القمة الافتتاحية لمبادرة "بالعربي" تناقش سبل تعزيز حضور اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

16

19 أبريل 2025 , 10:33م
alsharq

مبادرة "بالعربي"

الدوحة - قنا

 سلّطت القمة الافتتاحية لمبادرة "بالعربي"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الضوء على سبل تعزيز حضور اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.

وشهدت القمة، في يومها الأول، جلسة استكشافية ناقشت مشروع "فنار"، وهو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي باللغة العربية، طوّره معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، بهدف تعزيز استخدام اللغة العربية والحفاظ على حضورها في الفضاء الرقمي، بما يتماشى مع الخصوصية الثقافية العربية.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد الطباخ، عالم رئيسي في معهد قطر لبحوث الحوسبة، أن المشروع يأتي استجابة للتحديات التي فرضها الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعلى رأسها التحيز اللغوي والثقافي.

وقال الدكتور الطباخ إن تقنية "تشات جي بي تي"، التي ظهرت في عام 2022، أحدثت تأثيراً كبيراً في مختلف القطاعات، إلا أن هذه النماذج غالباً ما تميل إلى دعم اللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية، مما يؤدي إلى تهميش الثقافة العربية والإسلامية، نظراً لأن طريقة تدريبها لا تراعي خصوصية المجتمعات العربية واحتياجاتها.

وأشار إلى أن مشروع "فنار" يسعى لسد هذا الخلل من خلال توفير محتوى عربي عالي الجودة يُسهم في تحقيق التوازن الرقمي، لافتاً إلى أن المحتوى العربي لا يشكّل سوى 0.5 بالمئة من إجمالي المحتوى الرقمي العالمي، مقابل أكثر من 50 بالمئة للمحتوى باللغة الإنجليزية، ما يعكس حجم التحدي. وأضاف أن المنصة تهدف إلى تحقيق توافق ثقافي، بالنظر إلى أن اللغة العربية ليست فقط وسيلة تواصل، بل تحمل في طياتها هوية وثقافة وقيماً تختلف جذرياً عن النماذج الغربية، موضحاً أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية لا تعكس هذه الخصوصية، ما يستدعي تطوير نماذج تفهم السياق العربي وتُجسّد ملامحه.

وتناول الدكتور الطباخ مفهوم "السيادة الرقمية" كأحد محاور المشروع، مبينا أن الاعتماد الكامل على التكنولوجيا الغربية يحدّ من قدرة المجتمعات العربية على المشاركة الفاعلة، ويجعلها مجرد مستهلكة. وأوضح أن مشروع "فنار" يثبت إمكانية امتلاك أدوات التقنية والمعرفة والمحتوى، مؤكداً أن امتلاك الذكاء الاصطناعي يُشكّل بوابة لبناء القدرات، خاصة في ظل ضعف الإمكانات لدى العديد من الدول لتطوير نماذجها الخاصة. ونوّه بأن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تأهيل كفاءات عربية قادرة على توجيه تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يخدم أولويات المجتمعات العربية.

وفي ختام حديثه، شدّد الدكتور الطباخ على أن تجربة وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمات، لا سيما في قضية فلسطين، أثبتت أن من يمتلك التكنولوجيا يمتلك حرية التعبير، قائلا : "مشروع فنار ليس مجرد مبادرة لغوية، بل رؤية شاملة نحو مستقبل رقمي عربي مستقل، يعكس ثقافتنا، ويحمي لغتنا، ويمنحنا القدرة على الإسهام في تشكيل التكنولوجيا، بدلا من أن نكون ضحايا لتحيزاتها".

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق