- فيصل الحمود: الأمم لا تتقدّم إلّا بالعلم على أيدي شبابها نواة مستقبلها
- السفيرة الأميركية: الجامعات الأميركية تفتح ذراعيها للطلبة أمثالكم
- صادق المطوع: 48 عاماً من تميّز BSK... والذكاء الاصطناعي بات شريكاً لنا
- فيرا المطوع للطلبة: لا يمكن لأي روبوت أن يحلّ محلّ إبداعكم
- استخدموا التكنولوجيا بحكمة لكن لا تدعوها تُسيطر عليكم
في ليلتين مُضيئتين بنجاحاتٍ كُتبت بحروف الشغف والإصرار، احتفلت المدرسة البريطانية بالكويت BSK بكوكبةٍ جديدة من أبنائها وبناتها الخرّيجين، في «مهرجان الإنجاز والتخرّج 2025»، الذي امتدّ على مدى يومين من الفرح والفخر، في فندق «الريجنسي».
مساء الإثنين 14 أبريل كان مخصّصاً لتكريم طلبة الصف 11، فيما خُصّص مساء الثلاثاء 15 أبريل لطلبة الصفين 12 و13، فكان لكل أمسية طابعها الخاص، وكل لحظة فيها تُشبه وهج المستقبل الذي ينتظر الطلاب والطالبات الخرّيجين.
لم يكن الحفلان مجرّد مناسبة سنوية، بل لحظة انتصارٍ لرحلةٍ تربوية وإنسانية امتدت لسنوات، نضج فيها الطلبة فكراً وشخصية، وتفتحت أحلامهم على أبواب المستقبل، مع احتفال المدرسة بمرور 48 عاماً من التميّز في خدمة التعليم، بحضور حشد من المسؤولين والشخصيات الأكاديمية والسفراء والدبلوماسيين.
تزيّنت القلوب قبل القاعة، وتجلّى الاعتزاز في كلمات ضيوف الشرف والأساتذة والمُربّين وأولياء الأمور، الذين اجتمعوا لتكريم جيلٍ استثنائيٍّ، يحمل في روحه نور المعرفة، وفي عقله أدوات التغيير، وفي قلبه إنسانية تستحق كل الأمل.
كانت لحظات مُفعمة بالمشاعر، بين دموع فخرٍ على المنصّة، وابتسامات فرحٍ في العيون، وأحلامٍ تُحلّق في الأفق.. كأنّ المستقبل كان يلوّح من بعيد لهؤلاء الخرّيجين، قائلاً لهم: أنتم مستعدّون.
مؤسسة تعليمية عريقة
وفي الكلمة الرئيسية خلال الحفل، هنّأ المستشار في الديوان الأميري الشيخ فيصل الحمود الطلبة الخرّيجين وأوصاهم بالاستمرار في التحصيل العلمي للوصول إلى شهادات أكبر، مثل الماجستير والدكتوراه، مثمناً جهودهم وجهود أولياء أمورهم.
وأعرب الحمود عن تأثره الشديد لرؤية الفرحة في عيون أولياء الأمور والطلبة، متمنياً لهم كل الخير والتوفيق.
وأشاد بالطالبة فاطمة الشواف التي تلت آيات من القرآن الكريم في بداية الحفل، معلناً أن تكريمها في الديوان الأميري، في إطار حرصه الدائم على دعم الشباب.
ونوّه بـ«المدرسة البريطانية بالكويت» (BSK) «المؤسسة التعليمية العريقة التي تتمتع بخبرات لعقود طويلة» في التعليم، مشيراً إلى أنه كان قد حضر احتفالاً لها منذ سنوات.
وإذ أعرب عن فخره بـ«مؤسساتنا التعليمية الرائدة»، أكد الحمود أن «الأمم والشعوب والدول لا تتقدم إلا بالعلم والمعرفة والثقافة والإدراك على أيدي شبابها الذين هم نواة لمستقبلها».
الانفتاح على الاستكشاف
من جهتها، هنّأت السفيرة الأميركية كارين ساساهارا الطلبة الخرّيجين، وشجّعتهم على اكتشاف شغفهم والسعي وراءه بكل قوة، داعية إياهم إلى البقاء منفتحين على الاستكشاف، وعدم الخجل من المواضيع التي تبدو مُرهقة أو غير مألوفة.
وقالت السفيرة في كلمتها: «اغتنموا الفرص التي تدفعكم خارج منطقة راحتكم، لكن الشغف وحده لا يكفي، بل يجب أن يُسترشد بالتوجيه، ويُعزز بالانضباط، ويُعمّق بالالتزام»، مشيرة إلى أن العديد من المبتكرين والقادة وصانعي التغيير العظماء في عصرنا وجدوا طرقاً لدمج الشغف بالهدف.
ورحّبت السفيرة بالطلبة الذين سيدرسون في الولايات المتحدة، قائلة: «يُشرّفنا أن نرحب بكم وندعم مسيرتكم الأكاديمية»، مشيرة إلى أن الجامعات الأميركية تولي قيمةً كبيرةً للطلبة أمثالكم، الذين يتمتعون بأسس أكاديمية متينة، ورؤىً عالمية، وشجاعة لتحقيق أحلامهم.
