حوارات
يصبر المرء المسلم عندما يتجلّد على مصائب لا يستطيع دفعها، وعندما لا يشكو ما أصابه من ابتلاءات سوى لله عزّ وجلّ، بدلاً من أن يجزع ويفيض قلبه بالهمّ والغمّ، والحزن الشديد بلا فائدة.
ومن بعض ركائز الصبر في عالم اليوم المتقلّب، نذكر ما يلي:
- الدنيا دار ابتلاء: يُبتلى المؤمن فقط، ويُختبر طوال الوقت ما دام يعيش في هذه الحياة الدنيا الفانية، ويقول ربّنا العظيم في كتابه الكريم "الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" (العنكبوت 1-3).
وقال رسولنا الكريم (صلوات الله وسلامه عليه): "يُبتلَى الرَّجلُ على حسْبِ دِينِه، فإن كان دِينُه صُلباً اشتدَّ بلاؤُه، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ ابتلاه اللهُ على حسْبِ دِينِه فما يبرَحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يمشيَ على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ".
- احتساب الأجر: يحتسب المسلم عندما يتوجّه بقلبه الى ربّه عزّ وجلّ ليثيبه على ما أصابه، وما يتحمّله في رضى الله تعالى، وعندما يقبل ويرضى بما قدّره له الله في هذا الوقت وفي هذا الظرف، وأن لا ييأس من رحمة الله عزّ شأنه.
جَزَع النّفس: يحزن كل عاقل بسبب ما وقع عليه من مصائب دنيويّة، ولكن من المفترض ألاّ يمنعه هذا الحزن عن ممارسة حياته الطبيعية قدر استطاعته، ولا يجزع بإفراط سوى من لا يزال يعاني من ضعف نفسيّ تولّد في شخصيته بسبب ظروف خارجيّة، وكلما قويت ثقة المرء بنفسه قلّ جزعه.
عدم القنوط: لا ييأس المسلم العاقل من عفو ورحمة الله عزّ وجلّ، ولا سيما إذا كانت المصيبة التي أصابته بسبب ذنب ارتكبه في حقّ ربّه تعالى، أو في حقوق الآخرين وتاب منه، فيقول المولى عزّ وجَلّ: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا "(النساء 48).
فلا ييأس من رحمة الله سوى من يصرّ على الشرك.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق