تتبوأ دولة قطر مكانة مرموقة في قطاع النقل الجوي على الصعيد العالمي، وقد تمكنت من تحقيق هذا بفضل جهودها الحثيثة في توقيع وتطوير اتفاقيات النقل الجوي مع مختلف دول العالم، ما ساهم في تعزيز موقعها كمركز طيران عالمي.
وتعتبر الاتفاقيات الثنائية والشاملة التي وقعتها دولة قطر في مجال النقل الجوي بمثابة حجر الزاوية في تعزيز مكانتها كواحدة من أهم مراكز الطيران في العالم. وهذه الجهود تعكس رؤية قطر الطموحة في أن تكون لاعباً رئيسياً في قطاع الطيران العالمي، من خلال توسيع شبكة وجهات الناقل الوطني الجوية وتطوير وتحسين علاقات تعاونها مع بقية الدول في هذا المجال.
وفي هذا الإطار شاركت الهيئة العامة للطيران المدني، في النسخة الـ (16) للمؤتمر الدولي لمفاوضات الخدمات الجوية «إيكان 2024»، التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، والذي انعقد في مدينة كوالالمبور في ماليزيا في الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر الماضي بوفد ترأسه السيد محمد بن فالح الهاجري المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني.
ويُعد مؤتمر (إيكان) أكبر فعالية دولية من نوعها للتفاوض والتباحث حول شؤون النقل الجوي. حيث شكل هذا الحدث فرصة هامة للمشاركين للتعرف على اتجاهات وقضايا صناعة الطيران الحالية، وتبادل الخبرات في هذا المجال. هذا إلى جانب ما وفره من فرص للتفاوض على اتفاقيات الخدمات الجوية على أساس ثنائي أو متعدد الأطراف بين وفود الدول المشاركة في المؤتمر، وذلك بهدف مواكبة التطور المتسارع في صناعة النقل الجوي على المستوى العالمي.
وفي سياق متصل وقّعت دولة قطر اتفاقية خدمات جوية بالأحرف الأولى مع جمهورية كوبا، إلى جانب توقيعها مذكرة تفاهم لزيادة حقوق النقل بين البلدين. وذلك خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي لمفاوضات الخدمات الجوية «إيكان 2024».
وأسفرت المباحثات الثنائية التي تم عقدها بين دولة قطر وجمهورية مالاوي خلال هذا المؤتمر عن نتائج إيجابية تمثلت بتوقيع اتفاقية خدمات جوية بالأحرف الأولى، وتوقيع مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي. كما وقّعت دولة قطر اتفاقية خدمات جوية مع جمهورية سورينام، ومذكرة تفاهم مع كل من كمبوديا وكندا وأوغندا.
وقّع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم السيد محمد بن فالح الهاجري، المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني.
كما عقدت الهيئة العامة للطيران المدني خلال مشاركتها في المؤتمر جلسات مباحثات ثنائية مع سلطات الطيران المدني لكل من المملكة المتحدة وهونغ كونغ وتنزانيا وماليزيا وكوريا الجنوبية ونيجيريا وسويسرا. حيث اجتمع السيد الهاجري مع رؤساء ومدراء سلطات هيئات الطيران المدني في تلك الدول، كلا على حدة، وذلك بهدف تعزيز سبل التعاون في مجال الطيران المدني وتطوير وتوطيد العلاقات في مجال النقل الجوي.

قطر رئيساً للجنة النقل الجوي في «إيكاو»

فازت دولة قطر، في شهر يونيو الماضي برئاسة لجنة النقل الجوي في منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو». وقد انتخب ممثلو الدول الأعضاء في مجلس المنظمة السيد عيسى عبد الله المالكي، مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة «إيكاو»، رئيساً للجنة، وذلك خلال اجتماع مجلس المنظمة في شهر يونيو 2024 والذي انعقد في مقرها بمدينة مونتريال الكندية.
ويمثل انتخاب دولة قطر لهذا المنصب تأكيداً من قبل المجتمع الدولي لدورها الريادي وإسهاماتها الفعّالة في إيجاد حلولٍ لمختلف التحديات التي تواجه صناعة الطيران المدني الدولي، كما يعكس ثقة الدول الأعضاء في المنظمة بالمكانة العالمية التي تحظى بها دولة قطر في مجتمع الطيران المدني منذ انتخابها عضواً بمجلس المنظمة عام 2022.
جدير بالذكر أن لجنة النقل الجوي (ATC) هي هيئة فرعية تابعة لمجلس منظمة إيكاو وهي مسؤولة عن تقديم المساعدة والمشورة بشأن قضايا النقل الجوي على النحو المبين في اتفاقية الطيران المدني الدولي. وتوصي اللجنة بتبني المعايير وأفضل الممارسات ذات الصلة بالنقل الجوي، كما توفر معلومات مهمة للدول المتعاقدة بهدف المساعدة في تطوير الاتفاقيات الدولية والسياسات الحكومية المتعلقة بالنقل الجوي.

