع الكهرباء وعدم وصول كميات المياه بشكل متواصل، ما يحد من وفرة الإنتاج. وأشار إلى أن المزارعين يعتمدون على المولدات الكهربائية المؤقتة، داعياً إلى حل هذه المشكلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق