انتشرت خلال الفترة الاخيرة شكاوى كثيرة من أعراض تشبه نزلات البرد أو الانفلونزا الموسمية الشتوية، لدى عدد من الاشخاص، ومن ابرزها وجود معاناة من بعض او كل الاعراض التالية، السعال، العطس، أو التهاب الحلق، انسداد الأنف، أو ارتفاع درجات الحرارة لدى المصاب، وهناك مخاوف وتساؤلات هل هذا نتيجة لمتحورات جديدة من فيروس كورونا، أم أنه الانتشار الموسمى للفيروسات التنفسية المعتادة بفصل الشتاء، وكيف نفرق بينها.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، بالفترة السابقة من متحورات «كورونا» الجديدة، سريعة الانتشار، وأكدت أن مرض «كوفيد- 19» ومتحوراته ليس هو المرض التنفسى الوحيد المنتشر، بالتزامن مع فصل الشتاء والاجواء الباردة، وتظهر العديد من الامراض التنفسية الموسمية، منها الإنفلونزا والفيروس المخلوى التنفسى، والالتهاب الرئوى، وكلها أمراض تزداد فى الانتشار مع فصل الشتاء.
وأوضح الدكتور ماجد رياض وصفى رياض، استشارى الأنف والأذن والحنجرة، زميل كلية الجراحين الدولية، أن الإنفلونزا من الأمراض الشائعة وخاصة فى موسم الشتاء، ولا تشكل خطورة على الجسم فى معظم الأحيان، حيث يسهل القضاء عليها من خلال الأدوية المضادة للفيروسات، والحصول على الراحة، وتناول السوائل الدافئة، ولكن فى بعض الحالات يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة بالجسم.
أما فيروس كورونا المستجد، فيشكل خطورة على الجسم فى كثير من الحالات، حيث يمكن أن يسبب الإصابة بمشكلات صحية عديدة ناتجة عن ضيق التنفس وتلف خلايا الجهاز التنفسى، وقد تصل الى الوفاة فى حالات كبار السن أصحاب الامراض المزمنة.
وأكد الدكتور ماجد رياض وصفى، يجب توخى الحذر من إصابة أصحاب الأمراض المزمنة، مثل المصابين بأمراض القلب والسكر والضغط والأمراض المناعية، فهم الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وإذا حدثت الإصابة فلا بد لهم من طلب الرعاية الصحية المبكرة، لحمايتهم من تدهور الحالة الصحية والوصول لمراحل حرجة.
وتتمثل أعراض الإنفلونزا الموسمية والتى قد لا تظهر جميعها لدى الشخص المصاب فى السعال والإعياء والتعب الشديد والحمى والقشعريرة، والصداع والام فى العضلات والجسم، ويصاحبها سيلان أو انسداد الأنف والتهاب الحلق والقىء والإسهال.
وقد تتضمن نزلات البرد حمى، لكنها تكون أقل حدة، وغالبًا ما تؤثر على الجهاز التنفسى العلوى فقط، ما يسب احتقان الجيوب الأنفية البسيط وسيلان الأنف والسعال.
وأكد الدكتور ماجد رياض وصفى، أن فيروس كورونا المستجد، له عدة أعراض فتارة يظهر فى صورة ارتفاع بحرارة الجسم مع كحة، وتارة فى صورة إسهال واضطرابات معوية، وتارة أخرى فى صورة تكسير عام فى الجسم وعدم القدرة على العمل بكفاءة جيدة، وفقدان حاستى الشم والتذوق.
ولوحظ أيضًا أن العديد من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد قد لا تظهر عليهم هذه الأعراض.
وجميع الأدوية التى تؤخذ حتى الآن تنقسم إلى جزءين، الأول منه فى صورة ارتفاع المناعة الجسمانية عن طريق إمداد الجسم بالفيتامينات والأحماض الأمينية التى يحتاجها الجسم فى رفع مناعته.
والجزء الثانى من العلاج فى صورة مجابهة الأعراض مثل المسكنات أو مهدئات للسعال ومضادات للتقلصات المعوية والإسهال.
وينصح الدكتور ماجد رياض وصفى، بمحاربة ومجابهة الأجواء التى تساعد على انتشار الفيروس، ومن أمثلة ذلك المحافظة على النظافة الشخصية لليدين والوجه بالغسل المتكرر بالصابون واستعمال الكحول الإيثيلى كمطهر عام، وتنظيف فلاتر الهواء بالمكيفات.
ويضيف الدكتور ماجد رياض وصفى، يجب عدم استعمال الأدوات الشخصية للغير مثل الفوط والمناديل والأقلام والملابس بصورة مشتركة، حتى لا تنتقل العدوى من شخص إلى أخر، وذلك لأن الفيروس بالرغم من ضعفه الشديد وأنه يقارن بأنه أضعف من فيروس الأنفلونزا الشهير الذى يصيب معظم الأشخاص، فإن الوقاية المؤثرة منه تكون بعدم الازدحام والتواجد فى الأماكن المغلقة وسط عدد كبير من الناس فإن الكورونا بالرغم من ضعفه فإنه مؤثر، وبالرغم من حداثته فإنه تغلغل بشدة ويجب عدم التهوين أو التهويل منه، ونضعه فى مكانه الطبيعى للحرص والوقاية وزيادة المناعة بالجسم دون الهلع منه، وندعو الله عز وجل أن يرفع هذا الوباء عن مصرنا الغالية وعن العالم كله.
واختتم قائلًا: لا بد من الحرص على ارتداء الكمامة لأنها هامة جدا وضرورة لحماية المصاب، ووقاية المجتمع ككل، وتقليل نسبة الإصابة بالمرض وسرعة السيطرة عليه.
0 تعليق