أوضح المحلل السياسي السوداني محمد الياس أن العنف ضد النساء في السودان تفاقم بشكل كبير بسبب الحرب التي اندلعت في 25 أبريل من العام 2003، ما أدى إلى خلق ظروف معقدة تهدد حياة النساء والأطفال.
وذكر الياس، لـ"الدستور" أن الحرب في السودان لم تؤدِ، فقط، إلى تدمير البنية التحتية، بل أسفرت أيضاً عن زيادة حالات الاستغلال الجنسي للنساء في المناطق المتأثرة بالصراع، حيث لا تتمتع النساء بأي حماية كافية.
توسع الحرب في السودان والعديد من المناطق
وأشار إلى أن الحرب الحالية في السودان قد توسعت رقعتها لتشمل العديد من المناطق، ما أدى إلى تفشي الاعتداءات الجنسية على النساء بشكل مضاعف مقارنة بفترة ما قبل الحرب.
وأوضح أن البيانات المتاحة من الوحدات الحكومية والمنظمات تشير إلى أن الاعتداءات الجنسية على النساء قد ازدادت بشكل ملحوظ بسبب غياب الحماية سواء في مناطق سيطرة الأطراف المتنازعة أو في مناطق النزوح.
وأكد إلياس أن النساء يعانين من استغلال جنسي من قبل المقاتلين من كلا الطرفين، وكذلك من العصابات والمتفلتين الذين استغلوا الفوضى الأمنية في البلاد، مضيفًا أن هناك حالات متعددة لنساء تعرضن للاعتداءات الجنسية في مناطق النزوح من قبل المقاتلين وأشخاص آخرين استغلوا الفقر المدقع وضعف الأوضاع الأمنية، ما جعل النساء عرضة لاستغلال جنسي واسع النطاق.
ولفت المحلل إلى أن المنظمات الحقوقية والنسوية قد أطلقت نداءات عاجلة لحماية النساء من هذه الاعتداءات الجنسية، حيث يعاني السكان المدنيون، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، من أوضاع إنسانية كارثية نتيجة النزاع المستمر والنزوح الجماعي إلى مناطق أخرى، سواء داخل السودان أو إلى الدول المجاورة.
وأوضح أن الوضع الأمني المتدهور قد أسفر عن ارتفاع حالات الحمل غير المرغوب فيه والإجهاض، حيث تعرضت العديد من الفتيات والنساء للاعتداءات الجنسية من قبل المقاتلين وأشخاص آخرين استغلوا حالة الفوضى والضعف التي تعيشها النساء في هذه المناطق المتأثرة بالصراع.
في الختام، شدد الياس على أن الحرب في السودان أصبحت حرباً على أجساد النساء، وأكد أن هذه الانتهاكات لا تؤثر فقط على النساء في حد ذاتهن، بل تمثل تهديداً لأمن المجتمع ككل، حيث أن الاعتداءات الجنسية في هذه الفترة تشير إلى تحول خطير في طبيعة الحرب وتأثيراتها الاجتماعية.
0 تعليق