عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاجتماع الرابع لمجلس أمناء الاتحاد في دورته السادسة على مدار يومين، استعرض خلاله جدول أعماله الذي تضمن تقارير الرئاسة والأمانة وما يتعلق بقضايا المسلمين عموما، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وتقدم مسؤولو الاتحاد بالشكر لدولة قطر وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على توجيهاته بتهيئة مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وقرر مجلس الأمناء في ختام الاجتماعات، استمرار الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية وبخاصة في غزة وإيلائها المزيد من العناية في المجالات التي تلبي الاحتياجات الأساسية من غذاء، ودواء، وكساء، وإيواء.
ودعا إلى تحريك الأمة وتفعليها قادة وشعوبا لإيقاف العدوان، وإلى التآخي بين الأمة والعلماء وبين المنكوبين.
وأكد الاتحاد وقوفه مع الشعب اللبناني في دفاعه عن سيادته وأرضه ضد العدوان الصهيوني، داعياً إلى مساندة الشعب اللبناني ومد يد العون والدعوة إلى إعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
وأشار الاتحاد إلى أنه يتابع الأحداث المتسارعة في سوريا وما قد تؤول إليه من تطور، داعيا الله تعالى أن يحفظ الشعب السوري من كل سوء، وأن يحقق له تطلعاته وأمنه واستقراره، ويؤكد وحدة أراضيه، ويقف مع مطالبه العادلة.
وأوضح الاتحاد أنه يتابع ما يجري في مختلف الدول الإسلامية من تحديات كبرى التي توجب على الأمة الوقوف معها ومساندتها في محنتها، ويؤكد حق الشعب السوداني وتطلعه، ويقف معه في محنته، مطالباً الأمة بالقيام بواجبها نحو الشعب السوداني الشقيق وقضيته العادلة، وأعلن الاتحاد عن تأييده حكومة السودان الشرعية، والوقوف مع سائر الشعوب الإسلامية في قضاياها ومحنتها في اليمن والعراق وتركستان وكشمير والصومال الروهينجا والهند وغيرها، كما طالب الاتحاد الدول الإسلامية برفع الظلم عن المعتقلين والمسجونين، داعيا إلى سرعة الإفراج عنهم.
البيان الختامي
نوه الاتحاد في البيان الختامي بضرورة تفعيل أهدافه والالتزام بها منطلقا من الاستراتيجيات وأهدافها ومشاريعها التي انبثقت من الجمعية العمومية في المجالات كلها، وعلى رأسها الرسالة العلمية والنهوض بالأمة التي أنشئ لأجلها الاتحاد واستثمار ذلك في النهوض الحضاري بالأمة وعمارة الأرض.
ودعا الاتحاد علماء الأمة ونخبها ومكوناتها إلى القيام بدورهم وتعزيز حضورهم في حمل المشروع الإسلامي الحضاري، كما أكد الحفاظ على القيم المشتركة بين الشعوب بشتى ثقافاتها التي تحمي الإنسانية وكرامتها وفطرتها، وأعرب عن استيائه وأسفه لما آل إليه حال العديد من الشعوب الإسلامية والإنسانية عموما من صراع وحروب وكراهية.
وأشار الاتحاد ما سبق من بياناته وفتاواه في القضية الفلسطينية وموقفه الواضح الذي لا يتزحزح حيال ذلك، والذي عبرت عنه بياناته وفتاواه من أول لحظاتها التي استنكرت جريمة العصر المتمثلة في الإبادة الوحشية للإنسان والحجر والشجر في غزة وفلسطين.
وأعرب عن بالغ أسفه واستنكاره وتنديده بالموقف المتخاذل لكثير من الدول الإسلامية الذي لم يرق إلى مستوى المسؤولية التي يحتمها الشرع والضمير الإنساني قبل الواجب الأخوي والجوار، لافتا إلى أن الصمت والتخاذل ساهما في إمعان العدو المحتل الصهيوني في سفك الدماء وانتهاك الحرمات والإبادة الجماعية الإجرامية والتطهير العرقي العنصري.
وطالب الاتحاد بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمت خلال الحرب في غزة، وتضاعفت خلال الخمسين يوما التي استخدمت فيها أسلحة إجرامية لحرق وتبخير الأجساد لإخفاء الجريمة. وأشاد بمواقف جنوب أفريقيا والدول الداعمة والمنظمات الدولية التي وقفت سندا للشعب الفلسطيني، داعيا إلى تفعيل القانون الدولي وقرارات المحكمة الدولية في ملاحقة مرتكبي الجرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني. كما دعا الاتحاد إلى استمرار البذل وتقديم العون، وكل ما في الوسع لشعبنا الفلسطيني وإخوتنا في غزة. وأشاد بموقف الشعوب الحرة والمنظمات والجامعات التي لم تنطفئ إلى اللحظة، داعيا إياها إلى الاستمرار في الحفاظ على جذوتها والمزيد من الضغط السياسي والإعلامي والحقوقي.
جوانب نهضوية
وأكد الشيخ الدكتور علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن من أبرز المستجدات في اجتماع مجلس الأمناء، القضية الفلسطينية والسورية إلى جانب القضايا المتعلقة بالمشروع الحضاري والنهوض بالأمة.
وأوضح أن من أهم المحاور التي تناولها الاجتماع الجانب السياسي والعلمي والنهضوي، بالإضافة إلى الجوانب الادارية التي تتصلب منها قرارات تساهم في تنظيم الأمور.
