استقبل مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، وفدًا من الأطفال المشاركين في مشروع “أهل مصر” الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بهدف تعزيز روح الانتماء وتعريف النشء بقيمة التراث الحضاري والديني لمصر.وضم الوفد 200 طفل من مختلف المحافظات الحدودية وهي: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، الوادي الجديد، أسوان، ومطروح، إضافة إلى 30 مشرفًا رافقوا الأطفال خلال جولتهم.

وكان في استقبال الأطفال داخل المسجد الشيخ علي هنو والشيخ أبو بكر إبراهيم سليمان، اللذان قدّما شرحًا تفصيليًا حول المسجد، بدءًا من تصميمه المعماري الفريد المستوحى من التراث الإسلامي العريق، ومرورًا بدوره الدعوي، والخدمي، والسياحي الذي يجعله واحدًا من أبرز معالم شرم الشيخ.

وتناول الشرح نبذة عن بناء مسجد الصحابة، الذي افتُتح عام 2017 ليصبح تحفة معمارية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث يضم مئذنتين شاهقتين يصل ارتفاعهما إلى 76 مترًا، وقبة ضخمة تمثل نقطة التقاء الفن والجمال، بالإضافة إلى قاعات للصلاة وخدمات تعليمية وثقافية تسهم في نشر الوعي الديني والوسطية.

وفي جو يسوده البهجة والسرور، عبّر الأطفال عن سعادتهم بهذه الجولة التي منحتهم فرصة التعرف على أحد أبرز المعالم الدينية الحديثة في مصر، كما شهدت الزيارة توزيع هدايا تذكارية وأعلام وطنية للأطفال، تقديرًا لمشاركتهم وتشجيعًا لهم على الحفاظ على تراثهم وثقافتهم.

كما قدم بعض الأطفال المشاركين فقرات متنوعة تعكس مواهبهم الفنية والثقافية، من ضمنها تلاوة آيات قرآنية وإنشاد ديني، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أبدوا إعجابهم بما قدمه الأطفال من أداء متميز.

يُعد مشروع “أهل مصر” واحدًا من أهم المشروعات الثقافية التي تهدف إلى دمج أطفال المحافظات الحدودية مع أقرانهم من مختلف أنحاء الجمهورية، وفتح آفاق جديدة لهم لاكتساب المعرفة والاطلاع على كنوز مصر الثقافية والدينية، في إطار حرص الدولة على تحقيق العدالة الثقافية وتقديم فرص متساوية للنشء.

واختُتمت الزيارة بجولة حرة للأطفال داخل المسجد، حيث قاموا بالتقاط الصور التذكارية مع المشرفين وأئمة المسجد، ليحملوا معهم ذكريات لا تُنسى عن هذه الرحلة الثقافية المميزة التي جمعت بين المعرفة والترفيه.

جدير بالذكر أن مسجد الصحابة لا يقتصر دوره على العبادة فقط، بل يُعد مقصدًا سياحيًا وثقافيًا يعكس الوجه الحضاري لمصر، ويستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم للتعرف على ما يزخر به من جمال معماري وروحاني.