قال المهندس مصطفى النجاري، رئيس لجنة الأرز بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن السوق المحلي يشهد في نهاية كل عام ظاهرة موسمية تؤثر على حركة الطلب، مشيرًا إلي أن التجار في هذه الفترة يركزون على تسوية حساباتهم المالية سواء في البنوك أو في السوق، وهو ما يقلل من عمليات الشراء الجديدة بشكل كبير، مؤديًا إلى انخفاض الطلب العام على السلع، بما فيها الأرز، وهذه يؤدي في النهاية إلى حالة من الاستقرار النسبي في الأسعار لدى المنتجين والمصدرين.
وأضاف النجاري قي تصريحات خاصة لـ"الدستور": أن الإنتاج المحلي من الأرز يغطي احتياجات السوق المصري بالكامل، مما يجعل الأرز في موقع مستقر نسبيًا من حيث العرض، مشيرًا إلى وجود تغيرات ملحوظة في نمط استهلاك المواطنين نتيجة تراجع القدرة الشرائية خلال الفترة الأخيرة، وهذا التغير دفع العديد من الأسر إلى تقليل استهلاك الأرز أو اللجوء إلى بدائل غذائية أرخص تكلفة مثل البطاطس، التي انخفضت أسعارها مؤخرًا، والمكرونة التي ظلت أسعارها ثابتة مقارنة بالأرز، مما جعلها خيارًا اقتصاديًا لبعض الشرائح.
وأشار المجاري إلى أن الطلب على الأرز حتى مع الانخفاض الموسمي، يظل محفزًا للسوق ويعطي إشارات إيجابية بالنسبة لدورة الإنتاج، كما أن الأسواق تتكيف بشكل سريع مع هذه التغيرات المؤقتة، خاصة أن نهاية العام تعد فترة انتقالية تستعيد الأسواق نشاطها بعدها مع دخول العام الجديد.
وأكد رئيس لجنة الأرز علي أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي لمصر، حيث يتمتع الأرز بإنتاج محلي جيد يغطي كافة الاحتياجات الداخلية دون أي أزمات، ومع ذلك، مشددا على ضرورة أن تظل الجهات المسؤولة والتجار مرنين في التعامل مع هذه التغيرات في نمط الطلب، من خلال توفير الأرز بأسعار مناسبة تضمن استمرارية استهلاكه كأحد العناصر الغذائية الأساسية.
وأشار إلى أن استقرار الأسعار في الوقت الحالي ليس نتيجة لنقص الطلب فقط، بل أيضًا بسبب التوازن بين الإنتاج والاستهلاك ومع حلول العام الجديد، من المتوقع أن تعود حركة السوق إلى طبيعتها مع زيادة الطلب، مما يعيد تنشيط قطاع الأرز كجزء مهم من الاقتصاد الزراعي المصري.
0 تعليق