موقف بسيط من طفل نوبي، جعله حديث العالم؛ لأمانته في البحث عن سائحة ابتاعت منه قطع إكسسوار يديوة الصنع، وأعطته مبلغ مبالي أكثر من المبلغ الذي طلبه منها، ولكنه لم يكتشف ذلك إلّا بعد مغادرتها للمكان، فلم يهدأ له بالًا حتى وصل إليها.
أمانة الطفل تهبر السائحة الأرجنتينية
الطفل النوبي محمود سيد، تلميذ بالصف الخامس الابتدائي، يخرج في أيام الإجازة لبيع الحظاظات والمشغولات اليدوية بمرسى معابد فيله في أسوان؛ للمساعدة في مصاريف أسرته.
وفى أحد أيام عمل الطفل بمرسى معابد فيلة، اشترت سائحة أرجنتينة تُدعى "ماريا" منه "حظاظات" ثمنها 5 دولارات؛ فأعطته الأموال، ووضعها "محمود" في جيبه، لكنه فوجئ بعد مغادرتها للمكان، أنها أعطته 20 دولارًا.
الطفل النوبي يحصل على الأموال، ويعتبرها رزقًا أتى له، لكنه قرر البحث عن السائحة لرد ما تبقى لها (15 دولارًا)، وبالفعل وصل إليها، وأعطاها ما تبقى لها من المبلغ الذي أعطته إياه، ما جعلها تنبهر من أمانته، وترسل إليه مع مرشد سياحي كان يرافق الفوج، كما كتبت على حسابها عبر "إنستجرام"، أنها منبهرة بموقف الطفل، وقررت زيارة أسوان مجددًا، ودعوت أصدقائها للزيارة بعد موقف الصغير الذي بات حديث العالم.
"الدستور" تحدثت إلى الحاج محمد إسماعيل عبدالقادر "جد الطفل"، الذي قال إن "محمود" ابن ابنته يبلغ من العمر 11 عامًا ويدرس بالصف الخامس الابتدائي، وهو الذي رباه ومقيم معاه في نفس منزله بجزيرة هيسا.
وأضاف أن الطفل يبيبع المشغولات اليدوية للسائحين بمرسى معابد فيله، وفي أحد الأيام كان يعرض ما يبيعه على السائحين في أحد المراكب النيلية، وأعحبت سائحة أرجنتينية بعدد من "الحظاظات" وقررت الشراء منه.
ولفت إلى أن السائحة "ماريا" دفعت لابن ابنته مبلغ مالى قدره 20 دولارًا، وثمن ما اشترته 5 دولارات فقط، ولم تحصل على باقي أمولها، لكن "محمود" كان أمين جدًا وحرص على انتظارها ليعيد لها باقي أموالها وقدرها 15 دولارًا.
وأشار إلى أن هذا الموقف جعل السائحة الأرجينتينة تنبهر بأمانة "محمود" الشديدة، رغم صغر سنه، وتعبر له عن فرحها الشديد من خلال احتضانه والتقاط صوره تذكارية برفقته، كما بعثت له رسالة مع مرشد سياحي لتخبره أنها سعيدة بأمانته الشديدة التي ستكون سببًا رئيسيًا في زيارتها أسوان مجددًا، كما أنها ستخبر أصدقاءها بموقفه الطفل الأمين وتدعوهم لزيارة محافظات الجنوب.
وتابع:"أنا مبسوط جدًا بموقف (محمود) لأن أنا اللي ربيته على الأمانه والأخلاق وميقبلش حرام على نفسه أو على أهله اللي بيساعدهم بشغله".
ونوه بأن ابن ابنته بدأ يعمل لمساعدة والديه وهو فى الصف الثالث الابتدائى، وأنه يخرج في أيام الإجازة للعمل، حيث يتجه مع والده بائع الشاي إلى مكان عمله في منطقة مرسى معابد فيله، وأنهم يتجهوا برفقة أحد جيرانهم والذي يوصلهم بواسطة فلوكه من جزيرة هيسا النوبية إلى البر وبعدها يستقلوا مواصلات حتي ملف منطقة الكرور ثم توكتوك عند منطقة عملهم وليسعى كل منهم إلى رزقه.
0 تعليق