الأمين العام لـ «إيكاو» يشيد بجهود قطر

أعرب خوان كارلوس سالازار غوميز أمين عام منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» عن تقديره لجهود دولة قطر البارزة والتزامها الدائم بتطوير الطيران المدني الدولي، وتواجدها ومشاركتها في مثل هذه الأحداث الدولية والإقليمية المتعلقة بالطيران المدني.
جاء ذلك خلال مشاركة الهيئة العامة للطيران المدني بصفة مراقب، في الاجتماع الثاني عشر لمديري الطيران المدني في أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، الذي عقدته منظمة (إيكاو) في دولة بليز، وذلك بحضور مديري هيئات الطيران المدني في تلك المنطقة، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في قطاع الطيران.
وخلال الاجتماع، قدمت الهيئة ورقة عمل لخصت فيها جهود دولة قطر وسعيها المستمر لتعزيز العلاقات متعددة الأطراف مع منظمة الإيكاو والدول الأعضاء فيها. كما ركزت الهيئة من خلال هذه الورقة على مدى استعداد دولة قطر لدعم التنفيذ الفعال لمعايير الإيكاو والممارسات الموصى بهاSARPs في الدول الأعضاء، وذلك من خلال تقديم مقترح لتطوير سبل التعاون المشترك وإقامة الشراكات الاستراتيجية.
وحظي هذا المقترح بتأييد ممثلي الدول الأعضاء في الإيكاو وأصحاب المصلحة في صناعة الطيران المدني.
وتتبوأ دولة قطر مكانة دولية مرموقة في مجال النقل الجوي والتسهيلات، وتعمل على المضي قدما لضمان تحسينه وتطويره وتحقيق الاستدامة والأمن والسلامة في هذا المجال ومواجهة كافة التحديات التي يعيشها مجتمع الطيران، وتعزيز مقاومة هذا القطاع للمخاطر الناشئة التي قد تؤثر على عمليات النقل الجوي، كالأوبئة والأزمات الصحية، إلى جانب حرصها الدائم على المشاركة في أهم المؤتمرات وعلى استضافة فعاليات الطيران المدني الدولي بما يخدم تحقيق كافة أهداف منظمة «إيكاو».

تطوير الشراكات مع «آسيا الوسطى» والتعاون التشغيلي مع «أفكاك»

عقدت الهيئة العامة للطيران المدني، اجتماعاً مشتركاً مع سلطات الطيران المدني لكل من كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان، وقرغيزستان، في شهر أكتوبر الماضي بمدينة سمرقند في أوزبكستان. وتناول الاجتماع مناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون في مجال الطيران المدني، وبحث آفاق تطوير الشراكات الاستراتيجية.
ترأس الوفد القطري السيد محمد بن فالح الهاجري، المكلف بتسيير أعمال الهيئة. كما شارك في الاجتماع كل من السيد طاهر نزاروف، المدير العام لسلطة الطيران المدني الأوزبكي، والسيد نظرزود حبيب الله تيمور، مدير وكالة الطيران المدني الطاجيكية، والسيد بوسطونوف دانيار قواتبيكوفيتش، مدير وكالة الطيران المدني القيرغيزية، والسيدة تومبييفا سالتانات إركينوفنا، عضو مجلس إدارة الطيران المدني في كازاخستان.
كما وقّعت الهيئة العامة للطيران المدني في العاصمة السنغالية داكار، مذكرة تفاهم مع المفوضية الأفريقية للطيران المدني (أفكاك)، تنص على تعزيز التعاون التشغيلي والفني في العديد من المجالات المتعلقة بقطاع الطيران المدني، كالسلامة الجوية وأمن الطيران والتسهيلات والنقل الجوي وحماية البيئة ومجال التدريب وتبادل الخبرات.
ويأتي هذا التوقيع في إطار حرص الطرفين على تعزيز سبل التعاون في مجال الطيران المدني وخلق علاقة شراكة قوية بينهما، والسعي لتحقيق مزيد من التقدم في هذا المجال، من خلال تنسيق بعض الأنشطة والمشاريع والبرامج المشتركة وتبادل المعلومات، لخدمة مصالحهما المشتركة وتحقيق هدفهما المتمثل في تطوير نظام نقل جوي آمن وموثوق وفعال ومستدام بيئياً في الطيران المدني الدولي. كما أنه يأتي انطلاقاً من كون دولة قطر شريكاً استراتيجياً هاماً للمفوضية الأفريقية للطيران المدني (أفكاك) ولكافة الدول الأعضاء فيها.

تحديث بنود اتفاقية الخدمات الجوية مع الجزائر

عقدت الهيئة العامة للطيران المدني في أكتوبر الماضي جلسة مباحثات ثنائية مع الوكالة الوطنية للطيران المدني الجزائرية، وذلك في مدينة الجزائر، حيث أسفرت هذه المباحثات عن التوصل إلى تحديث بنود اتفاقية الخدمات الجوية بين قطر والجزائر، والتوقيع عليها بالأحرف الأولى. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لفتح الأجواء وزيادة حقوق النقل بين البلدين، مما يتيح للناقل الوطني (الخطوط الجوية القطرية) حرية التشغيل بأي عدد من رحلات الركاب والشحن بين الدوحة والجزائر، وهو ما يعزز الروابط الاقتصادية والسياحية بين البلدين. كما تضمنت الجلسة مناقشة العديد من الأمور من بينها السلامة الجوية، والأمن والتسهيلات، والأرصاد الجوية والشؤون القانونية. هذا إلى جانب التباحث في أهمية وضرورة تنسيق المواقف في المنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز التعاون وتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الطيران المدني.