في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، حذفت الحكومة الإسرائيلية منشوراً نشرته على منصة إكس يتضمن تعزية رسمية بوفاة البابا فرنسيس، الذي توفي يوم الإثنين 21 أبريل الجاري عن عمر ناهز 88 عاماً. ولم تقدم وزارة الخارجية الإسرائيلية أي توضيح رسمي لأسباب الحذف، مما أثار موجة من التكهنات والانتقادات داخل الأوساط الدبلوماسية وخارجها.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم إن المنشور، الذي تضمن عبارة «ارقد بسلام، البابا فرنسيس.. لتكن ذكراه مباركة إلى جانب صورة للبابا خلال زيارته للقدس، نُشر بالخطأ.
وأشار المسؤولون إلى أن إسرائيل كانت قد ردت في السابق على تصريحات البابا المنتقدة للحرب على قطاع غزة خلال حياته، ولن تصدر تعليقات إضافية بعد وفاته.
ووفقاً لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، تم حذف المنشور بعد ساعات قليلة من نشره، مع إصدار تعليمات صارمة لجميع البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية حول العالم بإزالة أي منشورات مماثلة.
هذا القرار أثار استياءً كبيراً بين السفراء الإسرائيليين، خصوصاً في الدول ذات الأغلبية الكاثوليكية، إذ حذر بعضهم من ضرر جسيم لصورة إسرائيل أمام ملايين الكاثوليك حول العالم.
ووفقاً لتقارير إعلامية قال أحد السفراء في محادثات داخلية عبر تطبيق «واتساب»: «نحن نحذف تغريدة بريئة تعبر عن تعازٍ أساسية، ومن الواضح أن السبب الوحيد هو انتقاد البابا لإسرائيل بسبب الحرب في غزة».
وأشارت تقارير إعلامية إسرائيلية، من بينها صحيفة «معاريف»، إلى أن القرار قد يكون مرتبطاً بالعلاقة المتوترة بين تل أبيب والبابا الراحل، الذي ندد مراراً بالحرب على غزة، واصفاً إياها في مذكراته بـ«الوحشية» ضد الأبرياء.
أخبار ذات صلة
وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال السفير الإسرائيلي السابق لدى إيطاليا، درور إيدار، إن إسرائيل لا ينبغي أن تشارك في جنازة البابا إذا كانت لديها كرامة وطنية»، متهماً البابا بـ«تحريض معاداة السامية» خلال الحرب.
من جانبها، هاجمت صحيفة «جيروزاليم بوست» مواقف البابا الراحل، واعتبرتها متحيزة وغير متوازنة، متهمة الفاتيكان بتضخيم الروايات الفلسطينية وتجاهل المخاوف الإسرائيلية.
وتأتي هذه الأزمة في وقت يستعد فيه الفاتيكان لإقامة جنازة البابا فرنسيس يوم السبت 26 أبريل في كنيسة القديسة مريم الكبرى، وفقاً لوصيته التي دعت إلى جنازة بسيطة.
وتستمر اجتماعات الكرادلة لإدارة المرحلة الانتقالية وإعلان الكرسي الشاغر.
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد توتراً بين إسرائيل والفاتيكان، فقد سبق أن أثارت تصريحات البابا فرنسيس حول الحرب في غزة انتقادات إسرائيلية، فيما دافع الفاتيكان عن مواقفه بأنها جزء من دعوته للسلام وحل الدولتين.
0 تعليق