وقال د. القره داغي: المجلس يندرج تحت مظلته مجلس الامناء والرئاسة والأمانة العامة و12 لجنة وعدة فروع، وتواجد في 92 دولة، بالإضافة إلى وجود 64 جمعية كبيرة عالمية، كل هذه الاشياء تحتاج إلى الترتيب وكان البحث حول الخطط والبرامج، وقد تم إقرار هذه الخطط قدمنا خطة استراتيجية وتقارير خلال عملنا لثمانية أشهر وتم اقرارها واعتمادها.
وأعرب عن شكره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على هذه الجهود، فهم دائما الذين يقفون مع الجوانب الانسانية والعلمية ويحترمون العلماء احتراما كبيرا.
د. علي الصلابي: البشرية في أشد الحاجة إلى القيم الواردة في القرآن
أكد الدكتور علي محمد الصلابي - الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - أن لقاء مجلس الأمناء دوري كل ستة أشهر، وينظر في قضايا المسلمين، خاصة قضية فلسطين وقطاع غزة، والمستضعفين في مختلف البلدان، وكيف يكون الخطاب إلى الأمة وإلى العلماء والساسة وأحرار العالم في كيفية توحيد الجهود، ويهتم بقضايا ثوابت الأمة المتعلقة بقيمها وأخلاقها، وكيفية إيصال تعاليم القرآن الكريم إلى الناس بأسلوب سهل ومبسط ووسطي. وقال د. الصلابي في تصريحات صحفية على هامش الاجتماع: جرت نقاشات ومتابعة ومحاسبة ومراقبة للجان التابعة للاتحاد العالمي في مجالات متعددة، مثل الثوابت والاعلام والدعوة والافتاء، وغيرها من المجالات، كما يكون هناك حركة تقييمية لتحسين الأداء في المراحل القادمة.
وأضاف: الاتحاد يدخل في مرحلة جديدة نحو المؤسسات وتفويض الأعمال، وقد كان شعار الجمعية العمومية السابقة «من المؤسس إلى المؤسساتية»، فقطع شوطا جيدا في العلاقة بمؤسسات الاتحاد، من الأمانة إلى النواب ومجلس الرئاسة، واللجان التابعة للأمانة، والمشاريع المتعددة والمتنوعة، فالاتحاد في طريقه إلى أن يكون مؤسسة راسخة تتوارثها الأجيال القادمة، لحمل رسالة الإسلام في المشارق والمغارب. ونوه بأن الاجتماع ناقش احتياج الإنسانية للقيم الإسلامية، مثل العدل والحرية والمساواة، وكلها مستنبطة من كتاب الله سبحانه وتعالى الذي يقول «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، ويبين أن الناس سواسية، فجاء فيه «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير».
وأوضح أن البشرية في أشد الحاجة إلى القيم الواردة في القرآن، وأن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بدأ يبلور فكرة المشروع والاحياء الحضاري، واحياء القيم الإنسانية وبيانها للعالم، لأن العالم في أشد الحاجة لقيمة الحرية المستنبطة من القرآن الكريم، ولقيمة العدالة المستنبطة من القرآن الكريم، وللأخوة الإنسانية المستنبطة من القرآن، ولمعرفة كيفية هذه الممارسة من خلال النبي صلى الله عليه وسلم.
د. فضل مراد: تواجد الاتحاد في مواقع متقدمة على مستوى الأمة
قال الدكتور فضل مراد - الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم الذين يحملون مشاعل الهدى والنور للعالم، ويجب على العلماء أن يبينوا ما تمر به الأمة من أوضاع ومحطات، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم التنزيل: «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون».
وأضاف: واجب على العلماء أن يبينوا وأن يقفوا مع أمتهم وشعوبهم، وما حملوا من هذه الأمانة على عاتقهم.
وأوضح أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، برئاسة فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي، ماضون في تحقيق الخطة الاستراتيجية، والتي يأتي على رأسها الرسالة العلمية وقضايا المسلمين وتطوير الاتحاد، وهناك مشاريع وأهداف لتحقيق ذلك.
وأشار إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وضع خطة خمسية منبثقة عن الجمعية العمومية، وأن الفترة المقبلة ستشهد تواجد الاتحاد في مواقع متقدمة على مستوى الأمة، وعلى مستوى المشاريع والأهداف.
وقال د. فضل مراد: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هو ثمرة للشيخ يوسف القرضاوي، رحمه الله، وكل ما يقوم به وما يبينه في صحائف حسنات الشيخ القرضاوي.
د. فاطمة عزام: فك الحصار.. وكفالة الأيتام في غزة
قالت الدكتورة فاطمة عزام، عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ان الاجتماع ناقش الكثير من القضايا على رأسها قضية فلسطين باعتبارها القضية الأم، وأشارت إلى أن قضايا الأمة الأخرى لم تكن غائبة عن مجلس الأمناء، فقد تمت مناقشة قضايا جميع البلدان التي تشهد احداث مثل السودان وغيرها من البلدان التي تم مناقشة دور العلماء اتجاههم في نشر العلم ونشر الدعوة.
وأضافت: أجمع المجلس على عدد من التوصيات منها توصية المؤاخاة بين اعضاء المجلس وبين العلماء مع اخوانهم في غزة، وهي تعتبر المبادرة التي انطلق بها المجلس في هذه الدورة، وأيضا هناك قضية الكفالة أي كفالة الأيتام والمستضعفين في غزة كانت هناك توصيات بالتوجه إلى الأمم المتحدة للمطالبة بفك الحصار عن غزة، والسماح بالمعونات بالدخول لإنقاذ شعب غزة، بالإضافة إلى ذلك توصيات بتفعيل دور اللجان في نشر العلم الشرعي خاصة في البلدان الناطقة بغير اللغة العربية.
0 تعليق