شاركت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة فى المؤتمر العربى السنوى الذى يأتى تحت عنوان «التوجهات الحديثة فى التربية الخاصة لتنمية قدرات الطفل فى الطفولة المبكرة» بالقاهرة.. ومؤكدة أن الدولة المصرية لديها كوادر مهنية تتمتع بخبرات طبية وتربوية متميزة، تمكنها من تحسين جودة الحياة والعلاج والدمج للأشخاص ذوى الإعاقة. وأن السنوات الخمس الأولى تُعد من أهم المراحل العمرية ومن ثم أهمية الجهود المبذولة من المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة والجهات المعنية وخاصة قطاع الصحة والتعليم والتضامن للكشف على الأطفال ذوى الإعاقة، خاصة الإعاقات التى تبدأ منذ الولادة إلى عمر ست سنوات، وتوفير الرعاية المتكاملة لهم ولأسرهم فى مرحلة الطفولة المبكرة.
وأضافت.. التدخل المبكر مع الإجراءات المصاحبة له يهدف إلى سرعة تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية الشاملة والتى تماثل خدمات الوقاية والرعاية الصحية الأولية وبرامج تأهيلية وتربوية ونفسية عدة تتكامل فيما بينها، حيث يؤكد المجلس على الدور المهم للجهات المعنية، وفى مقدمتها وزارة الصحة لتقديم خدمات التدخل المبكر مباشرة للأطفال وأولياء أمورهم، إلى جانب أهمية تقديم هذه الخدمات المبكرة على مستوى البيئة والمجتمع المحلى من خلال التقليل من الحواجز أو العوائق المتواجدة فى البيئة المحلية، وهذا ما يسعى إليه المجلس فى خططه وسياساته، بالإضافة إلى تطوير وتحسين إجراءات السلامة المتوفرة، ومن ثم العمل أيضاً على تعزيز وتنمية برامج التوعية الاجتماعية مع الوزارات والهيئات بمشكلات الإعاقة والآثار السلبية المترتبة عليها، لافته إلى أن مراحل النمو الأولية تعتبر ذات أهمية بالغة بنمو الطفل وتكيفه، وعليه فإن التدخل المبكر فى هذه المرحلة سوف يسهم فى تنمية قدرات الطفل العقلية والحركية وتحسين سلوكه الاجتماعى والانفعالي، كما تعتبر الدراسات الميدانية وما ترتب عنها من تحسن ملموس لدى الحالات المستفيدة أكبر دليل على قيمة تلك البرامج وآثارها الايجابية.
وأوضحت أن توفير هذه البرامج قد يخفف أو يمنع الإعاقة، وبالتالى يحد من تحويل أعداد كبيرة من الحالات إلى برامج التربية الخاصة، ما يؤدى بالتالى إلى تخفيف الجهد والتكلفة المادية المتوقعة لاحقاً.
كما أكدت الدور المهم الذى تقوم به التربية الخاصة فى الطفولة المبكرة من خدمات تربوية ومساندة للأطفال، حيث إن التدخل المبكر يعود إلى الخدمات المقدمة للأطفال الرضع والدارجين من عمر يوم واحد وحتى سن العامين، مشيرة إلى الخدمات الطبية والأسرية التى تقد م بين التربية الخاصة والتدخل المبكر، حيث إن التدخل المبكر يقدم خدمات خصيصاً للأطفال الرضع ممن تتراوح أعمارهم بين يوم وثلاث سنوات، لتلبية احتياجاتهم فى المجالات النمائية المتضمنة النمو الحركى والمعرفى والتواصلى والاجتماعى والانفعالى.
تابعت أنه من الضرورى الإشارة لدور الأسرة فى برامج التدخل المبكر، لأن أساس توفير الخدمات الفعالة فى التدخل المبكر يرتكز على تطوير علاقات عمل إيجابية مع الأسر، هذه العلاقة الإيجابية ضرورية من أجل تحقيق نتائج فعالة لكلٍّ من الطفل والأسرة معاً، ويظهر تأثير دور الأسرة ضمن البرامج الخاصة بالتدخل المبكر ، حيث إن هذا التدخل بفاعلية أمر مهم وحيوى خاصة أهمية المرونة الآباء، نظراً لاختلاف آباء الأطفال ذوى الإعاقة فى مدى تفهمهم وقبولهم، واستعداداتهم للتدخل ضمن البرامج العلاجية والخدمات المقدمة للطفل من ذوى الإعاقة، فمشاركة الآباء وتدخلهم قد يكون لهما تأثير إيجابى أيضاً فى تعاملهم مع كل أطفالهم
شددت «المشرف العام على المجلس» على ضرورة تزويد الأطفال الرضع من ذوى الإعاقة بالخدمات العلاجية وبالنشاطات التى تستهدف توفير الإثارة الحسية لهم، والاهتمام بدور الوالدين كمعالجين مساعدين أو كمعلمين لأطفالهم ذوى الإعاقة والدور المهم للنظام الأسرى بوصفه المحتوى الاجتماعى ذا التأثير الأكبر على نمو الطفل، فقد أصبح دعم الأسرة وتدريبها وإرشادها الهدف الأكثر أهمية، لأن التدخل المبكر يعد من أنجح الطرق لدعم الأطفال ذوى الإعاقة ويقلل من آثارها المستقبلية على قدر فاعلية التدخل الذى تم فى المراحل العمرية الأولى، لذلك يجب تضافر جهود الجميع حكومة وقطاع خاص والاختصاصيين كافة للعمل على التطوير والتدخل المبكر نحو مستوى أعلى ووضعه فى قائمة الأولويات التى تهم الأطفال ذوى الإعاقة خاصة فى ظل التقدم السريع الذى يشهده العالم فى التكنولوجيا والتعليم والصحة.
0 تعليق