مواصلة العطاء
بدوره، أعرب رئيس مجلس الإدارة في المدرسة صادق المطوع عن خالص الفخر والاعتزاز بما وصلت إلى «المدرسة البريطانية بالكويت» (BSK) من مستوى مميّز، من خلال ما تُقدّمه من تعليم متطوّر ووسائل تعليمية حديثة، مع احتفالها هذا العام بمرور 48 عاماً على تأسيسها.
ولفت المطوع إلى أهمية الخطوة التي قامت بها المدرسة بإدماج الذكاء الاصطناعي في برامجها بعدما «أصبح شريكاً في قراراتنا، ومساعداً في أعمالنا، ومؤثراً في مجال الإبداع، ولم يعد خيالاً علمياً».
وتوجه بالتهنئة إلى الطلبة الخرّيجين طالباً منهم «الاستمرار في مواصلة العطاء وبذل الجهود لتنجحوا وتنالوا شرف خدمة أوطانكم».
فخر عظيم
وفي كلمتها خلال الحفل، توجهت المؤسِسة والمديرة العامة للمدرسة فيرا المطوع إلى الخرّيجين بالقول: «رؤيتكم وأنتم تستعدون لدخول المستقبل، تملؤني فخراً عظيماً. لقد وصلتم إلى المدرسة بشغف، والآن تقفون أمامنا شباباً بالغين وواثقين، وقادرين.. مع خطواتكم نحو المستقبل، تذكروا أن الحياة تدور حول التوازن. اعملوا بجدّ، لكن لا تنسوا الاستمتاع. اسعوا للنجاح، لكن ليس على حساب اللطف. ابقوا على تواصل لكن ليس فقط من خلال الشاشات، بل من خلال المحادثات الحقيقية، والتجارب المشتركة، والعلاقات الهادفة».
وبعد تأكيدها أهمية الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المُعزّز في حياتنا اليومية، خاطبت الطلبة بقولها «تذكّروا دائماً أنه لا يمكن لأي تطبيق، ولا اختصار، ولا روبوت محادثة أن يحل محلّ إبداعكم، أو فضولكم، أو متعة اكتشاف الأمور بأنفسكم. استخدموا التكنولوجيا بحكمة، لكن لا تدعوها تُسيطر عليكم».
الدكتور حمد ياسين: لا تبحثوا عن الوظيفة... بل عن الشغف
عبّر الدكتور حمد ياسين، الأستاذ المشارك في مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت ومعهد دسمان للسكري والباحث الزائر بمستشفى مايو كلينيك، في كلمة له خلال الحفل، عن تقديره للطلبة الخرّيجين، وحثهم على مواصلة مسيرة النجاح، مؤكداً أن «الإصرار لا يُولد من الراحة، بل من التحديات».
وإذ دعاهم إلى الإيمان بأنفسهم وعدم الخوف من العقبات، قدّم لهم بعض النصائح أهمها عدم التوقف عن التعلّم لأن العلم لا ينتهي عند التخرّج، والبحث عن الشغف لا فقط عن الوظيفة، والحفاظ على الإنسانية لأن «التكنولوجيا قد تغيّر العالم، لكن القِيَم هي التي تحميه».
مديرة المدرسة: نرعى المُفكّرين والمُبتكرين ونساعد كل طالب لتحقيق أقصى إمكاناته
عبّرت مديرة المدرسة إيما بوي عن الفخر الشديد بالإنجازات الرائعة للطلبة، الذين «يشكّلون جيلاً رائعاً نفخر به جميعاً».
وأكدت في كلمتها، خلال الحفل، أن المدرسة تولي اهتماماً بالغاً لإعداد الطلبة في عالم دائم التغيّر ومليء بالفرص التي ينبغي اغتنامها والتحديات التي ينبغي التغلّب عليها.
وقالت إنه «في عالم تكنولوجي متسارع تُهيمن عليه الابتكارات الجديدة والذكاء الاصطناعي، لن يتوقف نجاح طلابنا في المستقبل على معارفهم فحسب، بل على مساهماتهم أيضاً.. وتظل مهمتنا هي ضمان تخرّجهم في المدرسة مزوّدين بالمعرفة والمهارات والشخصية اللازمة للنجاح».
وأضافت أن «التزامنا برعاية المفكرين والمبتكرين وقادة الغد أقوى من أي وقت مضى، حيث نوفر لهم أفضل الفرص الأكاديمية والتوجيهية طوال فترة دراستهم»، مشيرة إلى أن الفلسفة التعليمية للمدرسة تقوم على ركيزتين أساسيتين هما التوقعات العالية والدعم القوي.
وأكملت «بينما نشجع كل طالب على السعي لتحقيق أقصى إمكاناته، فإننا ندرك أنه لا يمكن أن يتطور بالفعل إلا عندما يشعر بالسعادة والرفاهية والدعم الكافي. لذلك، نركز بشكل كبير على توفير رعاية قوية ونهج شخصي يركز على تلبية الاحتياجات المتنوعة والمتطورة للطلبة».
وختمت بالقول: «إن النجاح الباهر للطلبة ليس حدثاً مفاجئاً، بل هو تتويجٌ مُلهمٌ لأسسٍ أُرسيت بحبٍّ وبُنيت باجتهادٍ على مدى سنواتٍ طويلة».
0 تعليق