شبَّه السياسي والناشط الجنوب أفريقي اليهودي أندرو فاينستاين، خلال تصريح له، النضال الفلسطيني من أجل التحرر بالكفاح التاريخي ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، معبرًا عن استنكاره لـ“ازدواجية المعايير” التي تتبنّاها الدول الغربية في تصنيف الحركات والمنظمات “إرهابية”.
من إرهابي إلى رمز عالمي للسلام
قال فاينستاين، الذي شغل سابقًا مقعدًا في برلمان جنوب إفريقيا تحت قيادة نيلسون مانديلا:
“وصم المجتمع الدولي مانديلا بالإرهابي قبل أن يتحول إلى رمز عالمي للسلام والعدالة، اليوم تُوصم حماس – التي انتخبت ديمقراطيًا في غزة عام 2006 – بالإرهاب بسهولة، في حين لا يُسمّى نتنياهو أو جيش الاحتلال بأنهم إرهابيون رغم إدانتهم بملاحقات دولية.”
وأضاف:
“هذا الانحياز يعكس نظرة أحادية للطرف الفلسطيني، في حين تعاملت القوات الغربية مع أنظمة أكثر تطرفًا بأسلوب مختلف.”
تحدٍّ لاستقلالية الجامعات والسياسات الغربية
انتقل الحديث لاحقًا إلى تدخل الحكومات الغربية في المؤسسات الخاصة، عندما رفض فاينستاين تشابه معالجة إدارة ترامب لحركة حماس مع دعمها لأنظمة فصل عنصري سابقًا. وسأل:
“لماذا لا تُعزل إسرائيل اليوم كما طُرِد نظام الفصل العنصري؟”
وأشار إلى تاريخ التعاون العسكري والتكنولوجي بين جيشَي جنوب إفريقيا وإسرائيل ما قبل تسعينيات القرن الماضي، معتبرًا أن “إعلان المقاطعة آنذاك عاد بالنفع على حركة التحرر”، ومتسائلًا عمّا إذا كان “العالم سيجد ذات الحكمة في مقاطعة إسرائيل”.
متى ينصف التاريخ نضال الفلسطينيين؟
استشهد فاينستاين بتجربة مانديلا نفسه، قائلًا:
“مارغريت تاتشر ورونالد ريغان دعما نظام الفصل العنصري ورفضوا الاعتراف بشرعية نضال مانديلا. اليوم، التاريخ هو من أنصفه. والسؤال الأهم: متى سينصف العالم نضال الفلسطينيين؟”
وأضاف أن أصدقاءه الجنوبيين “لم يصدّقوا” كيف تُدان حركة مقاومة نقابية ديمقراطية، بينما تُغضّ الدول الغربية الطرف عن “انتهاكات جسيمة” ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين.
اليهودي الذي اختار فلسطين
في موقف لافت، قال فاينستاين:
“كوني يهوديًّا هو ما يدفعني للدفاع عن فلسطين. شعبنا تعرَّض للقمع والهولوكوست، ونحن ندرك معنى أن تكون ضحية. واجبنا الأخلاقي أن نقف ضد كل أشكال القمع. لن أكون حرًّا حتى يصبح الشعب الفلسطيني حرًّا.”
وأوضح أن هذا الموقف لا يتناقض مع تاريخ الشعب اليهودي بل يرتبط به: “إننا من أكبر الضحايا، ونعرف قيمة العدالة أكثر من غيرنا.”
تجربة فساد تجارة السلاح
اختتم فاينستاين حديثه باستعراض رحلته المهنية التي بدأت عام 2001 عند تأليفه كتابه الأول عن فساد صفقة الأسلحة في جنوب إفريقيا.
تقول سيرته الذاتية إنه استقر لاحقًا في لندن ليصبح من أبرز المحققين في تجارة السلاح العالمية، وألف كتابًا يكشف عن “فساد مخيف في واحدة من أخطر الصناعات سرية في العالم”.
0 تعليق