غزة: التكايا أغلقت والمجاعة تحاصر النازحين

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

شهر على استئناف الحرب.. والمخابز توقفت عن إنتاج الخبز
21 أبريل 2025 , 07:00ص
alsharq

أوان فارغة وأمعاء خاوية بطوابير النازحين

❖ غزة - محمد الرنتيسي

بعد شهر على استئناف الحرب، تبدو صور المجاعة الآخذة في التمدد كبقعة زيت في عموم أنحاء قطاع غزة، إذ يلف زنار الجوع أجساد الغزيين المنهكة، وتحديداً في مدينة رفح، التي تئن تحت وطأة حصار مطبق، وغارات عنيفة، وهجوم بري.

أكثر من 18 شهراً على حرب الإبادة في قطاع غزة، ولم تعد مشاهد الغارات المتواصلة على مدار الساعة، وما يرافقها من دماء وأشلاء ونزوح وتشريد، جديدة على أهل غزة، لكن كل هذا يهون على المجاعة المستفحلة، كما يقول نازحون جوعى، لا همّ لهم سوى البحث عن بقية من طعام، بعد أن توقفت الحياة.. التكايا جاعت، والمخابز لا تصنع الخبز، ولم يبق منهما سوى الاسم.

 ويعاني النازحون الجدد الذين خرجوا من رفح تحت القصف العنيف والغارات المتواصلة، حالة غير مسبوقة من الجوع، وباتوا أمام كارثة حقيقية يقفون على تخومها، منهم من عاش المجاعة الأولى، لكن الحالية تبدو أشد فتكاً، كما يقولون.

ويروي مواطنون أنهم خرجوا من بيوتهم وخيامهم على عجل، بلا أي طعام أو متاع، وحتى مراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) فقد توقفت عن توزيع المساعدات الإنسانية، بسبب استمرار اغلاق المعابر، وعليه، فالمجاعة أخذت تتعمق وتشتد في قطاع غزة.

وتشتكي النازحة عبير أبو شاب، من قلة الطعام لأطفالها ووالدها الجريح، مبينة أنها تقضي ساعات طويلة بحثاً عما تسد به رمقهم، وكثيراً ما تعود بذات الأواني الفارغة، مبينة أن الجوع تحول إلى سلاح فتاك لتهجير السكان وإجبارهم على النزوح. وتقول: «الجيش الإسرائيلي اجترح وسائل أشد قسوة، باستخدام سلاح التجويع، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، المجاعة أخذت تستفحل، وبتنا نخشى على حياة أطفالنا.. الجوع فاق كل أنواع الأسلحة الفتاكة». وتضيف لـ»الشرق»: «لولا صرخات صغاري لما خرجت، ولبقيت أنتظر الموت في خيمتي مع والدي الذي أقعدته الإصابة، لكن ما ذنب هؤلاء الأطفال الذين دفنت براءتهم تحت الركام والدمار»؟.

في قطاع غزة، يمضي النازحون في معركة البحث عن الطعام على طريقة (إما قاتل وإما مقتول).. فإما أن يقتلوا الجوع ويتصدون للمجاعة بأرواحهم، وإما أن يُقتلوا بعد أن ينالوا شرف المحاولة، ولا شيء يدفعهم لهذا سوى رؤية أجساد أطفالهم الغضة وهي تذوي أمام أعينهم، فلا يأبه أحد لما يمكن أن يجره عليه عناء البحث عن الطعام، وليس أدل على هذا من تكدس طوابير الجوعى أمام التكايا ومراكز توزيع المساعدات، رغم أنها أقفلت أبوابها قسراً.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق