غزة.. موت ببطء تحت حصار الاحتلال ومصر تتحرك على كل الجبهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

“لا حياة هنا”.. لم يعد هذا مجرد تعبير مجازي، بل واقع مرير يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة تحت الحصار الإسرائيلي الخانق. لا مساعدات إنسانية تدخل، ولا كهرباء أو مياه تكفي للبقاء، ولا حتى هدنة قصيرة تسمح بالتقاط الأنفاس. فالرصاص لا يصمت، والقصف لا يتوقف، والمصير معلّق بين التهجير القسري أو الموت البطئ.

وفي مشهد يُلخص قسوة الاحتلال، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخرًا ليعلن صراحة: “لن نسمح بدخول المساعدات إلى غزة”، في اعتراف رسمي باستخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، ضاربًا بكل القوانين الإنسانية عرض الحائط.

غزة

غزة.. موت ببطء تحت حصار الاحتلال ومصر تتحرك على كل الجبهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه - 5 - سيناء الإخبارية

هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير دفع مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، للتحذير من دخول القطاع مرحلة متقدمة من المجاعة، خاصة مع تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وانتشار الأمراض، وتدهور البيئة الصحية بفعل النزوح المستمر وشحّ المياه النظيفة.

أخبار تهمك

“بلبن” من الصعود السريع إلى السقوط المدوي.. أزمة قانونية وشكوك تلاحق العلامة التجارية

غزة تحت وطأة القصف… أزمة صحية خانقة تهدد حياة الآلاف وسط استهداف المرافق الطبية - 3 - سيناء الإخبارية

غزة تحت وطأة القصف… أزمة صحية خانقة تهدد حياة الآلاف وسط استهداف المرافق الطبية

ولم يكن القطاع الصحي بمنأى عن الكارثة، حيث حذر مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة، من فقدان ما يقرب من 39% من رصيد الأدوية و57% من المستلزمات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والفشل الكلوي، الذين توفي منهم بالفعل نحو 45% بسبب نقص الأدوية والمياه الصالحة.

موت ببطء تحت حصار الاحتلال

غزة.. موت ببطء تحت حصار الاحتلال ومصر تتحرك على كل الجبهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه - 7 - سيناء الإخبارية

في مواجهة هذا المشهد الكارثي، تواصل مصر تحركاتها الدبلوماسية والإنسانية لرفع المعاناة عن غزة، رافضة تمامًا أي محاولات لفرض التهجير القسري على سكانها. وتؤكد القاهرة، في كل محفل، أن استقرار المنطقة يبدأ بحل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن للفلسطينيين دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد مؤخرًا تحركات دبلوماسية حثيثة شملت لقاءات مع قادة مؤثرين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجولات خليجية استراتيجية شملت قطر والكويت، للتأكيد على الرفض المصري القاطع لمشاريع التهجير ودعم موقف عربي موحد لإعادة إعمار غزة.

وفي هذا السياق، تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، هدفه حشد الدعم التنموي والإنساني، وتنفيذ رؤية متكاملة لإعادة بناء القطاع دون المساس بحقوق الفلسطينيين في أرضهم.

غزة.. موت ببطء تحت حصار الاحتلال ومصر تتحرك على كل الجبهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه - 9 - سيناء الإخبارية

من جانبها، أعلنت نقابة المهندسين المصرية، من خلال لجنتها الاستشارية، جاهزيتها الكاملة للمشاركة الفعالة في جهود الإعمار، ووصفت المهمة بأنها “واجب قومي وإنساني”. وقال المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، إن غزة ستعود للحياة بأيدي المهندسين المصريين، وإن النقابة وضعت رؤية فنية شاملة للمرحلة العاجلة من إعادة الإعمار.

وشدد النبراوي على أن ما دمرته آلة الحرب، ستعيده سواعد المهندسين، داعيًا كافة المؤسسات المهنية والهندسية العربية والدولية للمشاركة في جهد جماعي يعيد الحياة لقطاع غزة، ويحفظ كرامة شعبه.

غزة.. موت ببطء تحت حصار الاحتلال ومصر تتحرك على كل الجبهات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه - 11 - سيناء الإخبارية

ومن جانبه، أوضح المهندس طارق وفيق، وزير الإسكان الأسبق ورئيس لجنة الإعمار العاجل، أن خطة البناء تتضمن توفير 125 ألف وحدة سكنية مؤقتة، وتحديد 30 موقعًا في 7 محافظات بغزة لإعادة الإعمار، إلى جانب شبكات البنية التحتية والطرق والمياه، مع الأخذ في الاعتبار البعد الاقتصادي والاجتماعي لضمان استدامة الحياة.

إن ما يجري اليوم ليس فقط معركة بقاء في غزة، بل هو اختبار حقيقي لضمير العالم، ومصر تدرك جيدًا حجم المسؤولية التاريخية، وتتحرك على أكثر من صعيد لحماية الفلسطينيين من مخطط التهجير، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، في معركة لا تُخاض بالسلاح فقط، بل بالإرادة، والعدالة، والإنسانية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق