الجمعة 13/ديسمبر/2024 - 09:28 م 12/13/2024 9:28:49 PM
تحدث الكاتب الكبير عبد الرحمن الخميسي في عدد من المقالات عن قصة لقاءه بسعاد حسني، وجمع الدكتور أحمد الخميسي هذه المقالات ونشرها في كتاب صدر عن دار أطياف للنشر والتوزيع تحت عنوان "القديس والسندريلا" وفي المقالات يشرح الخميسي الكبير عن قصة أول لقاء مع سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسني.
عبد الرحمن الخميسي
يقول عبد الرحمن الخميسي: "ليس من عيب هنا أن أقرر بأن سعاد حسني، عاشت حياتها الأولى في ظروف صعبة، لقد رأيتها أول مرة حين كانت في الخامسة عشرة من عمرها، فتاة رقيقة الحال، تعيش مع سبعة هم أفراد الأسرة، في بيت متواضع عبارة عن شقة مؤلفة من غرفتين وصالة، ولم يكن هناك من دخل الأسرة غير راتب زوج والدتها الأستاذ عبدالمنعم حافظ، غير أنه لم تنقض أشهر قليلة حتى انتقلت كوثر إلى بيت زوجها المهندس، وكان أيضًا يقع في حي شبرا، ثم ما لبث عبدالمنعم أن نجح في إلحاق زوجته بعمل متواضع كان يدر جنيهات محدودة كل شهر، ومع ذلك فقد كان ملحوظًا أن دخل الأسرة لا يفي باحتياجاتها الضرورية. وقد سألت السيدة جوهرة ذات يوم: أليست نجاة الصغيرة أخت سعاد وصباح كما علمت؟
قالت السيدة جوهرة: نعم.
قلت: وهل تعاون نجاة الصغيرة أختيها؟
قالت: إنهما ليستا غير أختين من الأب.. أنا لست أم نجاة الصغيرة، ونحن نعرف أنها تعيش في رغد، لكنها تساعد أخواتها من أمها فقط.. أما سعاد وصباح فلا أحد يساعدهما.
ويضيف: "ورحت أفكر بيني وبين نفسي كصديق للأسرة، في وسيلة لرفع دخل هذه العائلة الطيبة، وبخاصة حين أخبرني عبدالمنعم أنه يقتطع نصف راتبه الشهري، ويرسله لأولاده من زوجتيه الاثنتين السابقتين! ولعل راتبه في ذلك الحين، لم يكن يزيد على ثلاثين جنيهًا شهريًا!.
سعاد حسني
ويكمل: "وذات مساء، اتجهت إلى زيارة الأسرة وأحضرت لنا سعاد بكرمها منذ صغرها، أقداح الشاي الساخن، كان الوقت شتاءً، ولون الليل يبدو من نوافذ الغرفة مشويًا بزرقة صافية، وأرسلت بصري عبر الشباك إلى الخارج، كانت أضواء كابية تشع من نوافذ البيوت المجاورة، وفكرت كم من مشكلة تسكن كل بيت من تلك البيوت، ترى.. هل تتشابه مشاكل الناس؟ الأرجح أنها تختلف، ولكنها على كل حال مشاكل آه لو يستمع من هم خارج المنازل إلى زفير الآهات التي تتردد خلف الجدران! ونظرت إلى وجه سعاد كان طاهرًا بريئًا وعيناها تشعان ذكاءً متقدًا وطيبة غامرة، وعندئذ، لاحت لي الفكرة، فنقلت بصري إلى عبدالمنعم قائلًا: لقد وجدتها.
قال: ماذا؟
قلت لسعاد: عندي اقتراح لك.
قالت: تفضل.
قلت: ما رأيك لو وجدنا لك عملًا؟
قالت: بكل سرور.. ولكن أي عمل؟
قلت: سأكلم أحد أصدقائي، وسوف نرتب كل شيء.
قالت: وما هو المطلوب مني؟
قلت: شيء واحد فقط.. أن تتعلمي الكتابة على الآلة الكاتبة.
السندريلا والقديس
واختتم: "ولم تنبس سعاد بكلمة وفوجئت بشفتيها ترتعدان، وبدمع مباغت ينهمر من مقلتيها، وقد خيل إليّ أنها تنظر إلى فراغ، ثم نهضت مرة واحدة، وانطلقت إلى خارج الغرفة، ماذا جرى؟ لماذا بكت سعاد؟.
0 تعليق