من فرط الحركة إلى القلق.. رحلة مواجهة اضطراب نقص الانتباه

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من التحديات الصحية التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم؛ إذ يتجلى في صعوبات التركيز، السلوك الاندفاعي، وفرط النشاط.

ووفقًا لموقع «Only my health» الهندي، فإن هذه الحالة لا تقتصر على أعراضها الأساسية، بل غالبًا ما تترافق مع القلق، سواء كنتيجة مباشرة للاضطراب أو كحالة نفسية موازية، كما أن هذا التداخل يُعقد عملية التشخيص والعلاج، ويضع المصابين أمام عقبات كبيرة في تحقيق التوازن النفسي والعملي.

وفي حواره مع «Only my health»، قال استشاري أول وطبيب عام بمستشفى شاردا في نويدا الهندي الدكتور شري كومار سريفاستاف، إن ما يصل إلى 50% من الأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه يعانون أيضًا من اضطرابات القلق، مما يجعل التفريق بين أعراض الاضطرابين أمرًا صعبًا.

وأشار إلى أن الشخص الذي يُعاني من صعوبة في تنظيم مهامه أو الالتزام بالمواعيد قد يواجه قلقًا متزايدًا بشأن أدائه، وهو ما قد يتطور بمرور الوقت إلى اضطراب نفسي مزمن.

وأضاف أن هذا الارتباط يرجع إلى عوامل عدة، أولها الإجهاد المزمن الناتج عن تحديات الاضطراب، مثل صعوبة التركيز أو اتخاذ قرارات متسرعة قد تؤدي إلى تراكم التوتر وتحوله إلى قلق، والخوف من الفشل أو الانتقاد، الناتج عن التعليقات السلبية المتكررة في البيئات الأكاديمية أو المهنية، وصعوبة تنظيم العواطف، وهي سمة شائعة للاضطراب، تُفاقم التوتر والانفعالات، وأخيرًا، يُسهم النشاط الذهني المفرط، مثل التفكير المتسارع والقلق المستمر، في محاكاة أعراض القلق أو تفاقمها.

أخبار ذات صلة

 

وأكد أن التفريق بين القلق الناتج عن اضطراب نقص الانتباه واضطرابات القلق المستقلة يُعد خطوة حاسمة، فالقلق المرتبط بالاضطراب غالبًا ما يظهر في سياق تحديات محددة، مثل نسيان المهام أو سوء إدارة الوقت، ويتبع نمطًا ظرفيًا مرتبطًا بالفوضى أو الاندفاع، بدلاً من أن يكون قلقًا عامًا مستمرًا، مؤكدًا أن أعراض مثل التهيج أو التقلبات المزاجية قد تشير إلى أن الاضطراب هو السبب الجذري.

ولإدارة هذا التحدي المزدوج، أوصى «سريفاستاف» باتباع نهج شامل يجمع بين العلاج الطبي والنفسي وتعديلات نمط الحياة، إذ يمكن للأطباء النفسيين تقييم الأعراض ووصف أدوية، مثل المحفزات أو الأدوية غير المحفزة، لتخفيف أعراض الاضطراب، مما يُقلل من محفزات القلق.

وأكد أن ممارسات اليقظة الذهنية، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق، تسهم في تهدئة الأفكار المتسارعة وتعزيز الاستقرار العاطفي، كما أن استخدام أدوات تنظيمية، مثل التقويمات الرقمية أو التذكيرات البصرية، يُقلل من التوتر الناتج عن الفوضى.

وشدد «سريفاستاف» على أن الرياضة مثل الجري أو السباحة وسيلة فعالة لتحسين المزاج، وزيادة التركيز وتخفيف القلق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق